الاثنين، 2 فبراير 2015

كوثاريا من الالم الى الانتصار / مقال / الكاتبة والمسرحية / اطياف رشيد / العراق ...

كوثاريا من الالم الى الانتصار

مقالي في ثقافية البينة عن رواية كوثاريا شكرا لاهتمام اخوتي في فنون دمتم مبدعبن كوثاريا ..من الألم الى الانتصار الجميل
أطياف رشيد
رواية كوثاريا تنهض من الم والوجع فتؤسس عالمها كقصة متماسكة جماليا وفنيا ،الرواية هي حفر في ذاكره أوجاع الفرد العراقي وضياع لمعنى الانتماء ...الانتماء الإنساني والانتماء الوطني رواية كلما فتحت صفحه من صفحات إحدى شخصياته كشفت عن عالم من الخراب النفسي والاجتماعي والفكري وحتى الروحي والديني لكنها لم تترك هذا الكم من الأوجاع يسيل ويتسع دون ان يحتويه في متنها بتجانس وتناغم بين الفني الجمالي من جهة وبين الحدث بمرجعياته الواقعية من جهة ثانيه بلغه انسابت دون صعوبة حيث كانت لغة القص شفافة غير مواربة حتى في كناياتها وامثلتها وهي من النوع المألوف لدى القارئ لكنه استخدمها بطريقه ذكيه منسجمة مع المنحوت السردي واذا كانت رواية كوثاريا من النوع الذي تستطيع كقارئ حدس ما سوف ياتي لاحقا من إحداث فذلك لانها بنيت أساسا من مخزون ذاكره تآلفت معه من التفاصيل السابقة لتاريخ العراق الحديث وقد يكون هذا قد افقدها عنصر المفاجئة في بعض مفاصلها الذي يمنح الدهشة للقارئ والذي هو من أهم عناصر بناء الحكايه رغم ذلك فقد تجاوزه الكاتب بانتصاره الجميل لما تبقى من ذات نزفت حلم وجودها ورغبتها في الانعتاق من السلطة بالهرب والهجرة انتصرت للوطن وضرورة خلاصه من الإخطبوط الذي بدا بمد اذرعه الى مختلف مفاصل الحياة وتسميمها
تعتبر رواية كوثاريا جسر يربط مرحلتين من مراحل تاريخ العراق اثثها الكاتب بمجموعة من العلاقات والأحداث عبر مستويين الاول تمكن من خلال بناءه للشخصيات حيث أعطى امتياز القص للشخصية الرئيسية والثاني عبر المستوى المكاني .فدلالات المكان وفرت فرصه التحول في مجرى الأحداث
ففي المستوى الاول : اعتمد الكاتب في رواية حكايته على لسان البطل / الشخصية ألرئيسيه كاشفا عن الحكايات الخفيه للشخصيات الاخرى . وهنا تجدر الاشارة الى ان الشخصيات الثانويه في الرواية ومنذ البداية كانت فاعلة شأنها شأن الشخصية الرئيسية ودافعة للأحداث نحو ذروتها والمحركة والمحفزة للشخصية الرئيسيه البطله نحو سلبيتها بل ونحو تغير سلوكها الى الايجاب تاليا . كل ما يحيط البطل كان متحركا يساهم في وصف مجموع العلاقات الشائكة ضمن ازواج ثنائيه ( سمير وفوزيه / نبيل وزوجة ابيه / نبيل ومجتمع السجن .....) كلها علاقات كونتها عقد ورغبات مختلفة لكنها تجتمع عند الجنس والسلطة في بيئة الروايه .
المستوى الثاني : دلالات المكان : الكاتب يعنون نصه اصلا باسم مكان له دلالاته ورمزيته الضاربة في التاريخ ومن اجل ان يثبت قوة هذه الدلالة المكانية عمد الى مقدمه اولى استهل بها الرواية وهي قول ابن عباس المنقول عن اللسان (( نحن معاشر قريش من النبط من اهل كوثاريا قيل ان إبراهيم ولد فيها وكان النبط سكانها )) . ومقدمة ثانيه بعنوان مردوخ التي يبث من خلالها سؤاله ويكشف عن حادثة القتل وجدران السجون الرطبه ومؤشرا الى ارض معارك ساخنة بحروب لزجة ، هذه ألمقدمه الثانية هيأة للقارئ فكرة عن البيئة التي أثرت بالبطل وليوحي لنا سبب تعدد الشخصية الذي أصيب به بطله .
منح الكاتب كل فصل عنوان يتناسب وثيمة الإحداث التي سوف تدور فيه .فكان الفصل الاول بعنوان كاتب السيناريو ؟ ( ومن غير البطل ؟) ليتضمن (اللوحه ) و( قاض بالفطرة ) و( الخلاسة ) و( العوق العظيم) كاشفا حكاية أساسيه وحكايات ثانويه تدور حولها . لياتي بعد ذلك الفصل الثاني بعنوان دمى وهو برمزيته الى سلبية كل الشخصيات التي سيرها ( شبح الضرورة ) وقدمها الى ( بوكا ) في ( حفلة تنكرية ) لمجموعه من المفسدين .
وفي الفصل الثالث والذي كان بعنوان ( لقاء مع القدر ) جاءت العناوين الفرعية تفيض بإشارات مكانية ف ( المضاربة ) في الإصلاحية وحياة السجن القاسية الى( المقبرة ) وذكريات سمير مع امه و ( الأرض السفلى ) حيث العودة بالخسران والانهزام المكسور للجيش من الكويت ووصول الى مدينة الكوت . ثم ( عودة الماء ) في ابو غريب . في الفصل الرابع ( الذات المفقودة ) وتتضمن بساط الريح وقلب الله وجزيرة النحاس نجد ارتباط دلالي وثيق بين الفصلين الاول والرابع فمن مردوخ السؤال الى الذات المفقودة رحلة بحث عن اجابة تضمنها المتن عبر شخوص وحيوات ضاجة بالمفارقات والحوادث .. من مردوخ السؤال الى اكتشاف الذات المفقودة عبر بساط الريح وقلب الله النابض والدليل للعثور على الجواب في جزيرة النحاس ... ومابين مردوخ وجزيرة النحاس رحلة استحقت عناء القراءة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق