رحيل ماريوتا
الكاتبة : اسراء العبيدي
الكاتبة : اسراء العبيدي
لم يبق لي أى خيار سوى الرحيل بين أوراقى والسطور وبقايا الأشعار..لم يبق لي سوى الرحيل من نار إلى نار..أو البقاء فى جحيم عينيك والانتظار..هذا الرحيل ليس بالمر اليسير..لكني أجبرت على هذا القرار..وأن أحتضن جرح الزمان..وأسافر وسط هبوب الرياح..فى صقيع الأمطار..لم يبقى لي سوى أن أترك حبك..وأنزع لباس العشق..وتحدي الأقدار..أن أمشي وحيداً فوق أشواك الألم.. أن أكمل سيري وأنا مازلت لا أدري إلى أين يأخذني هذا المشوار ؟؟ ولا أدري هل للوداع مكان أم أنه سفينه بلا شراع ؟ وهل صحيحة هذه العبارة التي سمعناها يوما ما ” الرحيل كالعين الجارية الّتي بعد ما أخضرّ محيطها نضبت” لا أدري ؟ ولكن بعد الرحيل أصبح كل شيءٍ بطيء، أصبحت الدّقائق والسّاعات حارقة، وأصبحت أكتوي في ثوانيها….. بلقيس هيا عودي أرجوك لاترحلي إلى العالم الآخر ولاترمي بنفسك في أعماق البحار أرجوك توقفي نحن نحبك … أنا ماريوتا من بلاد كاريوتا ميكوباراتي يطاردني دوما صمت الحياة السرمدي خلف العصور فهل مر بنا الزمن ؟ أم خضنا اللازمنا ؟ فحصارنا شبح الموت ولازمنا … فأين المفر والقافلة تسير بنا إلى أبعد مكان حتى جهلنا إن القبور تمد إلينا أذرعها الباردة , وكأنها أذرع من نور تقلبها أمواج من زبد الأحلام لتحكي قصة ممزوجة بالألم … للنوم والاحلام تحت الظلال أنصاف موتى لاتشعر بالجمال .توقفي يا بلقيس نحن أخوتك أحضرنا لك لعبتك الـتي أسميتيها في صغرك ميركيتيس جانبوغ إيغفيغيا ونحن لانعلم من أين تخترعين هذه الأسماء ؟ هيا أخترعي لك عالما خاصا واخترعي لك اسم ماريوتا وأرحلي بعيد عنا ولكن لاتدعي الجنون نحن نحبك ونأسى عليك … أبكو على حالكم بدلا من شعوركم بالأسى علي لأنكم لو كنتم تحبوني لفهمتوني . ولماذا إذا كتبت حرفا اعتبرتموني مجنونة ؟ لما لاتفهموا الكتابة موهبة وليست جنون فما ذنبي لا أستطيع التوقف والوقوف … تهتز حولي الرفوف … وتتراقص حولي الحروف … وتنطق من داخلي الألوف … حروف تلو الحروف … فكفى فما ذنبي ؟ الانهيار صار واضح على وجهي… لا استطيع السكوت وكيف اوقف جهدي ؟ والدموع تنهار في ليلي وسهدي . غادرتهم ماريوتا إلى عالمها الخاص ورحلت دون عودة لأنها كرهت اسمها الذي أختاروه لها في صغرها , ولأنها كانت خطوة بداية التحرر فأنها تحررت من كل شيء بدءا من اسمها ومن كل شيء ألمها لتنطلق إلى عالم الكتابة .وتبحر في شراعه لأنها دختله من أوسع أبوابه .وبدأت تحدث نفسها وتقول : كان في روحي شيء كأنه جمود لايطاق … فالدرب ملعون بحطام وأوهام ودموع تراق … وهكذا هو الرحيل والفراق .. وغدا الظلام سيطفئ عيني فأين المفر ؟ والصمت كأنه راكد حولي كصمت الأبدية … فمهلا ياسادة العرب أنا محاطة بسحر اللغة العربية … ولايهمني أن قلتم عني شقية وشريدة مادامت حولي السيوف اليعربية … فلربما تشردت ولكن مازالت على قيد الحياة حروف الأبجدية … هذا ما أشعر به فشكرا لكم فقد قررت الرحيل إلى طريق بلاعودة لأني اريد فرحا قريبا مني .. قريبا من الذين عرفوا الحياة بأوسمة قانعة … فهل أصبح الرحيل واقعة ؟ واقعة لابد منها … فلعل الذي سيجيء بعد الرحيل فرحا قريبا من الذين عرفو الحب والناس . فأنسى الحزن الذي راودني كثيرا فبصم على قلبي . لربما صمت الجميع ولكن ماريوتا ستبقى تتذكر تلك الحكايا المؤلمة … في الليالي اليقظة والليالي الحالمة … فوداعا من قلب ماريوتا وداعا بعد مكوث طويل على أرصفة الصبر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق