الأحد، 1 فبراير 2015

--(( قبل مشيب الشمس قصيدة على طاولة القراءات الثلاث )) دراسة نقدية معمقة لقصيدة ( قبل مشيب الشمس ) للشاعر السورية القديرة جانيت لطوف -------------------------------------------------------------- الناقد الشاعر هاني عقيل

----(( قبل مشيب الشمس قصيدة على طاولة القراءات الثلاث ))
دراسة نقدية معمقة لقصيدة ( قبل مشيب الشمس )
للشاعر السورية القديرة جانيت لطوف
-------------------------------------------------------------- الناقد الشاعر هاني عقيل
عندما تقراء نصاً ادبياً شعراً كان ام نثراً وتبدي اعجابك به فانت تحكم لصالحه واذا كنت قد مضيت الى ابعد من ذلك فشرحت اسباب الاعجاب وأبنت مزايا النص فأنت ناقد والقارئ أيّاً كان حظه من الثقافة ناقد بشكل واخر
ويبدأ النقد بانطباع يتركه النص في النفس وينتهي بحكم ومثل هذا النقد لايبنى الا على ذوق مرهف مصقول وثقافة متنوعه
ان معنى النقد يستهدف النص كاشفا عن ميزاته وخصائصه والممرارسة النقدية عند كبار النفاد وصغارهم وقديمهم وحديثهم تدور في هذا الاطار *
والاديب نفسه يمكن ان يكون ناقدا لعمله اذ ينشئ النص فيقومه وبعدله اويستبدل كلمة باخرى
وبجب على الناقد ان يفكك النص من خلال جملة اسئلة يطرحها الناقد
فيسأل عن معنى النص الذي امامه؟
ما الذي اراد الاديب ان يقوله ~؟
وهذا سؤال عن مضمون العمل الادبي
وكيف عبر الاديب عن هذا المضمون ؟
وعندما نسأل هل نجح الاديب ام فشل ؟
نكون وصلنا الي الحكم على النص
اذا العمل النقدي يجب ان يكون ( قراءة / تحليل / حكم )
انطلاقا من هذا المفهوم النقدي الرصين ننطلق في دراستنا النقدية لنص ( قبل مشيب الشمس ) للشاعرة السورية القديرة ( جانيت لطوف )
-------------------------------------------------------------------------------------------------
( النص )
---( قبل مشيب الشمس )
طال السهاد
اتكأ على زند الحكايات
هرباً من التأريخ
تأريخ لقاءاتٍ راوغتها التفاصيل
كُتِبتْ بصمت الفراغ
زنابق القلب المطفأة
سجدتْ للون الماء المحرقة
ليس لي
غير العدم
وردة بشباكي محروقة الاهداب تشبهني
أحرق زغب فراشاتي
قنديل الفراق
اترقب ذبذبات الطريق
لين ضاعت خطاك؟
فاض كأس عمرٍ حتى عجزت عن الرد
من يقراء ابجدية الاحاس ؟؟
من يُطمئن حمام السلام ؟
باْسم احلامي المعرشة بفضاء روحك
بأسم طفولتي
التي ولدت من رحم تكوينك
بأسم اللحظة القاتلة من زمن الورد
تعال نكمل لوحة العمر
على طاولة من لوح القدر
قبل مشيب الشمس ..................
-------------------------------------------------------------------------------------------------
( القراءة الاولى )
قبل مشيب الشمس او مغيبها جلست جانيت بغرفتها المعتمة الا من بصيص املٍ في ليلةٍ طال بها السهاد تتقرفص حولها الحكايا ولا شئ سواها فلا مناص من الاتكاء على زند الحكايا فهي ماتبقى لها بعد الرحيل هربا من ذاكرة اللقاء وتفاصيله المرواغة لم تجد ورقاً فاستعارت صمت الفراغ *
زنابق القلب المطفأة لها قداس احتراق لرحيل حاكى اللهب سجدت للون الماء محرقة فما بقي لها غير العدم وهي تحاكي وردة بشباك الانتظار محروقة الاهداب *
متى ينتهي هذا الاحتراق والبعد اللاهب فقد احرق زغب الفراشات ومن سواه قنديل الفراق لم يبق لها سوى همس الطريق والانتظار وترقب ذبذبات الطريق تبحث عن اي اثرٍ لك واين ضاعت خطاك ؟
فاض كأس العمر ومات السؤال فهي عاجزة عن الرد جاثمة متكورة على كوامن حزنها تتسائل من يقرأ ابجدية الاحساس ؟
من يفك الطلاسم والرموز من ؟
سربُ من السلام يتعرش اغصانها لطوف من يمنحه السلام؟
جانيت لطوف امرأة تعرشت احلامها فضاء روحه بجواز سفرٍ يحمل ملامح طفله
ولدت من رحم تكوينه او بأسم اللحظة القاتلة من زمن الورد - ترى كيف كان لدها الزمن ؟ جمبل جميل وبرغم ذلك الاحتراق والهروب من تاريخ اللقاءات هي دعوة لتتعرش اصابعها فرشاته ليرسما معا لوحة العمر عسى ان يمن القدر بذلك قبل فوات الاوان
-------------------------------------------------------------------------------------------------
( القراءة الثانية )
1_ لعنوان القصيدةاثر بالغ في اسكناه مرمى الشاعر فكان ( قبل مشيب الشمس ) خرقا لعوالم القصيدة فككها ثم اعاد مزجها في ثلاث كلمات فهي صرخة تقول ( قبل فوات الاوان ) لله درك من شاعرة
2_ مدخل القصيدة من الاهمية بمكان في الرابط الزمكاني بين العنوان والقصيدة وعوالمها من جهة اخرى لدى المتلقي ولقد اجادت لطوف في ذلك فهي قصيدة ( الشمس / الغروب / المشيب / السهاد / قناديل الاحتراق ) ثراء ثراء
3_ جزالة اللغة والتراكيب اللغوية المكثفة اوحت لنا ان كتلة القصيدة معلومة مسبقا لدى الشاعرة لذا فهي دخلت الى عوالم القصيدة وخرجت واجادت كل الاجادة في ذلك ونجد ذلك في مدخل القصيدة ومخرجها
طال السهاد
اتكأ على زند الحكايات
هرباً من التأريخ
تأريخ لقاءات راوغتها التفاصيل
والمخرج حيث قالت
بأسم طفولتي
التي ولدت من رحم تكوينك
بأسم اللحظة القاتلة من زمن الورد
تعال نكمل لوحة العمر
على طاولة القدر
قبل مشيب الشمس
4_القصيدة خرجت لنا تحت مصطلح قصيدة نثر احتوت مايقارب 24 سطرا وبذا خرجت من كونها شظية فلسفية اذا اضفنا لها العناصر الاخرى لقصيدة النثر وقد اجادت الشاعرة جانيت لطوف في التلاعب بكثافة اللغة / استخدام الرمز / والاهتمام بحجم الضجة الحسية والبنية الدلالية / فالقصيدة عبارة عن توليفة رائعة لجملة من تناقضات لغوية تعد خرقا لغويا حداثويا ونجد ذلك في
( زند الحكايات / زنابق القلب المطفأة / وردة محروقة الاهداب / قنديل الفراق / ذبذبات الطريق / زمن الورد / مشيب الشمس )
5_ انفرطت عوالم القصيدة وهي تحاكي حبات عقد وهذا ما يحث دائما في قصيدة النثر اذما توفي عنصر ( اللاغرضية ) فكان الخيط الرفيع الذي نظم ذلك العقد بحنكة وموهبة فذة وهذا مانجده من خلال الانتقال من مدخل القصيدة الى مرحلة الخروج منها انه مناخ واحد
_ طال السهاد
_ اتكأ على زند الحكايات
_ قنديل الفراق
_قبل مشيب الشمس
6_ استخدمت لطوف الاستقطاب وبشكل حرفي مكين رغم ان قصيدة النثر كنتاج دخيل على الادب العربي ترفض الاستقطاب ولكن لطوف والكثير من الشعراء استخدموا الاستقطاب في قصيدة النثر وهذا ما ساعد على منح قصيدة النثر هويتها العربية الخاصة تبعا للمزاج العربي والبيئة الثقافية والموروث الفكري واللغوي
_ اتكأ على زند الحكايات
_فاض كأس العمر
_ تعال نكمل
_ قبل مشيب الشمس
7_ لم ترسم الشاعرة القديرة جانيت لطوف حدوداً لقبل مشيب الشمس فهي عوالم مفتوحة نحو فضاءاتها الغاربة وزنابقها المحترقة وعودة جديدة لطاولة القدر
-------------------------------------------------------------------------------------------------
( القراة الثالثة )
1_ استخدمت لطوف ضجة حسية ولا اروع في قولها
( احرق زغب فراشاتي )
( اترقب ذبذبات الطريق )
( وردة بشباكي محروقة الاهداب )
2_ استخدمت الرمز وهو ميزة لقصيدة النثر وهو ما انطوت علية التراكيب التالية
( صمت الفراغ )
( لون الماء )( اهداب محترقة )(قنديل فراق)( ذبذات الطريق )
3_ هنالك توليف محتمل للخروج بصياغة لغوية تتناسب ومناخ القصيدة العام ونجد ذلك
( اتكأ على زند الحكايات / هربا من التأريخ / سجدت للون الماء / احرق زغب فراشاتي)
4_استخدمت الاستفهام وهو هنا يشبه البياض ولكنه بياض فكري من نوع خاص في قولها
( اين ضاعت خطاك ؟ )( من يقرأ ابجدية الاحساس ؟ )( من يطمئن حمام السلام )
5_استخدمت البعد اللوني ( لون الشمس / لون الزنابق / لون القلب / الابيض في للسلام كرمز / لون الورد / مشيب الشمس )
6_ استخدمت البعد الحركي
في ( اتكأ / هربا / كتبت / سجدت / احرق / تعال )
7_ استخدمت البعد الزمني
في ( الشمس / التاريخ / الفراق / كأس العمر / طفولتي / زمن الورد / لوحة العمر / لوح القدر )
-------------------------------------------------------------------------------------------------( الخلاصة )
تعد ( قبل مشيب الشمس ) انتقالة نوعية في مسيرة جانيت لطوف الشعرية وانعطافة كبيرة حيث استشعرنا فيها حجم الضجة الحسية والفكرية والاهتمام بالرمز والبنية الدلالية والتوليف الرائع في تراكيبها اللغوبة وجملة من التجليات الرائعة لعقلها الباطني وتم فيها توزيع الدلالات المعنوية بشكل قل نظيره اضافة الى ذلك احتواء معرفي وفلسفي استطاعت لطوف من خلاله ان يكون شعرها بمستوى التناظر المقام بين البنيات الدلالية والفونولوجية الكامنة في مستوى من اللغة عميق *
شكري وتقديري لقصيدة ( قبل مشيب الشمس )
شكري وتقديري للقديرة جانيت لطوف
--------------------------------------------- الناقد الشاعر هاني عقيل / العراق / واسط
-----------------------------------------السبت / 1/2/ 2015

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق