قصة قصيرة
تجربة مريرة
قررا الإبحار معا في رحلة الحياة، ركبا قاربا جميلا يسر الناظر إليه، و به انطلقا - كلاهما لم يكن قد خاض تجربة كهذه - كان يحدوهما الأمل برحلة ممتعة ملؤها سعادة و بهجة، لم يكن هو يفكر لحظة ان يعكر صفو حياته أو أن يغتال متعته في تلك الرحلة الميمونة، و كذلك هي لم تكن تروم ذلك، و عند البدء سار بهما المركب بأمن و أمان و سلام، كان كل واحد منهما ينظر إلى الآخر بغبطة و سرور و يحسد نفسه أن خصه الله برفيق دربه هذا.
كان المركب قد قطع شوطا غير بعيد حين بدأت أمواج البحر تتعالى، و هذا ما لم يكن بالحسبان فكلاهما ليست لديه الخبرة في مواجهة موقف عصيب كهذا، و كلاهما كان بحاجة إلى وعي و ثقافة وحكمة كي يتمكن من تجاوز تلك المحنة.
حاول الرجل الإمساك بدفة المركب و توجيهه، لكن الأمر لم يكن ليحتاج إلى عزيمة رجل فحسب بل لا بد فيه من خبرة كافية و حصيلة طيبة من تجارب سابقة في هذا الشأن و لو كان ذلك مكتسبا من طريق درس و تلقين.
بدأت علامات الفشل تظهر على سحنة الرجل الذي بدا عليه التوتر و الغضب و بدأ يتصرف بعنف و بمزاجية حادة، و قد إزداد اﻷمر سوءا حين بدأ يسمع من رفيقة دربه عبارات تهكم و تعنيف على سوء إدارته و عدم قدرته على تسوية الأمر بشكل صحيح.
إنه الامتحان الأول للرجل كي يثبت مقدرته على تجاوز المصائب و الشدائد و المحن، و يبدو أنه سوف يفشل في إيصال المركب نحو شط الأمان مادامت هي وراءه بلسانها السليط الذي يقتل بسمومه الأفعى.
و حين بلغ السيل الزبى فكر بشكل جاد أن يقذف بها في الماء، لكنه عدل عن ذلك و قرر بأعصاب باردة أن يسخر منها فطلب منها أن تمسك هي بدفة المركب و تعمل على توجيهه كي يتمكنا من الوصول معا بر الأمان.
لكن من هو خارج الحلبة ليس كمن هو داخلها، و المرأة مهما كانت قوية فإنها لن تملك عزم و عزيمة وصلابة الرجال، فكيف و الأمر ها هنا يتطلب قوة خارقة بها تتم السيطرة على الموقف ؟!
ها هي الآن تمسك دفة المركب و قد تملكتها حالة من خوف و ذعر و كأن لسان حالها يقول و يطلب من الرجل أن ينقذها مما هي فيه و أنها لن تفتح فمها بعد ذلك ولا حتى بكلمة واحدة.
أشفق الرجل لحالها، و أيقن أنه قد لقنها درسا لن تنساه، و بطريقة استفزازية دفع بها جانبا، و عاد إلى استلام المقود.
كانت الرياح قد سكنت قليلا و غدا الرجل أكثر قدرة على معالجة الموقف و على الأخص بعد أن لاذت رفيقة دربه بصمت عجيب.
عاد البحر إلى هدوئه المريب، و سار المركب بسلام .. ولكن ..؟ هل هدأت النفوس؟ و هل ستترك تلك الحادثة أثرها لاحقا على سلوك رفاق الدرب ؟
كان المركب قد قطع شوطا غير بعيد حين بدأت أمواج البحر تتعالى، و هذا ما لم يكن بالحسبان فكلاهما ليست لديه الخبرة في مواجهة موقف عصيب كهذا، و كلاهما كان بحاجة إلى وعي و ثقافة وحكمة كي يتمكن من تجاوز تلك المحنة.
حاول الرجل الإمساك بدفة المركب و توجيهه، لكن الأمر لم يكن ليحتاج إلى عزيمة رجل فحسب بل لا بد فيه من خبرة كافية و حصيلة طيبة من تجارب سابقة في هذا الشأن و لو كان ذلك مكتسبا من طريق درس و تلقين.
بدأت علامات الفشل تظهر على سحنة الرجل الذي بدا عليه التوتر و الغضب و بدأ يتصرف بعنف و بمزاجية حادة، و قد إزداد اﻷمر سوءا حين بدأ يسمع من رفيقة دربه عبارات تهكم و تعنيف على سوء إدارته و عدم قدرته على تسوية الأمر بشكل صحيح.
إنه الامتحان الأول للرجل كي يثبت مقدرته على تجاوز المصائب و الشدائد و المحن، و يبدو أنه سوف يفشل في إيصال المركب نحو شط الأمان مادامت هي وراءه بلسانها السليط الذي يقتل بسمومه الأفعى.
و حين بلغ السيل الزبى فكر بشكل جاد أن يقذف بها في الماء، لكنه عدل عن ذلك و قرر بأعصاب باردة أن يسخر منها فطلب منها أن تمسك هي بدفة المركب و تعمل على توجيهه كي يتمكنا من الوصول معا بر الأمان.
لكن من هو خارج الحلبة ليس كمن هو داخلها، و المرأة مهما كانت قوية فإنها لن تملك عزم و عزيمة وصلابة الرجال، فكيف و الأمر ها هنا يتطلب قوة خارقة بها تتم السيطرة على الموقف ؟!
ها هي الآن تمسك دفة المركب و قد تملكتها حالة من خوف و ذعر و كأن لسان حالها يقول و يطلب من الرجل أن ينقذها مما هي فيه و أنها لن تفتح فمها بعد ذلك ولا حتى بكلمة واحدة.
أشفق الرجل لحالها، و أيقن أنه قد لقنها درسا لن تنساه، و بطريقة استفزازية دفع بها جانبا، و عاد إلى استلام المقود.
كانت الرياح قد سكنت قليلا و غدا الرجل أكثر قدرة على معالجة الموقف و على الأخص بعد أن لاذت رفيقة دربه بصمت عجيب.
عاد البحر إلى هدوئه المريب، و سار المركب بسلام .. ولكن ..؟ هل هدأت النفوس؟ و هل ستترك تلك الحادثة أثرها لاحقا على سلوك رفاق الدرب ؟
- كتبها: يحيى محمد سمونة -
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق