الخميس، 25 فبراير 2016

بغداد / للاستاذ / عبد الجبار الفياض / العراق ....

بغداد
ألوانٌ 
تيبّستْ على ألواحٍ قاتمة 
تشققتْ دروباً في كفِّ فلاّح . . .
لا يُريدُ الزّمنُ أنْ يعبرَ النّهرَ ثانيةً 
فقد رأتْهُ الضّفافُ مُتجرّداً 
إلآ من أوراقِ ماء !
فهلْ يغضبُ الطّينُ حين يكونُ قصراً لحوتٍ برّيّ ؟
. . . . . 
ظمأ 
يمتدُّ لسوقٍ لا تحملُ شبعاً لطير . . .
رضابُ غيمةٍ 
انسلتْ من فراشِ شتاءٍ أخرس 
تدثّرَ بعريِ حفاة . . .
رُبَما 
لأرضٍ 
ليس فيها لعنةٌ من عاقرِ ناقة 
حيثُ تبتلعُ عقاربَها السّاعةُ 
إلى صفرٍ مشوّه . . .
لا حسابَ 
لخطواتِ رأسٍ
حملَ خُفَّ وزيرٍ على بابِ القصرِ 
يلهث . . . 
. . . . . 
كانتْ زرقاءَ 
نجومٌ عاشقة
تلتقطُ ظلَّها من على وجوهِ صبايا 
لتعودَ بنورٍ جديد 
أجملَ لوحةٍ 
خُلقتْ في أحسنِ تقوبم !
كانتْ
قبل أنْ يصبغَها دُخانُ قدورٍ 
تفورُ لحماً 
حملتْهُ وهناً على وهنٍ جنان 
وأرضعتْهُ من أثدائِها أرض . . .
. . . . . 
ليس ما كانَ 
جَدْباً 
يمصُّ لسانَ فقر
خبا في عرفهِ 
عبقُ بَلَلٍ في سيقانِ وردٍ ذابل . . .
ما طوتْهُ سنواتُ العزيز
خارطةً صمّاء 
لمنكسرِ زمنٍ أحدب 
تتسعُ ضيقاً 
لتحبسَ أنفاسَ الصبح . . . 
كذا 
تُفقأُ عيونُ النّهار 
لتزفَّ سنتَه ُمن غيرِ خضاب . . . 
كيفَ لها أنْ تُضاجعَ أضداداً 
ولا تُبشرُ بأيامِ 
يُسودُّ لها وجه ؟
في جمجمتِها 
يرقصُ لصٌّ 
يحرسه لصّ . . .
ليس للعُهرِ كلماتٌ بيضاء !
. . . . .
ليلةٌ 
هربتْ من ألف
قميصاً بلا أزرار . . .
رغبةَ مجنونٍ 
أتعبتْ قدماهُ صحراءُ وهم . . .
عاشقاً
أتخمتْهُ وعودٌ 
نصفُها 
عُصرتْ شراباً لشهريار 
ونصفُها
مع ريحٍ صفراء 
قاسمتْ بغدادَ حساءَها 
وقلبتْ لها ظهرَ المَجن . . .
. . . . . 
كيفَ لأسمٍ 
يُسلخُ 
ويَهَبُ الطّيرَ ريشاً ؟
طعنتْهُ رماح 
شطرتْهُ سيوف 
ثقبتْهُ بنادق
ويزرعُ زيتوناً إكليل غار . . .
شِعْرَاً 
لعيونِ مهواتِه . . . 
عشقاً لباسقاتٍ 
ما انحنتْ 
وجادتْ برطبٍ دون أنْ تُهَـز . . .
. . . . . 
كيف ؟
لماذا ؟
متى ؟
أين ؟
تُدفنُ في جماجمَ 
ارتطمتْ بمتاريسَ عتمةٍ مقدسة
فثـُقبتْ . . .
تجمَّد الإستفهامُ دَمَاً 
يصبغُ جفنَ الموت
بدمدمةٍ في قعرِ قُمقُم . . .
لكنّهُ
لا ينسى وجوهَ القتلة !
. . . . .
أيُّها الصَّمتُ المفتولُ بدخانِ سيكارة
ألم يوقظْكَ هذا الإحتراق ؟
هذا الإرتعاش ؟
وَهَنَ العظم
اشتعلَ المفرقان
متى تنفرجُ شفتاك ؟
فقد أصبحتِ الأعقابُ تِلالاً !
ألمْ يكُنْ سدُّ مأرب قضمةً في فمِ فار 
ونملة ٌ
وقفتْ بوجهِ نبيّ ؟
. . . . .
إيهٍ
أيُّتُها الفرعاء . . .
إنّكِ تغسلينَ جروحَ الأمسِ بدموعِ اليوم . . .
أما آنَ ليومكِ أنْ يكونَ غداً ؟
ألا يخجلُ من صفاقتهِ زمنُ الإزدراد 
ألمْ يمتلأْ كيسُ علي بابا بعد ؟
ألمْ يرتوِ سيفٌ توارثـتْهُ أيادٍ ؟
تعالتْ خفضاً 
عجنتِ الظّلامَ خبزاً لأفواهِ الصّمت .. .
ألمْ تستحِ جباهٌ تصلي في محرابكِ مُدبرة ؟
لِيكنْ . . .
لكنَّهُ
إنْ فارَ 
فلا عاصمَ لعملٍ غيرِ صالح !!
. . . . . 
عبد الجبار الفياض
18/2 /2016

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق