رقصة الحروف الأخيرة " للشاعر أديب كمال الدين " مهمتها تعبئة النفوس
وتوعية العقول!
راح يفتش في هذا العالم المضطرب عن ذاته بعدة أسئلة ،وهو يؤكد ضرورة الكفاح من أجل رقصة " حروفه الأخيرة " التي لا تنطفئ ضد محترفي جرائم الحرب والإبادة ومعتقلي السلام ،وهو في مطارحة مع الذات ، والآخر حول مفاهيم عديدة تبثها قصيدته " التأملية " الصادرة من " شاعر " مستنير الفكر والقلب والضمير ، وكما يقول " دوبريه " ثورة في ثورة " وهو يعصف بالقناعات الكسولة الملتذة بإجترار ما كان ، حيث ينبغي أن تكون الممارسة الإبداعية كذلك ،وها هو ومن خلال " رقصة حروفه الأخيرة " يبعث لنا رسائل عديدة منها مشاعر انسانٍ مهموم مكدود ،ويشير العنوان إلى " صدمة " مغلقة بالتساؤلات من جراء الواقع المعاش بالنسبة لنا وكذلك للشاعر ، يطالبنا بإتخاذ موقفا ً ضد دعاة مشوهي الإنسانية وأبطال المجازر البشرية بلا هوادة ،
" جلس َ الشاعرُ خلفَ القضبان ، فأخذ يدمدمُ على الفور ، بحروفِ قصيدته الموشومة ِ بالأسى والأنين " ص33
لقد أدخلت المناهج الحديثة ثلاثة عناصر إلى فضاء القراءة ، وبدونها يظل النص الإبداعي مسيجًا بأشباح الصمت ، ونعني بهذه العناصر الذات الكاتبة ، والنص ، والقارئ ، وهنا في هذه المجموعة الشعرية الفلسفية ، التي تبث العديد من القيم عبر تساؤلات مختفية ! ومخنوقة
معتمدة على أستعارات من سبقوه ، وفيها من الهوس الفكري والفلسفي الكثير . " حين انتحرَ همنغواي ،أورثني البندقية التي انتحر بها ، فاحترت ماذا أفعل ُ بها " ص26
ليقول لنا تدخلنا في لواعج الإنسان همُه على قدر همته ، وهو يقول لنا وفي هذا الوقت الصعب ، ما دور الشاعر المعاصر ،وهو المشلول ، وهو الذي وضعوه في زنزانة ؟ وبمعنى تجميد دور الواعي والمثقف في عصر العولمة ، ها هو يبسط لسانه بضمير قلبه ، ومن هذه الأسئلة الشعرية التي جاءت بلغة مبسطة وفيها الكثير من الدلالات المعمقة والإشارات المفعمة بالثورة ضد كل ماهو قائم، والتي تأخذك مفردات قصائده الحزينة ، وانت تقلب صفحات الديوان " رقصة الحروف الأخيرة " ببطء كي تتنفس أحرفها حرفاً حرفا ، ويقشعر جسدك حينما تلامسك مفرادته الغير خانعة للسلطة معينة ، وكأنه يريد أن يقول للشعراء الأحرار " ماأكثر حروبك َ يا حروفي " اي هذا التحدي الواضح ، وكأنه ينهض من مفرداته الشعرية المشعة بالأمل ، ليقول لي " ليت لي أن أنشط بحرية لأمارس هذا الذي أفكر فيه " سيروا على خطاي ، ألاّ تتنفسوا برثاء الايدلوجيات التي أثقلت كواهلنا ، بل سيروا على خطى الفلاسفة ، والشعراء كما ذكرهم في مجموعته الشعرية ومنهم " تد هيوز ، شارلي شابلن ، دانتي ، لوركا ، محمود البريكان ، جان دمو ، التوحيدي ، كلكامش،
" وسيصرُ على أن اسمها الحياة ، الطاغية ُ الأرعن ، وهو يدري أو لا يدري ، أن الحياة َ عنده الكُرسي ً، الكُرسي المُحاط بالقتلة ِ والجلادين والكلاب ، الكرسي الذي تقومُ أرجلُه ، على مربعِ السجن ِ والرعبِ والموتِ والظلام " ص102
يقول عنه الناقد " سامان جليل ابراهيم " فالعنوان الذي تحمله المجموعة الشعرية ، يطوًق وجهاً للشاعر ، يمهد لمعاناته النفسية التي تحبس شخصيته وتعذبه ، وفي مقابل هذه الضغوط النفسية للذات نتساءل هنا ! وجهَ من هو العنوان ، رقصة الحروف الأخيرة " أتراه وجه توريث اليأس من الحياة .
والشاعر " كمال الدين " يعبر عن وجدانه وهمومه واهتماماته بعفوية وصدق ، دون مواربة أو تزييف للحقائق التي يختلجها في صدره المعذب ،ولهذا تجد ومن خلال المجموعة " رقصة الحروف الأخيرة " وقد أحتوت على 19قصيدة وتنوعت اشتغالاته الفنية وأساليب تعبيره بما فيها توظيفه للاستعارات القرآنية ، و كانت مصائبه الماضية والحاضرة لائحة في سيميائه عبر شريط صوري متقن ،وهذا يذكرني بقول أحد الشعراء وهو يقول "
ما عسى يأمل الحزين بقومٍ
لا يبالون بالأديب فيبقى
أبدا يسقط المهذب فيهم
والمرائي ينال خيراً فيرقى
بقي أن نذكر هذه المجموعة من القطع المتوسط وتقع في 155 صفحة ،والصادرة عن دار ضفاف ، الطبعة الأولى 2015 .
قاسم ماضي – ديترويت
وتوعية العقول!
راح يفتش في هذا العالم المضطرب عن ذاته بعدة أسئلة ،وهو يؤكد ضرورة الكفاح من أجل رقصة " حروفه الأخيرة " التي لا تنطفئ ضد محترفي جرائم الحرب والإبادة ومعتقلي السلام ،وهو في مطارحة مع الذات ، والآخر حول مفاهيم عديدة تبثها قصيدته " التأملية " الصادرة من " شاعر " مستنير الفكر والقلب والضمير ، وكما يقول " دوبريه " ثورة في ثورة " وهو يعصف بالقناعات الكسولة الملتذة بإجترار ما كان ، حيث ينبغي أن تكون الممارسة الإبداعية كذلك ،وها هو ومن خلال " رقصة حروفه الأخيرة " يبعث لنا رسائل عديدة منها مشاعر انسانٍ مهموم مكدود ،ويشير العنوان إلى " صدمة " مغلقة بالتساؤلات من جراء الواقع المعاش بالنسبة لنا وكذلك للشاعر ، يطالبنا بإتخاذ موقفا ً ضد دعاة مشوهي الإنسانية وأبطال المجازر البشرية بلا هوادة ،
" جلس َ الشاعرُ خلفَ القضبان ، فأخذ يدمدمُ على الفور ، بحروفِ قصيدته الموشومة ِ بالأسى والأنين " ص33
لقد أدخلت المناهج الحديثة ثلاثة عناصر إلى فضاء القراءة ، وبدونها يظل النص الإبداعي مسيجًا بأشباح الصمت ، ونعني بهذه العناصر الذات الكاتبة ، والنص ، والقارئ ، وهنا في هذه المجموعة الشعرية الفلسفية ، التي تبث العديد من القيم عبر تساؤلات مختفية ! ومخنوقة
معتمدة على أستعارات من سبقوه ، وفيها من الهوس الفكري والفلسفي الكثير . " حين انتحرَ همنغواي ،أورثني البندقية التي انتحر بها ، فاحترت ماذا أفعل ُ بها " ص26
ليقول لنا تدخلنا في لواعج الإنسان همُه على قدر همته ، وهو يقول لنا وفي هذا الوقت الصعب ، ما دور الشاعر المعاصر ،وهو المشلول ، وهو الذي وضعوه في زنزانة ؟ وبمعنى تجميد دور الواعي والمثقف في عصر العولمة ، ها هو يبسط لسانه بضمير قلبه ، ومن هذه الأسئلة الشعرية التي جاءت بلغة مبسطة وفيها الكثير من الدلالات المعمقة والإشارات المفعمة بالثورة ضد كل ماهو قائم، والتي تأخذك مفردات قصائده الحزينة ، وانت تقلب صفحات الديوان " رقصة الحروف الأخيرة " ببطء كي تتنفس أحرفها حرفاً حرفا ، ويقشعر جسدك حينما تلامسك مفرادته الغير خانعة للسلطة معينة ، وكأنه يريد أن يقول للشعراء الأحرار " ماأكثر حروبك َ يا حروفي " اي هذا التحدي الواضح ، وكأنه ينهض من مفرداته الشعرية المشعة بالأمل ، ليقول لي " ليت لي أن أنشط بحرية لأمارس هذا الذي أفكر فيه " سيروا على خطاي ، ألاّ تتنفسوا برثاء الايدلوجيات التي أثقلت كواهلنا ، بل سيروا على خطى الفلاسفة ، والشعراء كما ذكرهم في مجموعته الشعرية ومنهم " تد هيوز ، شارلي شابلن ، دانتي ، لوركا ، محمود البريكان ، جان دمو ، التوحيدي ، كلكامش،
" وسيصرُ على أن اسمها الحياة ، الطاغية ُ الأرعن ، وهو يدري أو لا يدري ، أن الحياة َ عنده الكُرسي ً، الكُرسي المُحاط بالقتلة ِ والجلادين والكلاب ، الكرسي الذي تقومُ أرجلُه ، على مربعِ السجن ِ والرعبِ والموتِ والظلام " ص102
يقول عنه الناقد " سامان جليل ابراهيم " فالعنوان الذي تحمله المجموعة الشعرية ، يطوًق وجهاً للشاعر ، يمهد لمعاناته النفسية التي تحبس شخصيته وتعذبه ، وفي مقابل هذه الضغوط النفسية للذات نتساءل هنا ! وجهَ من هو العنوان ، رقصة الحروف الأخيرة " أتراه وجه توريث اليأس من الحياة .
والشاعر " كمال الدين " يعبر عن وجدانه وهمومه واهتماماته بعفوية وصدق ، دون مواربة أو تزييف للحقائق التي يختلجها في صدره المعذب ،ولهذا تجد ومن خلال المجموعة " رقصة الحروف الأخيرة " وقد أحتوت على 19قصيدة وتنوعت اشتغالاته الفنية وأساليب تعبيره بما فيها توظيفه للاستعارات القرآنية ، و كانت مصائبه الماضية والحاضرة لائحة في سيميائه عبر شريط صوري متقن ،وهذا يذكرني بقول أحد الشعراء وهو يقول "
ما عسى يأمل الحزين بقومٍ
لا يبالون بالأديب فيبقى
أبدا يسقط المهذب فيهم
والمرائي ينال خيراً فيرقى
بقي أن نذكر هذه المجموعة من القطع المتوسط وتقع في 155 صفحة ،والصادرة عن دار ضفاف ، الطبعة الأولى 2015 .
قاسم ماضي – ديترويت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق