بعض الصبر وجع اقتلاع
__ في المواقف الصعبة تتحولين إلى طاغية بامتياز فلا ترحمين حتى نفسك ..لا أفهم من أين تأتين بهذه القسوة المفاجئة .
فكرت أن التساؤل وجيه من شفتي قريبتي , لكن تذكرت يوم دخلت بقدمي شوكة من شجر السدروأنا أغامر مقلدة قريباتي في قطف ثمار النبق بالبادية , عادة حين حضور الأولاد الذكور يأتيني كل شيء ليوضع في حجري وأنا آمنة تحت ظل شجرة , مستلقية على بساط وبين يدي كتاب اهيم داخل أروقته أو ورق أدون عليه خواطري أو قصة عايشت أحداثها . زياراتي لأرض الأجداد كانت دوما هروبا من دموية مملة وانتظارا لعتمة مؤجلة , تمتزج بعض الأحيان ببحث غير معلن عن حضن أخضر عدمته بكل مكان وزمان . لكن تمادي بعض النساء في معاملتي كدمية بلورية أثار نزعة التحدي داخلي فاندفعت داخل متاهات الأشواك وقطفت اكثر منهن لأنثر الخدوش بكرم على ذراعي وبعض وجهي دون أن أهتم لضحكاتهن من لباسي الغير مناسب بالمرة... لينزلق الشبشب فجأة عن جلدي الرهيف فتقتحمه شوكة طويلة صلبة انكسرت داخل القدم لأتلوى ألما محاولة إخراجها.
حاول الجميع حولي المساعدة بالعصر وبالإبر دون نتيجة و تطوع الفتية لإيصالي لطبيب من الأهل على بعد مسافات .احتضنتني زوجة الخال برفق تمسح دموعي تحت تعاطف الجمع الملتف , و في لحظة طلبت من ابن خالي سكينا كان يحمله في جيبه لزوم القنص وقطف ما يجده بنزهاته فوق الجبل و قبل أن يستوعبوا ما أنوي فعله كنت قد مزقت الثقب بباطن القدم عاضة على شفتي بسادية مفرطة , وأدخلت أصابعي الرقيقة وسط الدم النتفجر لأخرج الشوكة بزهو النصر كمن وجدت ثعبانا كامنا بزاوية مظلمة فأخرجته معتصرة عنقه حد الموت. ترنحت وسط المواد الطبية البسيطة وتضميد الجرح بايدي اقاربي وضحكت فيما بعد معهم ثم ما لبثت ان نسيت الحدث برمته . تعودت بعدها على اقتحام ما أريد الغوص فيه دون تردد والخروج حين اقرر بلا أدنى عودة للوراء ولو ساح دمي على الإسفلت كاملا .
لهذا أقتلع البعض بعض صبر طويل بين رفة جفن وأخرى لأعانق مجهولي العزيز وكأنهم لم يوجدوا على الإطلاق ...أخرست جوابا آخر بداخلي باسمة ; _ لو عضو مني يتعالى بأذاه علي قد أتحمله لآخر مدى ...فلمداي نهاية أكيد , اقتلعه بأسناني إن لزم الأمر. وحشية اوعقلانية غرور...أم مجرد نزع حجر ناتئ بعنجهية الصدف من الطريق المعبدة بمقاومتنا المريرة ؟.
فترات الصبر عندي تكون هي وجع الاقتلاع.
_ فقرات من روايتي _
جليلة مفتوح
__ في المواقف الصعبة تتحولين إلى طاغية بامتياز فلا ترحمين حتى نفسك ..لا أفهم من أين تأتين بهذه القسوة المفاجئة .
فكرت أن التساؤل وجيه من شفتي قريبتي , لكن تذكرت يوم دخلت بقدمي شوكة من شجر السدروأنا أغامر مقلدة قريباتي في قطف ثمار النبق بالبادية , عادة حين حضور الأولاد الذكور يأتيني كل شيء ليوضع في حجري وأنا آمنة تحت ظل شجرة , مستلقية على بساط وبين يدي كتاب اهيم داخل أروقته أو ورق أدون عليه خواطري أو قصة عايشت أحداثها . زياراتي لأرض الأجداد كانت دوما هروبا من دموية مملة وانتظارا لعتمة مؤجلة , تمتزج بعض الأحيان ببحث غير معلن عن حضن أخضر عدمته بكل مكان وزمان . لكن تمادي بعض النساء في معاملتي كدمية بلورية أثار نزعة التحدي داخلي فاندفعت داخل متاهات الأشواك وقطفت اكثر منهن لأنثر الخدوش بكرم على ذراعي وبعض وجهي دون أن أهتم لضحكاتهن من لباسي الغير مناسب بالمرة... لينزلق الشبشب فجأة عن جلدي الرهيف فتقتحمه شوكة طويلة صلبة انكسرت داخل القدم لأتلوى ألما محاولة إخراجها.
حاول الجميع حولي المساعدة بالعصر وبالإبر دون نتيجة و تطوع الفتية لإيصالي لطبيب من الأهل على بعد مسافات .احتضنتني زوجة الخال برفق تمسح دموعي تحت تعاطف الجمع الملتف , و في لحظة طلبت من ابن خالي سكينا كان يحمله في جيبه لزوم القنص وقطف ما يجده بنزهاته فوق الجبل و قبل أن يستوعبوا ما أنوي فعله كنت قد مزقت الثقب بباطن القدم عاضة على شفتي بسادية مفرطة , وأدخلت أصابعي الرقيقة وسط الدم النتفجر لأخرج الشوكة بزهو النصر كمن وجدت ثعبانا كامنا بزاوية مظلمة فأخرجته معتصرة عنقه حد الموت. ترنحت وسط المواد الطبية البسيطة وتضميد الجرح بايدي اقاربي وضحكت فيما بعد معهم ثم ما لبثت ان نسيت الحدث برمته . تعودت بعدها على اقتحام ما أريد الغوص فيه دون تردد والخروج حين اقرر بلا أدنى عودة للوراء ولو ساح دمي على الإسفلت كاملا .
لهذا أقتلع البعض بعض صبر طويل بين رفة جفن وأخرى لأعانق مجهولي العزيز وكأنهم لم يوجدوا على الإطلاق ...أخرست جوابا آخر بداخلي باسمة ; _ لو عضو مني يتعالى بأذاه علي قد أتحمله لآخر مدى ...فلمداي نهاية أكيد , اقتلعه بأسناني إن لزم الأمر. وحشية اوعقلانية غرور...أم مجرد نزع حجر ناتئ بعنجهية الصدف من الطريق المعبدة بمقاومتنا المريرة ؟.
فترات الصبر عندي تكون هي وجع الاقتلاع.
_ فقرات من روايتي _
جليلة مفتوح
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق