السبت، 28 نوفمبر 2015

مدينة تنعى قصائدها/ قصيدة الشاعرة / ا. جميلة الصالح / سوريا ....

مدينة تنعى قصائدها
رويدك يا حروفي فإنك مقصدي
تمهلي..لا تنفقي لك الأمان من يدي
دمك في هذا اليراع مباح
على صحائف بصرتها..بلدي
رويدك ..يا قصيدة لا تموتي
أسرجي دمك لنا لنهتدي
واا..عجبي ما بال المحابر تنتحر
ما بال المآقي تنهمر
سهام للدجى تفقأ عين الشمس
تخرس في حناجر الدوري حتى الهمس
ما بك يا ضاد واجمة في معاجمنا
أأدهشك طعم الخرس...في فمنا؟
أم أبكمك ..نغر ..دمنا؟
سامحيني فإن النطق في لغتي تلعثم
سامحيني لأن المزن في عيني تشرذم
لا تحاكمي ظلي..فقد عصاني
وها أنا في القيظ دون ظل يواسيني
ها هنا أقف على جرف الشجون
وأحار ..ما ذاك السواد يغشى العيون؟
أتلك مدينتي الخضراء كانت؟
أتلك مدينتي السمراء كانت؟
أتلك حبيبتي الحمراء صارت؟
أتلك حبيبتي السوداء صارت؟
ما هذا الأنين في خاصرة النهر؟
يمج ماء..أم دما..أم قهر؟
أم كلها؟
يا أهلها
ماذا جرى
حتى أرى
ثعبانا بلون الحقد
في حضن نهرنا جرى
وزعافا في رحم وادينا سرى
أشهر المدى
نحر الهدى
أسكت الصدى
بعثر الردى
وتاهت حروفنا ..في صحراء الغواية مرمدة
جميلة الصالح.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق