الأربعاء، 2 ديسمبر 2015

مدن الغيم / نص الشاعرة / شامة خمير / تونس ...

مدن الغيم
أحببتك في مدن الغيم والمزن.... تزخّ على محيّاها الهيام
احببتك قبل أن ألج صحو الجراح
و ربيعي بين شفتيّ كلمات .....وعود ....
حولتِ الحقول الى شواطئ.... بحارُها... غربة شمس في انبثاق الظلال
قبل أن تمسح البحارَ بعينيك... رسمتُ عليها أفلاكي ....ضاعت هناك
كي لا تأخذ طيفك الى النجوم...تغار السماء ...تغادرا لضياء
أين أنت؟ أاكتملتْ لوحتُك بلحن الوفاء تجاه جريح؟
ألوانُها تفيض بين أضلعي... حين تسللت في ومضة الغروب
وطيفك يزرع خطاه... يجني خطايا من روح الغياب
حملتَ بين كفيك الهروب من لذغات عشق مُميت ....يحبّ الحياة
وأقسمتَ أن لا تعود.....طيفك عاد... ليسكن شقوق القلب
وتئن من وجعٍ آهاتُ أنفاسك ...تتلفّع ببقايا أركان ...هشيم في ذاكرة الغياب
تسير بلا مرايا...بلا أشواق ...بلا عطش يروي ذكريات
رصيفك ملّ انتظارا ...يوزّعك في الليالي...و أطراف النّهار
على حانات... تشرب منها الآنَ...تنسى أناك...لترى محيّاك اندثارا
ينسف الضوءَ من مقلتيْك ...تُمطر الغربةُ ماء...تغسل الأوهام ...
تشقّ بها غابات الأمل ... تدثّرها سنابل القمح... وتحطّ العصافير
لتدعوك الى ذاكرة الغياب ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق