السبت، 7 مارس 2015

الخنساء / مقال / محرر صحيفة ومؤسسة فنون الثقافية / الفنان احمد عناد / العراق .....

الخنساء شاعرة مخضرمة.. ينطبق عليها التحديد الأصيل لمعنى الكلمة ومدلولها، حيث تطلق كلمة مخضرم عند العرب في الأصل على من ادرك الجاهلية والإسلام ثم اطلقت على طبقة الشعراء الذين أدركوا الجاهلية.
واسمها تماضر بنت عمرو السلمية (575م - 24 هـ / 645م)، صحابية وشاعرة مخضرمة من أهل نجد أدركت الجاهلية والإسلام وأسلمت، واشتهرت برثائها لأخويها صخر ومعاوية الذين قتلا في الجاهلية.
لقبت بالخنساء لقصر أنفها وارتفاع أرنبتيه. قال الحُصري في كتاب زهر الأدب: لقبت بالخنساء كناية عن الظبية وكذلك الذلفاء والذلف قصر في الأنف ويريدون به أيضًا أنه من صفات الظباء.
تزوجت مرتان .
رواحة بن عبد العزيز السلمي,
مرداس بن أبي عامر السلمي
اخيهاصخر
لم يقتنع صخر بهذا الثأر المزدوج لأخيه،معاوية فتابع غاراته على مرة، حتى اصيب بجرح قتال على يدر رجل من فقعس وهي بط من اسد، كانت متحالفة مع بني مرة" وكان جرحه من طعنة طعنه بها ثور بن ربيعة الأسدي فمرض لها حولاً.
واصبحت حياته ممله، حتى ان امرأته سئلت عن حاله وقالت: بشر حال، لا حي فيرجى، ولا ميت فينعى، ولقد لقينا منها الامرين
فلما طال عليه البلاء قالو له: لو قطعت تلك القطعى لجونا ان تبرأ، وكانت قطعت قماش في جوف الجرح، فقال شأنكم وهي، فاشف عليه بعضهم، وقال الموت اهون علي مما انا فيه، فاحموا له شفرة، ثم قطعوها فبئس من نفسه.
وجاءت تماضر- وفي يدها قلبها- تسأل: "كيف كان صبر؟"
فما كانت لتستطيع ان ترى ذلك المشهد، وسمعصخر البائس سؤال تماضر الوالهة فاجابها يطمئنها وهو يعلم ألا شي يطمئن:
الخنساء تصف اخوتها .
في يوم من الأيام طلب من الخنساء أن تصف أخويها معاوية وصخر، فقالت: إن صخرًا كان الزمان الأغبر، وذعاف الخميس الأحمر. وكان معاوية القائل الفاعل. فقيل لها: أي منهما كان أسنى وأفخر؟ فأجابتهم: بأن صخر حر الشتاء، ومعاوية برد الهواء. قيل: أيهما أوجع وأفجع؟ فقالت: أما صخر فجمر الكبد، وأما معاوية فسقام الجسد.
اسلامها .
أسلمت في عام 8 هـ - 630 م وهي في طلائع شيخوختها لم تقل عن الخمسين، ولن تزيد على الستين عندما قدمت على النبي مع قومها بني سليم وأعلنت إسلامها وإيمانها لعقيدة التوحيد وحسن إسلامها.
وفاة الخنساء
ماتت الخنساء -رضي الله عنها- سنة 24 هـ/645م. عمرت إلى أن أدركت نصر الإسلام المبين كان موتها في عامها الحادي والسبعين، وقد طبقت شهرتها الآفاق، إن لم يكن ببكائها على السادات من مضر فباستشهاد بنيها الأربعة. ماتت ومعها شاهد تضمن به تسجيل يوم موتها، ولا يعتمد فيه على الروايات، وإنما اعتمد فيه سجلات الدولة المدون فيها اسمها، لتستلم أرزاق بنيها الشهداء الأربعة من ديوان بيت المال، وكان عمر قد قدر لها عن كل واحد مائتي درهم إلى أن قبض رضوان الله عليه.
رائية الخنساء
التي رثت فيها اخيها صخر
قذى بعينكِ امْ بالعينِ عوَّارُ امْ ذرَّفتْ اذْخلتْ منْ اهلهَا الدَّارُ
كأنّ عيني لذكراهُ إذا خَطَرَتْ فيضٌ يسيلُ علَى الخدَّينِ مدرارُ
تبكي لصخرٍ هي العبرَى وَقدْ ولهتْ وَدونهُ منْ جديدِ التُّربِ استارُ
تبكي خناسٌ فما تنفكُّ مَا عمرتْ لها علَيْهِ رَنينٌ وهيَ مِفْتارُ
تبكي خناسٌ علَى صخرٍ وحقَّ لهَا اذْ رابهَا الدَّهرُ انَّ الدَّهرَ ضرَّارُ
لاَ بدَّ منْ ميتة ٍ في صرفهَا عبرٌ وَالدَّهرُ في صرفهِ حولٌ وَاطوارُ
قدْ كانَ فيكمْ أبو عمرٍو يسودكمُ نِعْمَ المُعَمَّمُ للدّاعينَ نَصّارُ
صلبُ النَّحيزة ِ وَهَّابٌ اذَا منعُوا وفي الحروبِ جريءُ الصّدْرِ مِهصَارُ
يا صَخْرُ وَرّادَ ماءٍ قد تَناذرَهُ أهلُ الموارِدِ ما في وِرْدِهِ عارُ
مشَى السّبَنْتى إلى هيجاءَ مُعْضِلَة لهُ سلاحانِ: أنيابٌ وأظفارُ
وما عَجُولٌ على بَوٍّ تُطيفُ بِهِ لها حَنينانِ: إعْلانٌ وإسْرارُ
تَرْتَعُ ما رَتَعَتْ، حتى إذا ادّكرَتْ فانَّما هيَ اقبالٌ وَادبارُ
لاَ تسمنُ الدَّهرَ في ارضٍ وَانْ رتعتْ فانَّما هيَ تحنانٌ وَتسجارُ
يوْماً بأوْجَدَ منّي يوْمَ فارَقني صخرٌ وَللدَّهرِ احلاءٌ وَامرارُ
وإنّ صَخراً لَوالِينا وسيّدُنا وإنّ صَخْراً إذا نَشْتو لَنَحّارُ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق