ي العاصفة الثلجية التي اجتاحت لبنان مؤخراً بعث الرجل لزوجته ممازحاً ببوست " تعي دفيكي" فتلقى منها على الأثر رسالة هذا ما جاء فيها ...
زوجي العزيز :
هو احد امرين ،،، او انك صرت تشكو من شح خطير في المشاعر او تعطل ميزان الحس لديك لذلك صرت تستعين" ببوست" سخيف ترسله لي في عز هذا البرد كما يفعل غيرك لتحدثني عن الدفئ وتقول لي " تعي دفيكي " ....
ماذا تظن نفسك ...عصري ،، مهضوم ،، ام انك صرت اخيرا الرجل المتعاطف الحنون ....
لعلمك يا سيدي انني انتمي لجيل العقد الخامس عند النساء ،، الذي صار اليوم وسط تلك الأجيال المعاصرة ما يسمى بالرقم الصعب و العملة النادرة ..
جيلنا الذي كان عقد زواجه منذ ثلاثة عقود وهو لم يزل بعد في عمر الورود ....
كان الزواج المبكر الموضة في ايامنا وكنا حريصات على اتباع احدث خطوطها وازياءها وقصاتها ...
كنا في عمر الورود و كنا نواكب الموضة ومع امواجها كنا نموج ....
وكنتَ كغيرك من الرجال ، فارس الأحلام جواد يمتطي جواد ، يصهل معه ويصهل لصهيله وحين يبلغ بوابة دارنا ،،،، يشد لجامه ويكاد يفقد صوابه
حين ترحب به عرائش الياسمين ، يستقبله عطره الفواح الرقيق وتحييه شتول الورد ويسلم عليه قوام الزنبق الأنيق .........
مددتَ لي يدك حينها فتركتها لك ببراءة عمر الطيبة والصبا ...رفعتني على جوادك ،، فجلست خلفك احتمي بظهرك واطوق خصرك لتنطلق بي حينها وردة ندية مضرّجة بالخجل والوجل ...
كنت اسمع صهيل فرسك وصهيل قلبك فيرتجف قلبي حماساً وتاثراً والفرس يعدو بنا نحو ارض الحب والفرح الموعود .......
هناك شعرت بالبرد لأول مرة حين عرفت انك تنتمي لعشيرة لا تشبه عشيرتي ....الحب عندكم مسوّر بحدود !!!!! ولا يمنح للصبية الغريبة مجاناً وله في ذلك شروط وقيود ..
وكنت اشعر بالبرد بينهم ..... وحينها كان عليك ان تقول لي " تعي دفيكي " ..ولكنك كنت تبقى صامتا كأبي الهول ..
ولم اكن سوى في الثامنة عشرة ...يافعة جدا وطيبة جدا ومستغربة جدا وسط وجوه مسطحة تجيد تبديل الأقنعة ،،، فلا اعرف الأصلي فيها من التقليد واشعر انني غريبة جدا وضعيفة جدا ....
في االثامنة عشرة ،،، كنت أحاسَب على هفواتي وكانني املك خبرة الثامنة والثلاثين وكم كنت ارتجف واشعر بالبرد ،،، وكم انتظرتك لتقول لي
" تعي دفيكي " ..
كنت احلم ان ترفع لي رأسي حين اوشك ان انكّسه وتثبّت لي كتفي حين اود لو الوذ بالفرار ...
ولكنك وسط اهلك كنتَ الشيخ والأمير ،، كنتَ الزعيم وكان لك السمع دون تردد وكانت لك الطاعة بلا حدود .وكنت اشعر بالبرد ولم تقل لي يوماً " تعي دفيكي " ....
بعدها تعلمت ان اعتمد على نفسي فاوقد لها دفئاً من نفسي وحين جاور قلبي ذات يوم نبضاً ضعيفاً آخر غير نبضي عرفت انني انتظر مولوداً منك فتفائلت ...
اخيرا ستكون لي ...اخيرا ستعيش معي سحر اللحظة وروعة الحدث السعيد اخيرا سيصبح لنا عائلة واطفال وخصوصيات ...اخيرا سنصبح اسرة انت لي فيها السند والحامي وال................
ولكنك تركتني في توقيت النساء الأهم ......وقت الولادة وهن بين الحياة والموت .. وبحجة السفرة الطارئة والعمل الذي لا يرحم والمستقبل والمجد الذي تسعى له ....ادرت ظهرك ورحلت ومن قلبي من حينها تداعيت ....
وكانت ولادة عسيرة تركت طاقم المستشفى في عجز وحيرة ....ولم يكن يكفي صدر امي الحنون ولا ساعد الطبيب الموزون ،،، وكنت احتاجك شريانا للحياة في حين كان علي ان اهب الحياة وكنت اشعر بالبرد في عز صيف " تموز " ولم تقل لي حينها " انا هنا "وتعي دفيكي " ...
ثلاثون عاما مضت لم تتذكر خلالها مرة عيد زواجنا لتقول لي " كل عام وانت بخير " ربي يخليلي ياك " ...حتى في عيد الأم لم تكن تعايد سوى امك متناسيا انني بدوري اما. وانك بفضلي صرت ابا لثلاثة من الذكور ..ومعهم غدوت الثريا المضيئة في حياتنا بثلاثة شموع....
سواء في عيد زواجنا او في عيد الأم او في اعياد ميلادي كنتَ تستكثر علي دائماً " كل عام وانت بخير" و الله يحميلي ياك . ...
و كثيرا ما كنت اشعر بالبرد ولم تبادرني مرة ب
" تعي دفيكي " ....
ثلاتون عاما مضت على هذا الزواج كنت تسافر خلالها لاهثاً خلف اعمالك طامعا في انجازاتك ،،لم تتصل بي مرة لتقول لي انك نشتاقني او تفتقدني وكنت تعود دائماً محملا بالهدايا ، ممتلئ الجيوب ......................وفارغ القلب ...
وكم كنت اشعر بالأسى وانا احس انني اسكن في الجزء الخلفي من دماغك ،، واحوم دوما حول قلبك فلا تترك لي منفذا اليه عن سابق تصور وتصميم .........وكانت تسري في داخلي قشعريرة برد ولم تقل لي ابدا وقتها " تعي دفيكي " .
ثلاثون عاما مضت ...هل تعلم يا زوجي العزيز اي شوط قطعته خلالها من العذاب الصامت حين اعلم واتاكد انك تقطع في احدى نزواتك العابرة التي يقطع بها حكما معظم الرجال .... وكان علي ان اتحمل بروح رياضية ،، فاصبر بترف واتحمل باناقة لأن ما لقنتني اياه امي كان اطروحة في حسن التصرف واللياقة ....
ان للبيت اعمدة عديدة يا بنيتي هي الرجل وجسر واحد هو المرأة هو انت فلا تنسفي الجسور كي لا ينهد السقف على روؤس هؤلاء الصغار ابناؤك ..
وكنت وفية لحكمة امي وامومتي و وصية جدتي ...( الحكمة يا صغيرتي ثلثاها تغابي وثلثها فطنة) ..
هكذا كانت تردد على مسامعي ...لا حقاً حين تكررت نزواتك اضطررت للتعديل في الوصية ومسارها ...ولم تعد الحكمة في نظري تعادل ثلت فطنة وثلثان تغابي صارت باثلاثها كلها ....
التغابي ثم التغابي ثم التغابي .. لأن الفطنة كانت لدي والحمدلله تحصيل حاصل..
وكنت تظن نفسك حاذقا جدا وكنت اراك متذاكيا جدا فاتركك تعتقد انني آخر من يعلم ،،ادعك في عماك وانكفئ على نفسي ،، يرتجف قلبي ويكاد يثلج من شدة البرد ورغم ذلك ......
لم تاخذني مرة على صدرك لتقول لي انك آسف وانك اخطات " وتعي دفيكي " .
ثلاثون عاما مضت ...
امتدت شجرة العائلة ،، ومن بيتنا تفرعت ثلاثة بيوت وصار لنا باقة احفاد صاروا فرح مواسمي وصارت ضحكاتهم الدفئ الذي يسري في اوصالي .......................ولم اعد اشعر بالبرد ....
زوجي العزيز ....انتهت رسالتي ..
لم افكر في الكتابة لك يوما ولكنه ذاك البوست .
تعي دفيكي """"" كان تلك النقطة التي طفح منها الكيل ،،، فانساب البوح وتفككت سلسلة المشاعر ..
ساترك الرسالة لك جانبا واذهب للنادي حيث ينتظرني صف " الأيروبيك " ودفىء الصحبة الحلوة ورفيقاتي ...
زوجي الحبيب .....
ابواب الدار مشرعة لك ، ،، وصدر البيت يرحب بك ، تركت لك المدفأة مشتعلة والحساء الدافئ الذي تحبه على المائدة بانتظارك ...
وفي حال كنت متعبا تستطيع التمدد عل فراشك والتامل بالسقف فوقك ....
السقف مذكر اليس كذلك ؟؟؟ ولكن الوسادة التي يغرق فيها راسك وعنادك هي مؤنث ....فلا تنسى ذلك وتذكر .....دائماً تذكر ..
( نورة حلاب )) لبنان
زوجي العزيز :
هو احد امرين ،،، او انك صرت تشكو من شح خطير في المشاعر او تعطل ميزان الحس لديك لذلك صرت تستعين" ببوست" سخيف ترسله لي في عز هذا البرد كما يفعل غيرك لتحدثني عن الدفئ وتقول لي " تعي دفيكي " ....
ماذا تظن نفسك ...عصري ،، مهضوم ،، ام انك صرت اخيرا الرجل المتعاطف الحنون ....
لعلمك يا سيدي انني انتمي لجيل العقد الخامس عند النساء ،، الذي صار اليوم وسط تلك الأجيال المعاصرة ما يسمى بالرقم الصعب و العملة النادرة ..
جيلنا الذي كان عقد زواجه منذ ثلاثة عقود وهو لم يزل بعد في عمر الورود ....
كان الزواج المبكر الموضة في ايامنا وكنا حريصات على اتباع احدث خطوطها وازياءها وقصاتها ...
كنا في عمر الورود و كنا نواكب الموضة ومع امواجها كنا نموج ....
وكنتَ كغيرك من الرجال ، فارس الأحلام جواد يمتطي جواد ، يصهل معه ويصهل لصهيله وحين يبلغ بوابة دارنا ،،،، يشد لجامه ويكاد يفقد صوابه
حين ترحب به عرائش الياسمين ، يستقبله عطره الفواح الرقيق وتحييه شتول الورد ويسلم عليه قوام الزنبق الأنيق .........
مددتَ لي يدك حينها فتركتها لك ببراءة عمر الطيبة والصبا ...رفعتني على جوادك ،، فجلست خلفك احتمي بظهرك واطوق خصرك لتنطلق بي حينها وردة ندية مضرّجة بالخجل والوجل ...
كنت اسمع صهيل فرسك وصهيل قلبك فيرتجف قلبي حماساً وتاثراً والفرس يعدو بنا نحو ارض الحب والفرح الموعود .......
هناك شعرت بالبرد لأول مرة حين عرفت انك تنتمي لعشيرة لا تشبه عشيرتي ....الحب عندكم مسوّر بحدود !!!!! ولا يمنح للصبية الغريبة مجاناً وله في ذلك شروط وقيود ..
وكنت اشعر بالبرد بينهم ..... وحينها كان عليك ان تقول لي " تعي دفيكي " ..ولكنك كنت تبقى صامتا كأبي الهول ..
ولم اكن سوى في الثامنة عشرة ...يافعة جدا وطيبة جدا ومستغربة جدا وسط وجوه مسطحة تجيد تبديل الأقنعة ،،، فلا اعرف الأصلي فيها من التقليد واشعر انني غريبة جدا وضعيفة جدا ....
في االثامنة عشرة ،،، كنت أحاسَب على هفواتي وكانني املك خبرة الثامنة والثلاثين وكم كنت ارتجف واشعر بالبرد ،،، وكم انتظرتك لتقول لي
" تعي دفيكي " ..
كنت احلم ان ترفع لي رأسي حين اوشك ان انكّسه وتثبّت لي كتفي حين اود لو الوذ بالفرار ...
ولكنك وسط اهلك كنتَ الشيخ والأمير ،، كنتَ الزعيم وكان لك السمع دون تردد وكانت لك الطاعة بلا حدود .وكنت اشعر بالبرد ولم تقل لي يوماً " تعي دفيكي " ....
بعدها تعلمت ان اعتمد على نفسي فاوقد لها دفئاً من نفسي وحين جاور قلبي ذات يوم نبضاً ضعيفاً آخر غير نبضي عرفت انني انتظر مولوداً منك فتفائلت ...
اخيرا ستكون لي ...اخيرا ستعيش معي سحر اللحظة وروعة الحدث السعيد اخيرا سيصبح لنا عائلة واطفال وخصوصيات ...اخيرا سنصبح اسرة انت لي فيها السند والحامي وال................
ولكنك تركتني في توقيت النساء الأهم ......وقت الولادة وهن بين الحياة والموت .. وبحجة السفرة الطارئة والعمل الذي لا يرحم والمستقبل والمجد الذي تسعى له ....ادرت ظهرك ورحلت ومن قلبي من حينها تداعيت ....
وكانت ولادة عسيرة تركت طاقم المستشفى في عجز وحيرة ....ولم يكن يكفي صدر امي الحنون ولا ساعد الطبيب الموزون ،،، وكنت احتاجك شريانا للحياة في حين كان علي ان اهب الحياة وكنت اشعر بالبرد في عز صيف " تموز " ولم تقل لي حينها " انا هنا "وتعي دفيكي " ...
ثلاثون عاما مضت لم تتذكر خلالها مرة عيد زواجنا لتقول لي " كل عام وانت بخير " ربي يخليلي ياك " ...حتى في عيد الأم لم تكن تعايد سوى امك متناسيا انني بدوري اما. وانك بفضلي صرت ابا لثلاثة من الذكور ..ومعهم غدوت الثريا المضيئة في حياتنا بثلاثة شموع....
سواء في عيد زواجنا او في عيد الأم او في اعياد ميلادي كنتَ تستكثر علي دائماً " كل عام وانت بخير" و الله يحميلي ياك . ...
و كثيرا ما كنت اشعر بالبرد ولم تبادرني مرة ب
" تعي دفيكي " ....
ثلاتون عاما مضت على هذا الزواج كنت تسافر خلالها لاهثاً خلف اعمالك طامعا في انجازاتك ،،لم تتصل بي مرة لتقول لي انك نشتاقني او تفتقدني وكنت تعود دائماً محملا بالهدايا ، ممتلئ الجيوب ......................وفارغ القلب ...
وكم كنت اشعر بالأسى وانا احس انني اسكن في الجزء الخلفي من دماغك ،، واحوم دوما حول قلبك فلا تترك لي منفذا اليه عن سابق تصور وتصميم .........وكانت تسري في داخلي قشعريرة برد ولم تقل لي ابدا وقتها " تعي دفيكي " .
ثلاثون عاما مضت ...هل تعلم يا زوجي العزيز اي شوط قطعته خلالها من العذاب الصامت حين اعلم واتاكد انك تقطع في احدى نزواتك العابرة التي يقطع بها حكما معظم الرجال .... وكان علي ان اتحمل بروح رياضية ،، فاصبر بترف واتحمل باناقة لأن ما لقنتني اياه امي كان اطروحة في حسن التصرف واللياقة ....
ان للبيت اعمدة عديدة يا بنيتي هي الرجل وجسر واحد هو المرأة هو انت فلا تنسفي الجسور كي لا ينهد السقف على روؤس هؤلاء الصغار ابناؤك ..
وكنت وفية لحكمة امي وامومتي و وصية جدتي ...( الحكمة يا صغيرتي ثلثاها تغابي وثلثها فطنة) ..
هكذا كانت تردد على مسامعي ...لا حقاً حين تكررت نزواتك اضطررت للتعديل في الوصية ومسارها ...ولم تعد الحكمة في نظري تعادل ثلت فطنة وثلثان تغابي صارت باثلاثها كلها ....
التغابي ثم التغابي ثم التغابي .. لأن الفطنة كانت لدي والحمدلله تحصيل حاصل..
وكنت تظن نفسك حاذقا جدا وكنت اراك متذاكيا جدا فاتركك تعتقد انني آخر من يعلم ،،ادعك في عماك وانكفئ على نفسي ،، يرتجف قلبي ويكاد يثلج من شدة البرد ورغم ذلك ......
لم تاخذني مرة على صدرك لتقول لي انك آسف وانك اخطات " وتعي دفيكي " .
ثلاثون عاما مضت ...
امتدت شجرة العائلة ،، ومن بيتنا تفرعت ثلاثة بيوت وصار لنا باقة احفاد صاروا فرح مواسمي وصارت ضحكاتهم الدفئ الذي يسري في اوصالي .......................ولم اعد اشعر بالبرد ....
زوجي العزيز ....انتهت رسالتي ..
لم افكر في الكتابة لك يوما ولكنه ذاك البوست .
تعي دفيكي """"" كان تلك النقطة التي طفح منها الكيل ،،، فانساب البوح وتفككت سلسلة المشاعر ..
ساترك الرسالة لك جانبا واذهب للنادي حيث ينتظرني صف " الأيروبيك " ودفىء الصحبة الحلوة ورفيقاتي ...
زوجي الحبيب .....
ابواب الدار مشرعة لك ، ،، وصدر البيت يرحب بك ، تركت لك المدفأة مشتعلة والحساء الدافئ الذي تحبه على المائدة بانتظارك ...
وفي حال كنت متعبا تستطيع التمدد عل فراشك والتامل بالسقف فوقك ....
السقف مذكر اليس كذلك ؟؟؟ ولكن الوسادة التي يغرق فيها راسك وعنادك هي مؤنث ....فلا تنسى ذلك وتذكر .....دائماً تذكر ..
( نورة حلاب )) لبنان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق