مؤسسة فنون الثقافية :
صحيفة فنون الثقافية:
كلام بالعقل
الفــن الهــابط.. وأزمـــة المجتمــــع!!
بقلم: سامي حامد
الفــن الهــابط.. وأزمـــة المجتمــــع!!
بقلم: سامي حامد
تستهويني دائماً مشاهدة حفلات أم كلثوم المسجلة تليفزيونياً ليس فقط لمجرد الاستماع والاستمتاع بأغاني كوكب الشرق وإنما للتأمل في أجواء الحفل ابتداء بالهدوء الذي يعم المكان والجمهور الذي ينصت باهتمام وشغف ثم يتفاعل مع "الست" بالتصفيق مع نهاية كل "كوبليه".. رجالاً وسيدات يملأون قاعة الحفل بلا صخب أو ضجيج.. وفرقة موسيقية تضم بين أعضائها أساتذة في الموسيقي يعزفون أجمل الألحان!!
كلما شاهدت حفلاً من حفلات كوكب الشرق أشعر بالحسرة والألم لما آلت إليه حفلات هذه الأيام من هرج ومرج وكلمات ليس لها معني وموسيقي لا دور لها سوي الرقص وهز الوسط وخليط من جمهور متعدد الأعمار يملأ المكان ضجيجاً وصخباً يخرج في نهاية الحفل دون أي فائدة تذكر سوي إضاعة الوقت والمال!!
نفس الأمر ينطبق علي مشاهدة الأفلام العربية القديمة ومقارنتها بأفلام هذه الأيام التي ليس لها أي مضمون سوي إثارة الغرائز والتشجيع علي الفجور وإدمان المخدرات أما القصة والسيناريو والحوار فتلك أمور لا تهم المنتج بقدر ما يهمه بطل أو بطلة الفيلم وشعبيتهما أمام شباك التذاكر وعدد مشاهد الرقص والتعري لأنها الفيصل في تحقيق أعلي الإيرادات.. وإذا سألت المنتج قال لك: "الجمهور عاوز كده"!!
تلك المقارنة بين زمن الفن الجميل والفن الهابط هذه الأيام تجعلني أجزم بأننا كنا مجتمعاً أكثر تحضراً قبل 50 عاماً عما نحن عليه الآن.. مجتمع راق وواع يتمسك بالعادات والتقاليد والقيم الرفيعة وطاعة الوالدين واحترام الكبير وهي أشياء افتقدناها هذه الأيام وما أحوجنا إليها الآن.. ولذا ليس غريباً ما نشاهده حالياً من حوادث بشعة كالابن الذي يقتل أباه أو أمه.. والزوجة التي تتخلص من أطفالها!!
"الفن مرآة المجتمع".. تلك المقولة أؤمن بها كثيراً.. فإذا أردت أن تتعرف علي مجتمع ــ أي مجتمع ــ عليك أن تشاهد الفن الذي يقدمه.. لقد التقيت ذات مرة في نهاية السبعينيات من القرن الماضي بالراحل الدكتور يوسف شوقي وهو أحد المؤرخين الموسيقيين الكبار وكان وقتها يقدم برنامجاً علي موجة إذاعة البرنامج العام بعنوان "ما لا يطلبه المستمعون" فسألته عن أزمة الأغنية بعد وفاة أم كلثوم وفريد الأطرش وعبدالحليم حافظ فقال: إن الأزمة ليست أزمة أصوات أو كلمات أو ألحان فسألته مجدداً أزمة من إذن؟! فأجاب دون تردد أزمة مجتمع.. واستطرد قائلاً فلتسأل نفسك لماذا ظهر كل هؤلاء العمالقة في زمن واحد.. فالفن هو إفرازات للمجتمع الذي نعيشه.. فالمجتمع الراقي والمتحضر يفرز فناً نظيفاً وجميلاً والمجتمع المريض يفرز فناً هابطاً.. تذكرت كل ذلك بالأمس وقلت لنفسي نحن بالفعل نعيش وسط مجتمع يعاني من أزمة حقيقية وما أحوجنا إلي أن نسترجع الماضي وزمن الفن الجميل وهذا دور التربية والتعليم والثقافة والإعلام!
كلما شاهدت حفلاً من حفلات كوكب الشرق أشعر بالحسرة والألم لما آلت إليه حفلات هذه الأيام من هرج ومرج وكلمات ليس لها معني وموسيقي لا دور لها سوي الرقص وهز الوسط وخليط من جمهور متعدد الأعمار يملأ المكان ضجيجاً وصخباً يخرج في نهاية الحفل دون أي فائدة تذكر سوي إضاعة الوقت والمال!!
نفس الأمر ينطبق علي مشاهدة الأفلام العربية القديمة ومقارنتها بأفلام هذه الأيام التي ليس لها أي مضمون سوي إثارة الغرائز والتشجيع علي الفجور وإدمان المخدرات أما القصة والسيناريو والحوار فتلك أمور لا تهم المنتج بقدر ما يهمه بطل أو بطلة الفيلم وشعبيتهما أمام شباك التذاكر وعدد مشاهد الرقص والتعري لأنها الفيصل في تحقيق أعلي الإيرادات.. وإذا سألت المنتج قال لك: "الجمهور عاوز كده"!!
تلك المقارنة بين زمن الفن الجميل والفن الهابط هذه الأيام تجعلني أجزم بأننا كنا مجتمعاً أكثر تحضراً قبل 50 عاماً عما نحن عليه الآن.. مجتمع راق وواع يتمسك بالعادات والتقاليد والقيم الرفيعة وطاعة الوالدين واحترام الكبير وهي أشياء افتقدناها هذه الأيام وما أحوجنا إليها الآن.. ولذا ليس غريباً ما نشاهده حالياً من حوادث بشعة كالابن الذي يقتل أباه أو أمه.. والزوجة التي تتخلص من أطفالها!!
"الفن مرآة المجتمع".. تلك المقولة أؤمن بها كثيراً.. فإذا أردت أن تتعرف علي مجتمع ــ أي مجتمع ــ عليك أن تشاهد الفن الذي يقدمه.. لقد التقيت ذات مرة في نهاية السبعينيات من القرن الماضي بالراحل الدكتور يوسف شوقي وهو أحد المؤرخين الموسيقيين الكبار وكان وقتها يقدم برنامجاً علي موجة إذاعة البرنامج العام بعنوان "ما لا يطلبه المستمعون" فسألته عن أزمة الأغنية بعد وفاة أم كلثوم وفريد الأطرش وعبدالحليم حافظ فقال: إن الأزمة ليست أزمة أصوات أو كلمات أو ألحان فسألته مجدداً أزمة من إذن؟! فأجاب دون تردد أزمة مجتمع.. واستطرد قائلاً فلتسأل نفسك لماذا ظهر كل هؤلاء العمالقة في زمن واحد.. فالفن هو إفرازات للمجتمع الذي نعيشه.. فالمجتمع الراقي والمتحضر يفرز فناً نظيفاً وجميلاً والمجتمع المريض يفرز فناً هابطاً.. تذكرت كل ذلك بالأمس وقلت لنفسي نحن بالفعل نعيش وسط مجتمع يعاني من أزمة حقيقية وما أحوجنا إلي أن نسترجع الماضي وزمن الفن الجميل وهذا دور التربية والتعليم والثقافة والإعلام!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق