دشداشة المدرسة .... كاظم السلوم
على عجل تناولت فطوري " شاي وخبز " كالعادة ، البيت يضج بصخبي من أول استيقاضي حتى ذهابي الى المدرسة ، كان حذائي الباتا والمصنوع من النسيج الابيض ، مرميا في باحة المنزل بعد ان خلعته ساعة عودتي من المدرسة يوم امس ، اما الجوارب فكالعادة لا اعرف مكانها ، وتضطر اختي ساهرة الى البحث عنها ، مع سيل من كلمات التقريع بحقي لأهمالي الدائم ..
لا احتاج الى قميص ، لاني اضع " دشداشتي تحت البنطلون ، فتبدو كقميص ، افعل ذلك حتى اتمكن من الانضمام الى لعبة كرة القدم مع اقراني في شارع حارتنا الضيق ، في قطاع 6 من مدينة الثورة فور عودتي من المدرسة ، خرجت دون ان انتظر اخي صاحب ، الذي كثيرا ما يتأخر بسبب اعتنائه بمظهره ، وحرصه على ان يضع كمية من الدهن على شعر رأسه ، الذي كان سببا في تساقط معظمه فيما بعد ، صاحب كان يكبرني بثلاث سنين ، كان يتحرج من المعارك التي اخوضها يوميا مع باقي طلب المدرسة المشاكسين ، وبسبب شطارته في الدروس ، كانت مديرة المدرسة الست " ربيعة " تجعله يقف امام الجميع في الاصطفاف ليقرأ علينا النشيد الوطني الذ كان في حينها " الله اكبر فوق كيد المعتدي " بينما اقف انا وزملائي المشاكسين في الخلف لا نكف العرااك او الرقص على انغام النشيد .كذلك كان يؤدي امام الجميع بعض الحركات السويدية التي كنا نسخر منها ، فتأمر مديرة المدرسة ، بان نجلب الى الأدارة لغرض معاقبتنا ، كانت العقوبة عبارة عن ضرب بالمسطرة على ايدينا ضربتين على كل يد ، لكن قلبها كان ارق من ان يسمح لها باذيتنا ، فكانت ضرباتها خفيفة جدا ، ولي وحدي كانت تقول " شبيك عكس اخوك " .
وصلت المدرسة قبل الاصطفاف ، لم يكن هناك الكثير من الطلبة ، ثمة صبيان من خارج المدرسة دخلوا ساحة المدرسة بغفلة من حارسها ابو هاشم ، ذهبنا اليهم وطلبنا منهم ان يغادروا المدرسة ، فكانت ردة فعلهم هجوم عنيف علينا ، الاشتباك لم يكن متكافئا ، لكننا استطعنا هزيمتهم بمساعدة العم ابو هاشم ، انتبهت الى نفسي وجدت ازرار دشداشتي قد تقطعت كلها ، وبان صدري ، حاولت ان اعالجها باي وسيلة ، لكن الامر لم يفلح ، جاءت الست ربيعة ، وطلبت مني الذهاب الى البيت لاستبدال قميصي ، الذي كانت تعتقده قميص ، فرحت ، هي فرصة لعدم الدوام .
ها " شمالك رديت من المدرسة “،،سألت امبراطورة شارعنا وعينه المراقبة لكل داخل وخارج "سويرة " في وسط الشارع كان اقراني من هم في مدارس اخرى ويداومون بعد الظهر قد وضعوا على الارض علامة لهدفين ، وطلبوا مني ان العلب معهم ، خلعت الدشداشة ،ووضعتها فوق علامة الهدف التي كانت عبارة عن علبة دهن " الراعي " قديمة ، ووضعت كتبي المدرسية فوقها ، لم نكن نمتلك حقائب في وقتها .
دخلت ساحة اللعب ، كنت اطولهم ، سجلنا العديد من الاهداف ، فزنا ، ضج الشارع باصواتنا واعتراض بعضنا على بعض لصحة هذا الهدف او ذاك ، خرجت " فضيلة " وسكبت ماء حوضهم وسط ساحة لعبنا الترابية ، معلنة انتهاء مباراتنا ، انتبهت لم تكن دشادشتي موجودة على علامة الهدف ، بحثت وسألت دون جدوى ، كان احدهم قد رمى بها فوق حائط بيت ام ناصر الخبازة ، التي خرجت بعد فترة صائحة " ولكم هاي المن الدشداشة المسردة يمفلوكين " .......
لا احتاج الى قميص ، لاني اضع " دشداشتي تحت البنطلون ، فتبدو كقميص ، افعل ذلك حتى اتمكن من الانضمام الى لعبة كرة القدم مع اقراني في شارع حارتنا الضيق ، في قطاع 6 من مدينة الثورة فور عودتي من المدرسة ، خرجت دون ان انتظر اخي صاحب ، الذي كثيرا ما يتأخر بسبب اعتنائه بمظهره ، وحرصه على ان يضع كمية من الدهن على شعر رأسه ، الذي كان سببا في تساقط معظمه فيما بعد ، صاحب كان يكبرني بثلاث سنين ، كان يتحرج من المعارك التي اخوضها يوميا مع باقي طلب المدرسة المشاكسين ، وبسبب شطارته في الدروس ، كانت مديرة المدرسة الست " ربيعة " تجعله يقف امام الجميع في الاصطفاف ليقرأ علينا النشيد الوطني الذ كان في حينها " الله اكبر فوق كيد المعتدي " بينما اقف انا وزملائي المشاكسين في الخلف لا نكف العرااك او الرقص على انغام النشيد .كذلك كان يؤدي امام الجميع بعض الحركات السويدية التي كنا نسخر منها ، فتأمر مديرة المدرسة ، بان نجلب الى الأدارة لغرض معاقبتنا ، كانت العقوبة عبارة عن ضرب بالمسطرة على ايدينا ضربتين على كل يد ، لكن قلبها كان ارق من ان يسمح لها باذيتنا ، فكانت ضرباتها خفيفة جدا ، ولي وحدي كانت تقول " شبيك عكس اخوك " .
وصلت المدرسة قبل الاصطفاف ، لم يكن هناك الكثير من الطلبة ، ثمة صبيان من خارج المدرسة دخلوا ساحة المدرسة بغفلة من حارسها ابو هاشم ، ذهبنا اليهم وطلبنا منهم ان يغادروا المدرسة ، فكانت ردة فعلهم هجوم عنيف علينا ، الاشتباك لم يكن متكافئا ، لكننا استطعنا هزيمتهم بمساعدة العم ابو هاشم ، انتبهت الى نفسي وجدت ازرار دشداشتي قد تقطعت كلها ، وبان صدري ، حاولت ان اعالجها باي وسيلة ، لكن الامر لم يفلح ، جاءت الست ربيعة ، وطلبت مني الذهاب الى البيت لاستبدال قميصي ، الذي كانت تعتقده قميص ، فرحت ، هي فرصة لعدم الدوام .
ها " شمالك رديت من المدرسة “،،سألت امبراطورة شارعنا وعينه المراقبة لكل داخل وخارج "سويرة " في وسط الشارع كان اقراني من هم في مدارس اخرى ويداومون بعد الظهر قد وضعوا على الارض علامة لهدفين ، وطلبوا مني ان العلب معهم ، خلعت الدشداشة ،ووضعتها فوق علامة الهدف التي كانت عبارة عن علبة دهن " الراعي " قديمة ، ووضعت كتبي المدرسية فوقها ، لم نكن نمتلك حقائب في وقتها .
دخلت ساحة اللعب ، كنت اطولهم ، سجلنا العديد من الاهداف ، فزنا ، ضج الشارع باصواتنا واعتراض بعضنا على بعض لصحة هذا الهدف او ذاك ، خرجت " فضيلة " وسكبت ماء حوضهم وسط ساحة لعبنا الترابية ، معلنة انتهاء مباراتنا ، انتبهت لم تكن دشادشتي موجودة على علامة الهدف ، بحثت وسألت دون جدوى ، كان احدهم قد رمى بها فوق حائط بيت ام ناصر الخبازة ، التي خرجت بعد فترة صائحة " ولكم هاي المن الدشداشة المسردة يمفلوكين " .......
من يوميات بائع الورد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق