الأحد، 29 يناير 2017

لأفق المسدود قراءة في قصيدة الشاعر حسام السعيد " أوزع ظلي على الجدران" / اوس غريب / سوريا ...


ا
لأفق المسدود قراءة في قصيدة الشاعر حسام السعيد " أوزع ظلي على الجدران" 
لا يخفي الشاعر ما يضطرم في نفسه من إحساس عال باليأس ومرارة جمة من الخيبة .
فدونه ودون ما يتمنى كثرة كاثرة من الحواجز والموانع يقول :
"اوزع ظلي على الجدران "
يضحك الاسفلت مخفيا اسنانه 
اللاجدوى قاموس اعمى 
ابتلع البوصلة والسفينة
وحتى نجمة القطب العجوز المتصابية "
ما الذي يحول بين الشاعر ومراده فيجعل امانيه مستحيلة ويوقعه في هذه اللاجدوى المترامية 
و العمى والظلمة و لماذا تتضافر مفردات العجز في مطلع قصيدته وتحتشد نحو :
"جدران ، ظل ، مخفيا ، ابتلع ، اعمى ، عجوز ، لاجدوى ، "
لنتأمل في هاتين الجملتين علنا نعثر على تفسير نتبين به سر اللاجدوى يقول الشاعر :
"اللاجدوى قاموس اعمى 
ابتلع البوصلة والسفينة 
وحتى نجمة القطب العجوز المتصابية "
سبب اللاجدوى كما يوحي القول السابق مزدوج 
يتوزعه امران اثنان نجمة القطب والقاموس الذي ابتلع البوصلة والسفينة 
فماذا يقصد بهذين الرمزين؟
لن ابعد الشقة كثيرا بل سافضح الرمزين فورا 
نجمة القطب هي الحضارة الحديثة الحضارة الغربية على وجه الخصوصى
والقاموس الاعمى هو التراث الاسلامي تراث النص المهيمين كيف اتحقق من هذا التاويل؟
نظرة بسيطة إلى الواقع العالمي تكشف ذلك اما المسلمون فبين انهم الامة الوحيدة المسجونة  في الكلمات وانهم الامة الاكثر ضياعا بالكلمات حتى كان الكلمات بحر ؛ قاموس ابتلع البوصلة والسفينه فما عاد لهم من مندوحة عن الغرق ، النص الديني المغلق ؛النص الديني الاعمى لا يعطيهم طريقا ولا يسمح لهم ان يشتقوه بانفسهم 
حتى كانهم كما ذكر المطلع يوزعون ويقسمون انفسهم على الجدران
 واما الحضارة الغريبة فظاهرة من قرينتين ما يوحي به النجم القطبي فهو النجم النير الذي تتوخى به جهة الشمال و القرينة الثانية يدل عليها المركب الوصفي العجوز المتصابية فالحضارة الغربية لا يمكن ان تخفي هرمها وشيخوختها بالتصابي وادعاء الحداثة وتكلف الصبا 
هل من قرائن اخرى نتاكد معها انه اراد ذلك حقا انصتوا :
اللاجدوى : " جعل البحر يتقيأ حيتانه
اهداني قاعا رمليا كتب عليه :
كل اسماكي التي كانت ..
لن تقنع معدة بشرية واحدة بالشبع
كل مياهي وملحي قبل ان نتلاشى 
لن تقنع بندقية واحدة بالصدأ..
ياااااااااااغريييييييييبي"
الغرب هم الذي يلهثون وراء ثروات الامم لسرقتها وانتهابها ابتلعوا كل اسماك البحر ولم يشبعوا
 والمسلمون هم الاكثر استهلاكا للسلاح والاكثر حماسة للقتل يموتون عن آخرهم ولا يرمون البنادق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق