الأربعاء، 1 أكتوبر 2014

الناعور الضرير.../ قصيدة .../ الشاعر .../ قاسم وداي الربيعي ..../ العراق ....


الناعور الضرير
_____________________
أهبط أيها الضوء بمساحاتِ العتمة
فما عاد للقنديل مَنزل يأوي أليه
جفت أضرع الشجر ، كما السواقي
أضرمت في أحشائها مواقد الجفاف
وأنت تتحسس أنامل نهرا أرهقه الانتظار
جبينه يستحمُ ظلا الشمس ساعة الهجير
لماذا مرتبكة نظراتك
بوجه الحقل الميت منذ قرون
أستميحك عذرا أيها الضَرير
الفرات التي عانقت اللحن قبل هطول المَطر
تشتمُ نايك المَسكين
المتجمد بفكِ القحط المَاسك للبطونِ
لا تبحث بين الشَوك عن وردةِ نرجس
الورد الذي بَعثه الربيع قبل غيبوبتك
جفت ملامح نظراته بحلمِ الساقية الخضراء
أيُها الناعور الضَرير تعال نلغي تاريخنا
من مذكراتِ نهرا عذب
كنت تسكبُ الماء مثل المطر النازل بفمِ الجوع
كلما هامت العيون رقصت ( الجوبي )
تُغازل أنامل فلاحا يعشقا الأرض بجنونٍ
أخشى أجساد المغدورين عالقة دون علمك في (السّكر).....(1)
دمائهم .
رسائلهم الطافية بجوارك
بنادقهم المحزوزة الرقاب
رائحة الوطن الماسكة لبيت الحدقة
كن حذرا .. كنت تبعث الحياة في الأرض
لا يستفزك سيف الخشب
لا تكن مأوى لجثثٍ مغدورة تسد نوافذ القلوب
عرفتك الفُرات
تغسلُ أدران الأرض
كلما توافدت في أرضِنا الخطيئة..
............................ قاسم وداي الربيعي ....بغداد \ 2014..................
________________________________________________________
(1)... السّكر ...وهي سدة تجمع الماء أمام الناعور

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق