الفنجان العاشق
قيل : ان اجتماعا عائليا لآل االمعلوف ، جرى في منزل الوجيه جورج بك معلوف ، و في أثناء قيامهم بشرب القهوة ، سقط فنجان من يد قرينته الرفيعة التهذيب ، السيدة ايزابيل عبود معلوف ، و لما كان المجلس يضم كلا من شعراء آل المعلوف : شاهين بك و المرحوم ميشيل بك ، و فوزي و شفيق ، فقد أثار شيطان الشعر تلك القرائح الفياضة ، فأنشد شاهين بك قائلا :
ثمل الفنجان لما لامست ... شفتاه شفتيها فاستعرْ
فتلظّت من يداه يدها ... و هو لو يدري بما يجني اعتذرْ
فتلظّت من يداه يدها ... و هو لو يدري بما يجني اعتذرْ
وضعته عند ذا من كفها ... يتلوى قلقا أنى استقر
وارتمى من وجده مستعطفا ... قدميها و هو يبكي فانكسرْ
وارتمى من وجده مستعطفا ... قدميها و هو يبكي فانكسرْ
و أنشد ميشيل بك
عاش يهواها و لكن ... في هواها يتكتمْ
كلما أدنته منها ... لاصق الثغر و تمتمْ
دأبه التقبيل لاينـ ... ـــفك حتى يتحطمْ
كلما أدنته منها ... لاصق الثغر و تمتمْ
دأبه التقبيل لاينـ ... ـــفك حتى يتحطمْ
فاأنشد شفيق بك مرتجلا
ان هوى الفنجانُ لا تعجبْ فقد ... طفر الحزنُ على مبسَمِها
كل جزء طار من فنجانها ... كان ذكرى قبلةٍ من فمها
كل جزء طار من فنجانها ... كان ذكرى قبلةٍ من فمها
فنظر المرحوم فوزي الى الفنجان فاذا هو لم ينكسر ، فقال معارضا
ما هوى الفنجانُ مختارا فلو ... خيّروه لم يفارق شفتيها
هي ألقته و ذا حظُّ الذي ... يعتدي يوما بتقبيلٍ عليها
هي ألقته و ذا حظُّ الذي ... يعتدي يوما بتقبيلٍ عليها
لا و لا حطّمه اليأس فها ... هو يبكي شاكيا منها اليها
و الذي أبقاه حيا سالما ... أملُ العودةِ يومًا ليديها
و الذي أبقاه حيا سالما ... أملُ العودةِ يومًا ليديها
و كان جورج بك معلوف قد وضع ساعة ذهبية على الطاولة ، و قال : الأشعر تكون الساعة له ، فكانت من نصيب فوزي .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق