فرقة مسرح بابل في ديترويت تجارب ومحاولات على طريق تكريس تقليد مسرحي جاد
فرقة مسرح بابل في ديترويت تجارب ومحاولات على طريق تكريس تقليد مسرحي جاد
على الرغم من تزاحم وسائل الإتصال وتأثيرها على المشهد اليومي للإنسان سواء المغترب أو سواه الذي لم يعش حالة الأغتراب ، وعلى الرغم من تناقص المساحة التي يمكن من خلالها ترسيخ ظاهرة المسرح في مغتربنا الأمريكي بفعل عوامل عدة وقد تكون معلومة من قبل الكثير والمتمثلة بحجم التغييرات الهائلة التي يفرضها واقع العولمة وإنعكاساته على نمط وشكل الحياة المعاشة ، إلا أن الحاجة تبقى ملحة لدفع مسيرة الفن المسرحي المهجري قدما ً ليواكب مستجدات المشهد اليومي بمختلف تخرصاته ، فلم يعد يكفي وجود بعض الأنشطة الثقافية المهجرية العراقية أو العربية هنا وهناك والتي يغلب عليها طابع التذبذب نتيجة غياب المؤسسات الداعمة لإقامة هكذا أنشطة ثقافية ، بوصفها ضرورة مهمة لخلق حالة التكامل على واقع المجتمع المهجري ، فكما هو معروف لا يمكن لأي مجتمع أن يحافظ على نجاحاته العلمية أو الإقتصادية أو الاجتماعية إذا لم يكن هناك رديف ثقافي يسير بموازاة خطوطه المختلفة التي تشكل مناحي الحياة المختنوعة التي يحياها المغترب ، ولأن محاولة إيجاد ظاهرة ثقافية وفنية تبقى هنا حالة مرتبطة بالمبادرات الفردية لذلك ظل نشاطها يتخبط بين الحين والآخر ، بيد أن الكثير من المحاولات الفنية والثقافية على الرغم من تعثر مسيرتها العملية ألا أنها تركت شيئا ً في ذاكرة المغترب العراقي والعربي ، وفرقة بابل واحدة من زهرات الثقافة التي حاول غرسها لفيف من أبناء جاليتنا الكلدانية حيث إنبرى الفنان زهير كرمو عام 1979 لتأسيسها ، حيث حاول من خلالها خلق حالة جديدة من التقليد المسرحي الذي حمل ثقافة جديدة منطلقة من فضاء الحرية بإعتبارها الحاضنة التي ينطلق منها خطاب الفرقة الفني وقد ذهب في هذا الإتجاه إلى الخوض في عملية الـتأليف المسرحي باحثا ً عن تلك الموضوعات التي تؤرق بإستمرا ر ذهنية المغترب لما تحمله من حالات إشكالية على مستوى المنطق والإستنتاج ، فهو بهذه الفرقة حاول خلق موازنته الثقافية الجديدة ، وقد نجح في إجتذاب قاعدة جماهيرية جيدة ، وعلى هذه الخلفية شهدت خشبات المسارح في ديترويت تقديم العديد من العروض المسرحية التي تصدت لمسالة الأسرة العراقية ولاسيما الكلدانية تحديدا ً والتحديات التي تواجهها في ظل معايشتها للواقع المهجري ومفرداته الجديدة فضلا ً عن عوامل الإغتراب ، ولم يكن إختيار الفنان زهير كرمو لتلك الموضوعات بشكل عشوائي أو إعتباطي بل هو كان ينظر بعين الراصد لتموجات الحالة الاجتماعية التي تمخضت في هيكل المجتمع الكلداني مع مرور الوقت كما إنه كان يعي حقيقة أسباب أغلب المشكلات الاجتماعية التي تعتري مجتمعه ، لذلك وبهدف إعادة اللحمة والتمسك بالروابط الأسرية لدى الأجيال المتعاقبة لاسيما تلك التي ولدت في المهجر الأمريكي والتي أصبح بينها وبين الأجيال التي سبقتها نوعا ً من الهوة الثقافية الأمر الذي تسبب في وجود إختلال في المعادلة الاجتماعية على الأسرة الشرق أوسطية عموما ً ، كما وأن فرقة بابل المسرحية تصدت أيضا ً لموضوعة حقوق الإنسان في بلادنا الأم وبلاد المهجر ولم تنفصل يوما ً هذه الفرقة عن هموم الشارع العراقي الذي عبر مراحله المختلفة التي حملت عناوين الحروب الحصارات والديكتاتورية وما يمكن أن يسجل في ورشة عمل فرقة بابل لمؤلفها ومخرجها زهير كرمو هو محاولات لتأسيس نمط جديد من الفنتازيا المبنية على كوميديا الموقف التي تكون في بعض الأحيان كوميديا سوداء تحمل في مضمونها مفارقات اللحظة الراهنة وإذا أردنا إيجاد مقاربة أشكال التجسيد بين ماقدته هذه الفرقة أو نظيراتها فسنجد أن النموذج المقدم يزودنا بقواعد ومبادئ البناء المسرحي الذي يقوم على نظرية ( مسرح داخل مسرح ) التي إجترحها الإيطالي ( بيرانديللو ) حيث الصياغة المسرحية توضع النقاش الجدي والتساؤل الذي يفضي إلى حالة الإستنتاج ، ولم تكتفي الفرقة المذكورة في إعتماد هذا النهج المسرحي في تقديم عروضها بل حاولت الولوج في إتجاهات مسرحية أخرى لها من الفضاءات التي تساعد في معالجة موضوعات ومضامين أخرى على خشبة المسرح ، ومن الأعمال التي قدمتها الفرقة في هذا المضمار عرس القرية ، شليمون ونسيمو تأليف د. سرهد جمو وإخراج ضياء ببي ، جسر دلال تأليف د. سرهد جمو – إخراج زهير كرمو ، المقهى تأليف ضياء ببي- إخراج زهير كرمو ، الجرجر تأليف د. سرهد جمو – إخراج زهير كرمو ومن أعضاء الفرقة زهير كرمو ، كاميليا متي ، وعد قاشات ، نجية دابش ، خالد يونو ، نزار سكينة ، نجيب قونجا ، عبد الخالق الفلاٌح ، جيني كلاني . ويستمر القائمون على الفرقة في عملية البحث والرصد لتقديم الجديد الذي يعكس زوايا من واقع الإغتراب الذي نعيشه .
سعد السعدون
saadalsaadoon@yahoo.com
فرقة مسرح بابل في ديترويت تجارب ومحاولات على طريق تكريس تقليد مسرحي جاد
على الرغم من تزاحم وسائل الإتصال وتأثيرها على المشهد اليومي للإنسان سواء المغترب أو سواه الذي لم يعش حالة الأغتراب ، وعلى الرغم من تناقص المساحة التي يمكن من خلالها ترسيخ ظاهرة المسرح في مغتربنا الأمريكي بفعل عوامل عدة وقد تكون معلومة من قبل الكثير والمتمثلة بحجم التغييرات الهائلة التي يفرضها واقع العولمة وإنعكاساته على نمط وشكل الحياة المعاشة ، إلا أن الحاجة تبقى ملحة لدفع مسيرة الفن المسرحي المهجري قدما ً ليواكب مستجدات المشهد اليومي بمختلف تخرصاته ، فلم يعد يكفي وجود بعض الأنشطة الثقافية المهجرية العراقية أو العربية هنا وهناك والتي يغلب عليها طابع التذبذب نتيجة غياب المؤسسات الداعمة لإقامة هكذا أنشطة ثقافية ، بوصفها ضرورة مهمة لخلق حالة التكامل على واقع المجتمع المهجري ، فكما هو معروف لا يمكن لأي مجتمع أن يحافظ على نجاحاته العلمية أو الإقتصادية أو الاجتماعية إذا لم يكن هناك رديف ثقافي يسير بموازاة خطوطه المختلفة التي تشكل مناحي الحياة المختنوعة التي يحياها المغترب ، ولأن محاولة إيجاد ظاهرة ثقافية وفنية تبقى هنا حالة مرتبطة بالمبادرات الفردية لذلك ظل نشاطها يتخبط بين الحين والآخر ، بيد أن الكثير من المحاولات الفنية والثقافية على الرغم من تعثر مسيرتها العملية ألا أنها تركت شيئا ً في ذاكرة المغترب العراقي والعربي ، وفرقة بابل واحدة من زهرات الثقافة التي حاول غرسها لفيف من أبناء جاليتنا الكلدانية حيث إنبرى الفنان زهير كرمو عام 1979 لتأسيسها ، حيث حاول من خلالها خلق حالة جديدة من التقليد المسرحي الذي حمل ثقافة جديدة منطلقة من فضاء الحرية بإعتبارها الحاضنة التي ينطلق منها خطاب الفرقة الفني وقد ذهب في هذا الإتجاه إلى الخوض في عملية الـتأليف المسرحي باحثا ً عن تلك الموضوعات التي تؤرق بإستمرا ر ذهنية المغترب لما تحمله من حالات إشكالية على مستوى المنطق والإستنتاج ، فهو بهذه الفرقة حاول خلق موازنته الثقافية الجديدة ، وقد نجح في إجتذاب قاعدة جماهيرية جيدة ، وعلى هذه الخلفية شهدت خشبات المسارح في ديترويت تقديم العديد من العروض المسرحية التي تصدت لمسالة الأسرة العراقية ولاسيما الكلدانية تحديدا ً والتحديات التي تواجهها في ظل معايشتها للواقع المهجري ومفرداته الجديدة فضلا ً عن عوامل الإغتراب ، ولم يكن إختيار الفنان زهير كرمو لتلك الموضوعات بشكل عشوائي أو إعتباطي بل هو كان ينظر بعين الراصد لتموجات الحالة الاجتماعية التي تمخضت في هيكل المجتمع الكلداني مع مرور الوقت كما إنه كان يعي حقيقة أسباب أغلب المشكلات الاجتماعية التي تعتري مجتمعه ، لذلك وبهدف إعادة اللحمة والتمسك بالروابط الأسرية لدى الأجيال المتعاقبة لاسيما تلك التي ولدت في المهجر الأمريكي والتي أصبح بينها وبين الأجيال التي سبقتها نوعا ً من الهوة الثقافية الأمر الذي تسبب في وجود إختلال في المعادلة الاجتماعية على الأسرة الشرق أوسطية عموما ً ، كما وأن فرقة بابل المسرحية تصدت أيضا ً لموضوعة حقوق الإنسان في بلادنا الأم وبلاد المهجر ولم تنفصل يوما ً هذه الفرقة عن هموم الشارع العراقي الذي عبر مراحله المختلفة التي حملت عناوين الحروب الحصارات والديكتاتورية وما يمكن أن يسجل في ورشة عمل فرقة بابل لمؤلفها ومخرجها زهير كرمو هو محاولات لتأسيس نمط جديد من الفنتازيا المبنية على كوميديا الموقف التي تكون في بعض الأحيان كوميديا سوداء تحمل في مضمونها مفارقات اللحظة الراهنة وإذا أردنا إيجاد مقاربة أشكال التجسيد بين ماقدته هذه الفرقة أو نظيراتها فسنجد أن النموذج المقدم يزودنا بقواعد ومبادئ البناء المسرحي الذي يقوم على نظرية ( مسرح داخل مسرح ) التي إجترحها الإيطالي ( بيرانديللو ) حيث الصياغة المسرحية توضع النقاش الجدي والتساؤل الذي يفضي إلى حالة الإستنتاج ، ولم تكتفي الفرقة المذكورة في إعتماد هذا النهج المسرحي في تقديم عروضها بل حاولت الولوج في إتجاهات مسرحية أخرى لها من الفضاءات التي تساعد في معالجة موضوعات ومضامين أخرى على خشبة المسرح ، ومن الأعمال التي قدمتها الفرقة في هذا المضمار عرس القرية ، شليمون ونسيمو تأليف د. سرهد جمو وإخراج ضياء ببي ، جسر دلال تأليف د. سرهد جمو – إخراج زهير كرمو ، المقهى تأليف ضياء ببي- إخراج زهير كرمو ، الجرجر تأليف د. سرهد جمو – إخراج زهير كرمو ومن أعضاء الفرقة زهير كرمو ، كاميليا متي ، وعد قاشات ، نجية دابش ، خالد يونو ، نزار سكينة ، نجيب قونجا ، عبد الخالق الفلاٌح ، جيني كلاني . ويستمر القائمون على الفرقة في عملية البحث والرصد لتقديم الجديد الذي يعكس زوايا من واقع الإغتراب الذي نعيشه .
سعد السعدون
saadalsaadoon@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق