الأربعاء، 24 فبراير 2016

وأنا لا أندب الموتى / للمشرقة * جليلة مفتوح / المغرب ...

وأنا لا أندب الموتى
جنون الحياة بقلبي يروى
فكيف بدوت لي رجلا
أدخلتك أعتابي ضيفا وأنت
فتى غر أحمق المشيب يتسلى
كف الغل يلهب جبينك
وريدك فاض بالوحل من كره
و ثأر دفين تحمله بالصدر
لا يهدأ و لا يتروى
لن أبتهل لسحرة الإنس
ليصرفوا عني لعنتك
لن أحفر جذور الأعشاب
لأسقيك سوائل سحرية عل
عقم لياليك يعود فتطغى
لن أدفن تمائم في جذوع
نادر الشجر مرددة إسمك
لن أتوجع ولا في صورك
القديمة بالأيام سأتملى
لن أصنع خلطة بدم فأر
وجناح ديك أسود لأطردك
لن أعلق أيقونات مريم
لن أتمسح بأعتابك فتقوى
لن أنهل من سبع موجات
أذبح وليد تيس لأحفظك
أرسم كفي بالدم على الجدران
والأبواب علك ترضى
لن أعطر منديلا ورديا تافها
لن أطوف بالمعابد سرا وعلانية
لن تنوب عني دموعي
في احتضان بقيتك لتطغى
لن انتصب مخبولة في طريقك
لن أعترض فرسك الأبيض
فلم تكن فارسا يوما من
بين ضبابي ماج و تجلى
لن أغطس في دلو حناء
أخضب الكف والجبين والشعر
مرتلة أسماء من أنجبتك
أصبح من وليات المولى
لم أندب قبلا حظا عثر
لم انحت أصناما لجراحي
لا علق بجلدي نفس حي
ولا أنحت برميم القتلى
لا أجتر أحزاني انهيارا
لا أقيم زارا مجذوبة بالقهر
أغفو في المقابر ممسوسة
و لا أقرب أبدا عفن الموتى
جليلة مفتوح

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق