الأحد، 15 أكتوبر 2017

قصة قصيرة / كوب المثلجات ودردشة الفزع / فطوم عبيدي / تونس .................

قصة قصيرة
كوب المثلجات ودردشة الفزع
جلست علياء في قاعة شاي. المكان يبدو خلابا . تعشق العين المغرمة بالجمال هذا الفضاء الجذاب.
قد زينت جدران المحل بلوحات زيتية. تتوهج أحشاء الفضاء بألوان ذهبية قد زوجت نضارتها لألوان لجيّة. تتلألأ المنحوتات في تناغم يسحر الطرف الذاهلة.
المحل تضج أركانه بالزبائن. الذين جاءوا للترويح عن النفس. فالروتين يضجر النفس. كما يقال: النفس إذا كلت عميت.
كل أنهمك في الحديث مع رفيقه. و انغمس بعضهم في الإنكباب على الهاتف الجوال. فالزبائن تبدو من كل الأعمار نجد الشبان و الكهول والشيوخ.
أقبل النادل نحو علياء
-سيدتي هل تطلبين شيئا؟
-كوبا من المثلجات
- ما هو العطر ؟
-نوقا, فرا ولو و فنيليا إذا تفضلت
-حسنا
-شكرا
يغيب النادل و يعود و معه كوبا بلوريا جميل المظهر. وبداخل الكأس تقبع قطع مثلجات لذيذة الطعم. ويسعد المذاق المتطلع للسحر.
راحت علياء تثليج صدر لسانها المشتاق. و تستهلك في لطف مثلجات ذات الأشكال المكورة. و قد ازدان حضن الكأس بأبهى الألوان الخلابة
أما بقية الزبائن كل و طلباته هناك من يحتسي قهوة.و منهم من يتفنن في شرب كأس عصير ليمون و آخر من يتلذذا صودا تصل إلى حلقه المشرئب عبر قشة من البلاستيك الغذائي.
خنقت علياء ضحكة بين شقتيها المنتعشة بكوب الملذات. و هي ترى مشهدا يثير الضحك. كان هناك رجل يجلس في احد أركان المحل. وهو يدير كأس العصير ثم يشمه و كأنه إحدى المختصين في تذوق الخمر المعتق.
و فجأة سمع دوي قوي يأتي من خارج المحل. ظن البعض أن عملية إرهابية تحدث في الشارع الرئيسي للمدينة.
أصفر وجه البعض من الذعر. و أسرع البعض الأخر للخروج من المحل. وسكنت ضوضاء صاخبة أحشاء الفضاء. جهم الفزع في عيون الزبائن و غادر البعض المكان في عجلة من أمره. و كأن كلاب الشارع تلاحق طيفه.
و تبين بعد ذلك أن طفل صغير يلعب بالشماريخ النارية. فضحك البعض و صمت الأخر.
وفعلت دردشة الفزع مفعولها في نقوس الزبائن. وقد سكن الهلع أفئدتهم الهشة.
كان بيد علياء كتابا قرأت منه قليلا و لكن قوة الضوضاء أوقفت العين الغراء عن السفر بين أحداث الرواية الفرنسية الحائزة على جائزة' كنكور' في بداية القرن الحالي . و أجلت السيدة الجميلة المطالعة الشيقة إلى حين عودتها للمنزل الحاضن.
© فطوم عبيدي
.11.10.2017.

هناك تعليق واحد: