الأربعاء، 14 يناير 2015

تِسفارٌ في سماوات الشعر بحثا عن الزمن المفقود قرأه في قصيد تِسفارٌ في سماوات للشاعر العراقي القدير احمد البياتي بقلمي :- ناظم ناصر 8 \ 1 \ 2015

تِسفارٌ في سماوات الشعر بحثا عن الزمن المفقود قرأه في قصيد تِسفارٌ في سماوات للشاعر العراقي القدير احمد البياتي
بقلمي :- ناظم ناصر
8 \ 1 \ 2015
هل الشعر عالم افتراضي نهرب اليه من واقع مفروض علينا لنرسم به ما لم نستطع ان نحققه في حياتنا ام هو طريق للحياة لجعلها أفضل فهو ليس كلمات ومعاني و أحاسيس ولذا يجب ان يعمل الشعر على التحول الانفعالي لدى المتلقي أو الجمهور و أزالت ضباب الإحباط عندهم وتحويله الى السعي نحو التغيير نحو الأفضل
فلم يعد الشعر حبس بوتقة الشاعر و نفسه بل يجب ان ينطلق الى عالم واسع ورحب و ان يلامس النفوس ببساطة
وقصيدة النثر على اعتبارها أكثر مرونة و مقدرة على الابداع وخلق صور و معاني جديدة تعبر عن الحياة بشكل أدق واشمل لذا اغلب الشعراء يتجهون إليها على اعتبارها أكثر حداثة في الزمن لكن قصيدة النثر لا تستجيب إلا للشعراء الحقيقين الذين يمنحون القصيدة هويتها الاعتبارية والمعنوية من خلال المعاني و الايقاعات التي تعتمدها ومن هؤلاء الشعراء الشاعر احمد البياتي الذي من خلال إيقاعاته المبتكرة يجعل القصيدة كسنفونية من المعاني تترنم بأجمل الألحان وقصيدته ( تِسفارٌ في سماوات ) تحمل قيمة إنسانية وفنية كبيرة فالعنوان يحمل كثيرا من الحلم والخيال و التأمل فالتسفار هو السفر المتواصل في مديات بعيدة مع التجلي فكيف اذا كان في سموات الابداع تبدأ القصيدة بلهفة وحنين وشوق فهو يتحدث عن شعرها الذي يطفئ حر التراب ويمنحه حياة تتنفس عطر النعناع في أي تجاه تكونين و أي صوب صباحي ينهض إليك حنينا و شوق أناديك بقلبي لاحظ دقة العبارة باستخدام الشاعر كلمة ينهض صباحي كأن لا صباح بدونك كأن الصباح كان نائما و استيقظ على عطرك وشعرك الذي يطفئ الأوار
شِعرُكِ يطفىء إوارَّ الترابِ
وعِطْرُكِ يضارعُ عِطرَ النعناع
إِبْسِطي يَداكِ في أيِّ صوبٍ
صباحاً يَنهضُ شَوقكِ
اسمع هسيسك همهمة الايام وهي تهذي بين يديك انت الباحثة عن الخلود وانت ذات الخلود فأعدو مُسرِعاً لصدى صوتكِ ابحث عنك انت التي تسكنين في نفسي ارك تصعدين الى السماء وانا ابتهل لعينيك واراك في بريق ندى الجبال فها هي روحك البيضاء وهي تنبض بالنقاء و تخفق يالبياض فيتدرج اللون ويتسلل الى قلبي ليخفق معك في النقاء فهذا قلبي الذي هو انت
أسمعُ هَسيسكِ
حينَ تُفعَمُ جذورَ عًقْلكِ المندى
تبحثُ عن الخلودِ
فأعدو مُسرِعاً لصدى صوتكِ
أراكِ تغادرينَ الى أيّ سماءٍ
وأحياناً
أراكِ في بريقِ ندى الجبالِ
روحَكِ تلوحُ بيضاءَ . بيضاءْ
الفراق لوعة وحسرة الابتسامة فيه دموع و الشوق فيه تسفار في السموات الحلم بحثا عن اقتفاء أثارك في الريح والشاعر في حسرته وحيرته يتوجس يتأمل في خارطة الزمان والمكان لعله يلتقي بك و يتأمل ملامحك و يتساءل هل الموت اندلق على صدرك وهنا يصل الشاعر الى ذروة انفعاله وإحساسه ليعبر عما في داخله لنعرف من هي التي شعرها يطفئ أوار التراب وعطرها عطر النعناع أنها بلاده حبيبته وحبيبته هي بلاده الوطن الذي انسكب على صدره الموت وأصبح صوت الناي يفعم القبور بالغربة القبور التي أصبحت أكثر من الأشجار الحزينة لفراقك
ويستمر نشيد الشوق يغمره الحنين و الأسى وتتحول دموع الشاعر التي ألهبها الحب الى رماد
يا حسرةً على فُراقٍ
تنثالُ منهُ اللوعةْ
أطوفُ ، أجوسُ كُلَّ البلدان
لتأملِ ملامحكِ
نورسَتنا يازُهرية القلبْ
هَلْ إندلقَ الموت على صدركِ ؟.
وصوتُ الناي يُفعِمُ القبورَ بالغربةِ
كمْ مرّةً أترَعَ الهوى قلُوبنْا بالنارِ؟.
وكَمْ مرّةً غَدَتْ رماداً ؟.
هُوَ بُكائي ...
هُوَ بُكائي ...
مَنْ أعطى الماءَ للسُحبْ ؟.
ضاعَ الآنْ صَوتَكِ ، شِعْرُكِ
جَمالُكِ في الريحِ
أنتهى صَمْتُ قَدَرِكْ
الأشجارُ لِفُراقِكِ ، كَمْ هيَّ حزينة ؟.
وكَمْ هِيَّ خَرِّبَةٌ قلُوبَنا بَعْدَكْ ؟.
ويقتفي الشاعر احمد البياتي الريح بحثا عنك وهو يعلما انك ستظهرين في كل الاتجاهات كما كنت سابقا ولا زلتي سيدة الاتجاهات الأربعة سيدة الحضارة سيدة الكتابة و كلماتك تنساب كالقصائد في ملاحمك التي تحمل سر الخلود والنقاء وهنا الشاعر يمنحنا الأمل الذي هو في أرواحنا نحمله وينتظر منا العمل على تحقيقه حتى لا نشبه الظل
حِينَ أقتفي آثارَ قَدَمِ الريحْ
أعْلّمْ أنَّ الريحَ
سَتطوفُ بكِ كُلَّ الدنْيا
لأنَكِ تظهرينَ مِنْ كلِ إتجاه
تَنْسابُ كَلِماتُ قَصائِدكْ
مِثلُ قَطراتِ الندى
على أوراقِ شُجيراتِ أرواحِنْا
حَدِيثُنا أنا وأنتِ
كانَ أُغْنيةَ نُواح قلبينا
في سَفْرَتِكِ الطويلة
كانتْ المُفارَقة
منذُئذٍ يَقُولُ مَنْ يَرانيْ
إنَّكَ تَشبَهْ الظِلْ .
التحليل
الشاعر ينحت كلماته في لحظة الزمن يكتب بلغة الحلم فيختلط عنده الواقع بالخيال يمتلك الكثير من الإيقاعات المرتبطة بشكل القصيدة ومعانيها فترى المعاني تنساب في الكلمات بتودد متوافقة مع الفكرة مما يجعل القصيدة تجري كنهر من عقيق النص بمجمله يرتقي الى قصيدة النثر بجميع مواصفاتها من توهج في اللحظة وإيقاعات داخلية متكاملة وكثافة في المعنى وبلاغة في الأسلوب أضاف الى رمزية شفافة وتسلسل منطقي للأفكار
النص
( تِسفارٌ في سماوات )
شِعرُكِ يطفىء إوارَّ الترابِ
وعِطْرُكِ يضارعُ عِطرَ النعناع
إِبْسِطي يَداكِ في أيِّ صوبٍ
صباحاً يَنهضُ شَوقكِ
أسمعُ هَسيسكِ
حينَ تُفعَمُ جذورَ عًقْلكِ المندى
تبحثُ عن الخلودِ
فأعدو مُسرِعاً لصدى صوتكِ
أراكِ تغادرينَ الى أيّ سماءٍ
وأحياناً
أراكِ في بريقِ ندى الجبالِ
روحَكِ تلوحُ بيضاءَ . بيضاءْ
يا حسرةً على فُراقٍ
تنثالُ منهُ اللوعةْ
أطوفُ ، أجوسُ كُلَّ البلدان
لتأملِ ملامحكِ
نورسَتنا يازُهرية القلبْ
هَلْ إندلقَ الموت على صدركِ ؟.
وصوتُ الناي يُفعِمُ القبورَ بالغربةِ
كمْ مرّةً أترَعَ الهوى قلُوبنْا بالنارِ؟.
وكَمْ مرّةً غَدَتْ رماداً ؟.
هُوَ بُكائي ...
مَنْ أعطى الماءَ للسُحبْ ؟.
ضاعَ الآنْ صَوتَكِ ، شِعْرُكِ
جَمالُكِ في الريحِ
أنتهى صَمْتُ قَدَرِكْ
الأشجارُ لِفُراقِكِ ، كَمْ هيَّ حزينة ؟.
وكَمْ هِيَّ خَرِّبَةٌ قلُوبَنا بَعْدَكْ ؟.
حِينَ أقتفي آثارَ قَدَمِ الريحْ
أعْلّمْ أنَّ الريحَ
سَتطوفُ بكِ كُلَّ الدنْيا
لأنَكِ تظهرينَ مِنْ كلِ إتجاه
تَنْسابُ كَلِماتُ قَصائِدكْ
مِثلُ قَطراتِ الندى
على أوراقِ شُجيراتِ أرواحِنْا
حَدِيثُنا أنا وأنتِ
كانَ أُغْنيةَ نُواح قلبينا
في سَفْرَتِكِ الطويلة
كانتْ المُفارَقة
منذُئذٍ يَقُولُ مَنْ يَرانيْ
إنَّكَ تَشبَهْ الظِلْ .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق