أنا والجميلة
كلما مررت من هناك كان يستوقفني جمالها وطلعتها البهية،أقف لأحدق فيها للحظات،رموشها كثيفة تطرف بهما بآلية،عيناها الخضراوان تلمعان كزمردتين براقتين، لطالما أسرتاني وأنا أتأملهما بكل إعجاب، وأسألها بصوت أقرب إلى الوشوشة:
_ألا يمكننا تبادل العيون يا صديقتي؟ لقد مللت عيوني السوداء!
أما حاجبيها البنيين الرفيعين فيعلوان في كبرياء وأنفة وجبهتها العريضة ملساء ناصعة البياض،في أعلاها ينبت شعرها الذهبي اللامع،مرة ينسدل على كتفيها باستسلام،ومرة آراه معقوصا على شكل ذيل حصان،أما فستانها فهو لا يقل عنها بهاء،ألوانه دافئة جميلة،تتناثر زهيرات صغيرة بانسجام في الوسط والأكمام..
كنت أقف مشدوهة أمام حُسنها وروعتها،وأهتف داخلي بحماس :
_من أين لكِ بهذا الجمال والرقة..؟ وهذا الفستان كم هو أنيق وجميل ! ولكن بإمكاني حياكة أفضل منه لك،،وأتابع حديثي الصامت لها..
_يمكنني حياكة قفطان تقليدي لك بدل هذا الفستان القصير! لا تقلقي عزيزتي،لن يكلفني شيئا،سأذهب إلى خياط الحي وأطلب منه قطع الثوب التي تفيض عن حاجته،وسأعود ركضا إلى البيت،وآخذ علبة أدوات الخياطة، وسأحيك لك أجمل قفطان.. ما رأيك؟
تلكزني يد شقيقي فجأة ويصرخ بنفاذ صبر :
_هيا ..لقد تأخرنا على أمي..!
ونعود إلى المنزل وفي قلبي غصة لأني تركتك ورائي،ولكني لم أتحرك قيد أنملة قبل أن أهمس لكِ أنني سأعود.. يوم ما سأعود من أجلك..سأجعلكِ ترافقينني إلى البيت،وسنصبح صديقتين حميمتين..
بالأمس صادفتها في السوق،كانت أجمل وأبهى من ذي قبل،بجانبها رضيعة صغيرة تمسك رضاعة بين يديها وتضع قبعة صوفية،ابتسمت لها وخاطبتها كعادتي بصمت:
_كما عهدتك دوما جميلة وأنيقة يا صديقتي،الآن عدت وصار بإمكانك مرافقتي إلى البيت..وأصبح في حافظتي نقود ،لكني تغيرت مع الأسف ..لم أعد أحبك كما مضى،بل لم أعد فتاة الأمس الصغيرة التي لم تكن تملك مالا لتقتنيكِ به ،ستظلين تلك الجميلة دائما ،دميتي الشقراء التي لم أسعد باحتضانها يوما،لكني أبدا لا أنسى بريق عينيها الخضراوين،أما أنا فلقد رحلت عني تلك الطفلة التي كانت تراقبك بعيون دامعة،رحلت مع الأيام دون رجعة تاركة وراءها شظية حنين مغروسة في جدار القلب..
تركتُها خلفي تراقبني بنظراتها الجامدة.وخُيّل إلي أن دمعة ترقرقت داخل عينيها الزجاجيتين،أو ربما هي دمعة من عيون تلك الطفلة البريئة التي كنتها ذات يوم.
_ألا يمكننا تبادل العيون يا صديقتي؟ لقد مللت عيوني السوداء!
أما حاجبيها البنيين الرفيعين فيعلوان في كبرياء وأنفة وجبهتها العريضة ملساء ناصعة البياض،في أعلاها ينبت شعرها الذهبي اللامع،مرة ينسدل على كتفيها باستسلام،ومرة آراه معقوصا على شكل ذيل حصان،أما فستانها فهو لا يقل عنها بهاء،ألوانه دافئة جميلة،تتناثر زهيرات صغيرة بانسجام في الوسط والأكمام..
كنت أقف مشدوهة أمام حُسنها وروعتها،وأهتف داخلي بحماس :
_من أين لكِ بهذا الجمال والرقة..؟ وهذا الفستان كم هو أنيق وجميل ! ولكن بإمكاني حياكة أفضل منه لك،،وأتابع حديثي الصامت لها..
_يمكنني حياكة قفطان تقليدي لك بدل هذا الفستان القصير! لا تقلقي عزيزتي،لن يكلفني شيئا،سأذهب إلى خياط الحي وأطلب منه قطع الثوب التي تفيض عن حاجته،وسأعود ركضا إلى البيت،وآخذ علبة أدوات الخياطة، وسأحيك لك أجمل قفطان.. ما رأيك؟
تلكزني يد شقيقي فجأة ويصرخ بنفاذ صبر :
_هيا ..لقد تأخرنا على أمي..!
ونعود إلى المنزل وفي قلبي غصة لأني تركتك ورائي،ولكني لم أتحرك قيد أنملة قبل أن أهمس لكِ أنني سأعود.. يوم ما سأعود من أجلك..سأجعلكِ ترافقينني إلى البيت،وسنصبح صديقتين حميمتين..
بالأمس صادفتها في السوق،كانت أجمل وأبهى من ذي قبل،بجانبها رضيعة صغيرة تمسك رضاعة بين يديها وتضع قبعة صوفية،ابتسمت لها وخاطبتها كعادتي بصمت:
_كما عهدتك دوما جميلة وأنيقة يا صديقتي،الآن عدت وصار بإمكانك مرافقتي إلى البيت..وأصبح في حافظتي نقود ،لكني تغيرت مع الأسف ..لم أعد أحبك كما مضى،بل لم أعد فتاة الأمس الصغيرة التي لم تكن تملك مالا لتقتنيكِ به ،ستظلين تلك الجميلة دائما ،دميتي الشقراء التي لم أسعد باحتضانها يوما،لكني أبدا لا أنسى بريق عينيها الخضراوين،أما أنا فلقد رحلت عني تلك الطفلة التي كانت تراقبك بعيون دامعة،رحلت مع الأيام دون رجعة تاركة وراءها شظية حنين مغروسة في جدار القلب..
تركتُها خلفي تراقبني بنظراتها الجامدة.وخُيّل إلي أن دمعة ترقرقت داخل عينيها الزجاجيتين،أو ربما هي دمعة من عيون تلك الطفلة البريئة التي كنتها ذات يوم.
حنين فيروز
19/10/2015
19/10/2015
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق