هو ذات الخربف
إلى : سعدي عباس العبد ( دام ذكره الطيب )
___________________________________
في ظلّ الأمس المنخور أسفاً،
كنتَ ترافقني، أرافقك
نحتفي بأحلام العصافير
نستنشق دخان التبغ بلهفة شديدة
نلتهم سطور الكتب الطاعنة بالصراخ .
وعلى أعتاب ليالي السمر..
هافانا..
كنتَ وأنا نلهو بمعصم الكأس انتشاءً
نتعكّز على حشجرة الموت قرب شجرة (الزعرور )
أتذكرها ياصاحبي ؟
أتذكر شجرة البلوط الدامعة الملقاة على ظهر (كونت)؟
كلّ ذلك الموت
الخراب
الفزع
قيامات الليل والنهار
لم تجد نفعاً
كنّا نرتكب غفلة في عزّ الخريف
كلّ تلك السنين كانت فصلاً واحداً
كانت خريفاً مرعباً
لم تترك لنا غير أن نحمل جنوننا على كتف العبث
نختبّىء في صرة اللذائذ
في جرحٍ يهتف بالأرق والألم الدائم...
ونمضي غير مبالين بعصفٍ يشتهي أرواحنا...
ونمضي صوب اللاشيء يصفعنا الأين
تصفعنا الليالي ببردها
بثلجها الأبيض
بيد أنّ القطاف لم يبلغنا..
ونمضي على شفا المدينة
المدينة عاهرة مبتذلة...
أتذكرها حين التقيتك بعد حين من الوجع ؟
كانت ساحة الطيران يطمرها العمى
ينازعنا ذات الخريف ما تبقّى من العمر ...
ومضيتَ حزيناً تلتحف الوحدة
الوحشة
ينسجك الطريق خطى تائهة، في وطنٍ يتكىء على موتاه
وما زلت أنت عالقاً في عين يغازلها الرقاد
فتنسكب أسى في الفراغ
فما كان منك إلّا أن ترسم حلماً
(كما في تلك الأيام)
وتمضي وحيداً إلى عوالم مجهولة.....
ونبقى نحن
على ذات الأثر
ذات الخريف.
إلى : سعدي عباس العبد ( دام ذكره الطيب )
___________________________________
في ظلّ الأمس المنخور أسفاً،
كنتَ ترافقني، أرافقك
نحتفي بأحلام العصافير
نستنشق دخان التبغ بلهفة شديدة
نلتهم سطور الكتب الطاعنة بالصراخ .
وعلى أعتاب ليالي السمر..
هافانا..
كنتَ وأنا نلهو بمعصم الكأس انتشاءً
نتعكّز على حشجرة الموت قرب شجرة (الزعرور )
أتذكرها ياصاحبي ؟
أتذكر شجرة البلوط الدامعة الملقاة على ظهر (كونت)؟
كلّ ذلك الموت
الخراب
الفزع
قيامات الليل والنهار
لم تجد نفعاً
كنّا نرتكب غفلة في عزّ الخريف
كلّ تلك السنين كانت فصلاً واحداً
كانت خريفاً مرعباً
لم تترك لنا غير أن نحمل جنوننا على كتف العبث
نختبّىء في صرة اللذائذ
في جرحٍ يهتف بالأرق والألم الدائم...
ونمضي غير مبالين بعصفٍ يشتهي أرواحنا...
ونمضي صوب اللاشيء يصفعنا الأين
تصفعنا الليالي ببردها
بثلجها الأبيض
بيد أنّ القطاف لم يبلغنا..
ونمضي على شفا المدينة
المدينة عاهرة مبتذلة...
أتذكرها حين التقيتك بعد حين من الوجع ؟
كانت ساحة الطيران يطمرها العمى
ينازعنا ذات الخريف ما تبقّى من العمر ...
ومضيتَ حزيناً تلتحف الوحدة
الوحشة
ينسجك الطريق خطى تائهة، في وطنٍ يتكىء على موتاه
وما زلت أنت عالقاً في عين يغازلها الرقاد
فتنسكب أسى في الفراغ
فما كان منك إلّا أن ترسم حلماً
(كما في تلك الأيام)
وتمضي وحيداً إلى عوالم مجهولة.....
ونبقى نحن
على ذات الأثر
ذات الخريف.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق