زمام العقل و النفس
--------------
أعماق نفسي مداخلة ....
بين العقل و الشجن
فهوى العقل لحكمته ...
و شدى النفس للهوان
فالعقل شب بذي حكمة ...
و النفس شبت على الشجن
و كل يهب بمعرفة ...
و يغدو بزاده من الزمن
فتهوى النفس سبيل الهوى ...
فتهوى على شفى المحن
و الدمع في مقلتيها سليلة
و القهر بقلبها كفن
لكل عل و عليلة
لرمس الذل أراد أن يلجمني
يناديها العقل مجاملة
ليرف بها اعالي الامان
فيحط لها سبل الرفعة
و يحطها لقمم الأماكن
فليس خطاه إلا حكمة
لما سيره من الوزن
قد رأى الحياة إلا لعبة
تستهوي الضعف و الحزن
فشدى للنفس أنغامه
بأوتار القصص للناس و القرآن
و لكن النفس جاحدة
للعرف و كل القوانين
فقال القلب يا جامحتي
هلا استهديتي و سمعتيني
فإن لم يرق كلامي لكي
فاتركيه و لا تنحني
فلكي مني كل عزة
و كرامتك من قوانيني
فهاك ذا الكتاب فتبصري
حروفه سبلا للسنين
فالحياة ليست لعبة
بل سم في اجمل قنين
وقناعها ألوان باهية
تخفي االآلام و الأنين
فبالله عليك خذي الحذر
ولا تسري عمياء بلا وطن
لا عرف و لا حكمة
تقويك على مكر الزمن
فأجابت بكل عزة
ما بالك هرم في العشرين
دعني فالحياة بهجة
فدربه عسل يغويني
أما خفاؤها و إن أظلم
فسيبدو جمالا في العلن
فأغدو خطاي واثقة
أن الحياة ستهديني
ما آمل لقياه و اسعى له
حتى و إن جفت أوراق سنيني
و ستنير دربي يوما بأجمل حلة
و تكون رايتي حنيني
فتنهد العقل لذي غفلة
و رمى للنفس بسكين
خذيه عبرة ولا تنسي حده
فيوما سيؤلمك و يبكيني
فكذا الحياة يا غافلة
سيدميك مكرها الدفين
و لكن النفس مصرة
تروضي فقد أتعبتيني
و خذي العقل بحكمته
وسبية الهوى لا تكون ي
و يا عقل بروية
على النفس فتلهيني
بإصرارها و و جماحها
فافقد زمامكما و ينهيني
منقول من ديوان صليل الشجن
بقلمي كريمة حميدوش
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق