لمناسبة الأول من آذار (عيد المعلم )
الدمعة الأخيرة
(إلى معلمي في الصف الخامس الابتدائي المرحوم عبد الأمير ماضي المهدي من ذي قار )
مرارةُ بروميثيوس
تيبَّستْ على شفتيْهِ . . .
تضيقُ الزّنازينُ بقاماتِ العمالقة
دخلَها مُحتذياً خوفَه
خرجَ منها بوجهِ نبيّ . . .
لا ركوعَ في صلاةٍ للوطن
أحرقَ في داخلهِ بقايا جليد
تجاوزَ قفاه . . .
. . . . .
علّمنا
حينَ نرمي الحجارةَ نفقدُها . . .
هذا الذي نتنفّسهُ احتواء
بعرضٍ
بطولٍ
بعمقِ عشقه
أنَّهُ بنا
نحنُ به
لا شئَ غيرُ ذلك . . .
. . . . .
الثورةُ حرثٌ جديد
ولادةٌ جديدة
خرجتْ من عروقِ الطّين
هواءً لكُلِّ الأشياء . . .
تَنَفَسوا
أيُّها الصّغار
بيانَها الأول
كانتْ سامقة
تحملُ كُلَّ ملامحِ أبويها
ديموزي
ما بعشتارَ من خِصب . . .
جاؤوا بها أنثى
جميلةً
شمساً دخلتْ كهفَ الرّقيم
ضحكتِ السّواقي بعدَ جفاف
ألقتْ حملَها الباساقات
لم يعُدْ لعصفورٍ قفص . . .
تجوّلتْ في شوارعِنا البائسة
ركبتِ المشحوفَ السّومريّ
قاسمتْ جامعاتِ الملحِ خبزَ(الصاج)
غنّتْ (للرَّيل وحمد)
رقصتِ (الجوبي) . . .
هتفتْ حناجرُنا الصغيرةُ بحروفِها الإخاء
(هربجي . . . )*
لكنْ
لماذا ظلَّ (داخل حسن) يمسحُ آلامَهُ بردنِ أمّه ؟
. . . . .
حملتِ الخبزَ
الحناءَ لأصابعِ المَهوات
ثيابَاً حرّمها كافورُ على مُحسّد . . .
كنّا صغاراً
بلدونةِ البرديّ
بنقاءِ الجمّار . . .
نطوي يومَنا لهواً بدمى غدٍ
لا نعرفُ لهُ إسماً . .
كانت غضةً
مثلُنا
لكنَّهم
ويحَ قلبي
سرقوها
ذبحوها
(وجاؤوا أباهم عِشاء يبكون) !
لم يُلقِ قابيلُ من يدهِ حجارتَه
رضيَ بالغُرابِ دليلاً
ضاعَ كُلُّ شيء !
الحبيبُ يُزار
هل لكِ مِنْ قَبر ؟
في عيني دمعةٌ لم تسقطْ بعد
ما شجاعٌ أنا كأُوديب !
كان يسوعُ النّبيّ يُحيي الموتى بإذن ربِه !!
فهل . . . ؟
جفّ في حلقي الدّعاء !
. . . . .
عبد الجبار الفياض
1/آذار/ 2017
11 *أغنية المرحوم احمد الخليل الشهيرة (هربجي كرد وعرب رمز النضال )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق