الثلاثاء، 13 يونيو 2017

عَلَى قَبْرِ الحَبِيبَةِ بَكَيْتُ/ ميادة مهنا سليمان / سوريا ,,,

عَلَى قَبْرِ الحَبِيبَةِ بَكَيْتُ


عَلَى قَبْرِ الحَبِيبَةِ بَكَيْتُ
نَادَيْتُ جَسَدَاً 
ْصَارَ تَحْتَ الثَّرَى
أُمَّاهُ: 
أَمَاقُلْتِ مُشتَاقَةً إلَيَّ؟
هَاقَدْ وَصَلْتُ..لَكِنْ
 مَانَفْعُ أنِّيْ الآنَ أَتَيْتُ؟

أُمَّاهُ كَيفَ أَخْلَفْتِ مَوعِدَاً؟
أَمَاقُلْتِ قَرِيبَاً نَلتَقِي؟
أَزورُكِ أَو تَأتِينَ إلَيَّ
كُنتُ قَدْ هَيَّأتُ مَنزِلِي لِخَطْوِكِ
لَكِنْ لَسْتُ أَدرِي
 كَيفَ غَفْلَةَ المَوتِ نَسِيتُ؟

مَازِلْتُ مُحتَارَةً 
كَيفَ عُدْتِ لِنَومٍ صَبَاحِيٍّ هَجَرْتِهِ
ثُمَّ طَوِيْلَاً طَوِيْلَاً نِمْتِ
مَاذَا رَأَيْتِ فِيْ حُلْمِكِ حَتَّى تَرَكْتِنَا؟
أَذْهَلْتِ الجَمِيْعَ يَاأُمِّي
كُلٌّ يَقُولُ:
أَلَا لَيتَنِي بِمِثْلِ مَوْتِهَا 
 قَدْ حُبِيْتُ

اسْتَفِيْقِيْ يَاأُمِّي
كَلِّمِيْنِي 
امنَحِينِي نَظْرَةً
ضُمِّيْنِي ثُمَّ عُودِي لِلرُّقَادِ
رَبَّاهُ:
لمَ تَقْسو الحَيَاةُ؟
أَرَحِيْلٌ دُونَمَا وَدَاعٍ؟
وَخُطْوَةً وَاحِدَةً
ًخَلْفَ نَعْشِ الحَبِيبَةِ
 مَامَشَيْتُ

عَبَثَاً أُنَادِيْ..
عَبَثَاً أستَجْدِي 
قَبْرَاً مُزَيَّنَاً بِالورُودِ
تَخْنُقُنِيْ الخَيبَةُ
لَاصَوتَ لِلأَمْوَاتِ!
مَعْذِرَةً يَاإخْوَتِيْ
يُدَوِّخُنِي القَهْرُ
كَيْفَ لَا؟
وَبِفِرَاقِ نَبْعِ الحَنَانِ
 قَدْ بُلِيْتُ

يَالَهْفَ نَفْسِيْ!
كَيْفَ يُودَعُ الجَمَالُ تَحْتَ الثَّرَى؟
مَاذَا أَقُولُ لِلأَنَاقَةِ بَعْدَكِ
كُلَّمَا حَدَّقْتُ فِيْ أَثْوَابِكِ
يَئِنُّ جُرْحِيْ
أُمَّاهُ كَذِبَاً أَقُولُ لِلنَّاسِ:
 إنِّيْ مِنْ حُزْنِيْ قَدْ شُفِيْتُ

وَفِيْ لَحْظَةِ ضَعْفٍ صَابَنِيْ
عَاتَبْتُ مَلَاكَ المَوْتِ:
كَيْفَ تَرَكْتَ أُمَّهَا
ثَمَانِيْنِيَّةً تَشْكُو العِلَلَ
وَقَطَفْتَ وَرْدَةً فَاحَتْ شَذَىً
ثُمَّ اسْتَغْفَرْتُ رَبِّيْ:
وَيْحِيْ!
 أَحَقَّاً هَذَاالكَلَامَ حَكَيْتُ؟

مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ يُفَارِقَنِيْ تَجَلُّدِي
لَابَقَاءَ سِوَى لِوَجْهِهِ الكَرِيْمِ
"إنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ"
هِيَ حِكْمَةٌ لَكِنِّيْ
 مِنْ سَكْرَةِ الحُزْنِ قَدْ عَمِيْتُ

وَدَاعَاً يَاقِدِّيْسَتِيْ
وَدَاعَاً يَاثَغْرَهَا الجَمِيْلَ
وَدَاعَاً يَاصَوتَهَاالعَذْبَ
يَايَدَيْهَاالمُبَارَكَتَيْنِ
أُمَّاهُ:
لَنْ أَنْسَى ذِكرَكِ
لَاسَامَحَ اللَّهُ رُوحِيْ
إنْ يَومَاً
فَضَائِلَكَ الكُثْرَ نَسيْتُ.

ميَّادة مهنَّا سليمان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق