الاثنين، 1 ديسمبر 2014

خالِد العزاوي ..../لُعبة المحوِ والوُجودِ ...../ قراءة نقدية ...../ الشاعر والكاتب ..../ سعد عودة ..../ العراق .....

خالِد العزاوي
لُعبة المحوِ والوُجودِ
........................
لستِ ناقدا , فقطُّ احاول ان اُقف في ظلّ الكلِماتِ , اتوغل الى بذرتها الاولى , النُّشوء او اللّذة الاولى , الاِكتِشاف الاول وانَّ في رأّسك عالما اخرا تصنُّعهُ الحُروف وتزجُرُهُ اللّذة , القرّاءة في الفراغِ المحضِ او سُقوط القارِئِ الّذي ليْس انا في لحظةٍ تجلّي في ذاته , هُنا تكوُّن القِراءة هُروب مِن النّصُّ اليه او يكونُ النّصُّ في مكانين مُختلِفين يتطلّبُ مِنكِ الطّيَران والغوص , ان تلتذُّ اصابع قدميَك بِما تُمِسُّهُ اطراف اصابع يدك , هكذا يستطيلُ الجسدُ ( الرُّؤيَة ) ويُصبِحُ الكوْنُ نُقطةٍ تمتدُّ افقيا ولا تُلامِسُ حُدودُك , المُشكّلة اِنه لا ثبات حتّى في هذِهِ الاِستِطالةِ فكُلّ شئ يبدأُ مِن نُقطةٍ النِّهايَة وكُلّ شئ مُرتبِط بِبدايّتِه , دائِرة او كوْن , حلِم او واقِعُ او كِليْهِما معجونانِ بِعِنايَةِ في دوْرقِ ( رأّس ) خالِد العزاوي .
نِعم انا لستِ ناقدا ولا يُحِقُّ لي ان اُدعي ذلِك لكنني اُستُطيع ان أرى هذا الهُيوليّ حوْل كلُمّاتِه , ارى مابعد المعنًى او هُروب المُعنّى مِن النّصُّ ودُخولهُ في الذات في لحظةٍ مُتحرِّكةٍ , هُروب بإشكال كثيرةً لاتتكرر ابدا , مِن هُنا اجد ان النُّزول ضروريّ ولكُنّ هذا النُّزول يُحمِّلُ بوادِرُ الاِرتِقاءِ والسُّموِّ , خالِد العزاوي لايصف اِنه يتحرّكُ مع حركةِ الاشياء او مع حركةِ ظِلِّها في نشُؤها وارتقائها حتّى نزولها لِتبدأُ مرحلةُ جديدةٍ مِن هذِهِ الحركيّةِ المُستمِرّةِ وخالِد العزاوي مُرتبِط بِهذِهِ الحركةِ , يرى ولا يُشارُّك , الكلِماتِ هي تدّعي ذاتها والواقِع هوَ نفسُه خيّالهُ , او ظلّ الواقِع هوَ واقِعُ خالِدِ العزاوي . نِعم لحظاتُ تجلّي يُخرِجُ معها مِن اطار المتأمل الى المُشارِك في العمليّةِ كُلّها لِذلِك اِصطيادهُ مِن خارِجِ هذِهِ المنظومةِ غيْر مُمكِنِ اطلاقا وتحتاجُ الى رائي حقيقي لا ناقِد.
نِعم انا لستِ ناقدا , هذِهِ النُّصوصِ تحتاجُ الى عالم اخر , الواقِع نفسُه ولكُنّ بِملامِحِ اخرى وكأنّه في حياةِ اخرى لِحياةِ يُعيشُها الان , هوَ هوَ في نفسُ المكان ولكُنّ بِكوْنين مُختلِفين ولِكيْ تقرأُ خالِدُ العزاوي عليكِ ان تنتقِلُ بيْن هذيْنِ الكوْنين في لحظةٍ وجودِ وعدم لانِهائيّة, هكذا يكونُ الشّعرُ وهكذا نتذوّقُ النُّصوصِ , محوَ ووُجود ثمّ وجودِ ومحوَ وبيْنها يقِفُ الشّاعِرُ مُمسِكا بِالنِّهاياتِ والبداياتِ ومُطلِقا كينونتها نحوَ المُتلقّي , الكينونة هُنا جسد الدُّهِشةِ فقطُّ الّذي هوَ الوُجودُ الوَحيدُ المُمكِنُ لمسهُ والحديث عنه.
والحقيقة ان هذِهِ ال ( لا أدرّيّ ) الّتي يُطلِقُها هي المعرِفةُ المُمكِنةُ الوَحيدةُ في عوالمِ خالِدُ العزاوي , هوَ لا يُفسِّرُ هوَ يرى فقطُّ , التأخر هُنا عمليّةً مُمكِنةً اذا اِستطاع ان يبحث في جُيوبِه عن ثُمنِ الفراغِ , الفراغِ هوَ مِساحةُ الاِنتِقالِ بيْن المحوِ والوُجودِ والتأخر عن هذِهِ العمليّةِ مُحاوَلة تأمّل ثُمنُها الرُّجوع لِحظيا لِلواقِعِ واِنتِظار نُقطةٍ جديدةٍ لِلاِنطِلاقِ , الوَقت لا ينتظِرُ والحركة مُستمِرّةً وتُموْضِعُ الشّاعِر يختلُّ فيَنفلِتُ ويُكتِبُ قبل ان يعود لِلُعبة . ومع هذِهِ الحركةِ يتحوّلُ للاشئ , الاشياء هُنا تفقُّد معناها في هذِهِ اللّحظةِ وفُقدان المُعنّى هوَ مُجرّدُ مُنطلِقِ لإيجاد المعاني كُلّها في لحظةٍ صيرورة , هُنا يُصبِحُ هذا اللاشئ مُجرّدُ لحظةٍ اِنتِظارِ وتخزين لكُلّ شئ والضّالّون هُم الّذين يبتعِدون عنه في مُعنّى واحِدِ, محوِ كامِلِ على هيْئةِ وجودِ ناقِصِ يرفِضُهُ الشّاعِرُ ويُفضِلُ ان يكونُ شاهدا على العمليّةِ كُلّها دون ان يلوثُ يديهُ بِتفاصيلِ اللُّعبةِ.
مِن يأتي متأخرا
عليه أن يبحث في جُيوبِه
عن ثُمنِ الفراغِ
الّذي تركهُ الوَقت
بارِدا
على مائِدةِ
الاِنتِظار
.
أنتِ .. اللاشيء
...................
لم تكِن مِن قبل
ولن تكوُّن مِن بعد
هكذا أنتِ ..اللاشيء
نطفة خارِجِ أرحام الفِكرةِ
لم تلِد ولن توَلُّد
ولن تنمو طحالِبُك
على ألسنةٍ الضّالّيْنِ
مرّةً أخرى
ضِفافُ بعيدةٍ
................
في يوْمٍ ما
ربما هوَ قريبُ جدّا
لا أدرّيّ ..
فأنا أشيْخ سريعا في أزِقّةٍ بغداد ..
الّتي أفتقِدُ بغداد فيها
لا أدرّيّ
ربما أتوَشُّحك كشالٍ ..
في صُبحِ ندي بارِد
أوْ أضعكِ كعُطُرِ ..
كُلّما وخزتني أوَهام حضوركِ
أوْ ربما سأُخبِّئُك ...
في صُندوقيِ الأسود
وأضعُك ...
على...
رفِّ ...
الذنوب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق