إرادة الصفصاف ......... قصيدة نثر
------------------------
الريحُ الأرجوانيةُ
عبثتْ باستقامةِ خطواتي
كسرتْ أديمَ ارضٍ
تراكم عليها شُحُّ القمحِ
فصعدَ فرعُه عاليا..
بارتواءةِ كبرياءٍ تهزُّ أشرعةَ الريح ..
بكَته جذوعُ السنديان
وهي تحلمُ
بقبلةٍ صاعدةٍ ببط
إلى عيونِ المدن
تجري في دمِه
كما الانساغ في عصمةِ الشجر
تسبحُ بفضاءاتِها الثلاث ..
السماء .. الحب .. الحرية
السماءُ ...
نافذةٌ زرقاء تفتحُ مصراعيها
على فوّهاتِ البراكين
فيخرجُ منها الماردُ
مخبئاً تعويذاتٍ ... لو قرأها
يشهقُ صهيلُ عشقٍ
يملأُ أيقوناتِ العمرِ قبلاتا .. ونبيذا
تعلو هديلَ السحبِ مواويلُ البرقِ
فيساقطُ عشقُها ..عنبا
كعنقودٍ في داليةٍ طافحةٍ بالحبِ
حبٌ بهيٌ في القلبِ الشارد
ألتقطُه وأحفظُه في دثاري
لن ادعْه يتدحرجُ نحو ارضٍ رخوة
سأرفعُ بريقَه الى جبهتي
واحفظُه لفافةً من خيوطِ الدم
انسج منها ثوبَ الفرار
قبل ان يبتلعني الموتُ
الموتُ الواقفُ امام ...
سردية حياةٍ مقلوبةٍ
حياةٌ تتهاوى ..
في غرفةِ بومةٍ عمياء
يتدلى سقفُها وتتقاربُ جدرانُها
ويضيع بابُها ...
نحيا في داخلِها عظاما
تترابط بخيوطٍ هلاميةٍ
وجثةً .. تقاتل بردَ السراديبِ
نقتلعُ الأشواكَ من سُرَرِنا
نلتقطُ البابَ
ونهرب .. إليكِ
أيتها الساحرة
تنتقلُ كالعدوى عبر التصافح
من يدٍ الى يد
همسةُ ساخنةٌ
من حجرِ الى حجر
متخفيةً في اقنيةِ الاخبار السرية
رمزا .. لا يفك
وسرا .. لا يطعن
كإرادةِ الصفصاف
يسمّونك فيما مضى
يوم كنتِ حائطا
تبكي عليه ساراياتُ الجنود
وتُرفع له شاراتُ النصر
ويراقُ عليه دمُ العذراء
شئٌ لا نراه .. لا نلمسه
يقرع مع نبضِنا
اسمه .......... الحرية
سهاد / البندر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق