الشاعرة سلوى فرح و(( أُزهر في النار ))
.......................................
قراءة في ديوان الشاعرة سلوى فرح ,,أزهر في النار,,
بقلم الأديب الفنان العراقي قاسم ماضي
,,أمريكا,,ديتروت,,
في ديوان ( أُزهرُ في النار ) للشاعرة السورية سلوى فرح
التشبث بجذوة الأمل عبر الشعر
تحاول الشاعرة السورية المغتربة قسرا ً " سلوى فرح " في مهجرها " الكندي " الذي تعيش فيه أن تلطف جوها، وتخفف من كابوسها الإغترابي ، الذي أدخلها في هذا النفق المظلم الذي اصطدمت به ، كما نحن الذين سبقوها في هذا الإغتراب ، نعاني من جراء الضغوط النفسية ، والمنغصات ، التي أدخلتنا في في عوالم تبعث على الحيرة والاستغراب ، من جراء الكائنات التي تحيطنا لإختلال الوعي ، وكأنها أسرابا ً من الممسوخين الذين لا ينتمون لعالم الوعي الذي نحن بأ مس الحاجة إليه ، وها هي تعطينا دروسا ًمكثفة فيها من العبر الكثير و من خلال قصائدها التي طبعتها في ديوانها الجديد " أُزهر ُفي النار " والصادر من دار " التكوين " للطباعة والنشر لعام 2014 ، وهو من القطع المتوسط ، ويقع الكتاب في 80 صفحة ،تقول في قصيدتها " على شفا صحو "
أيها الإنسان .. رفقا
ومضةُ خاطفة
الكُل ُ يتلاشى في مدافن الاندثار
فلم لا نتآلف ، ننشدُ سر َ المحبة ؟
ونلون ُ الأمل بإ بتسامة المنى
لتشرق الشمس ُ ص19
وقصيدتها وهي رسائل تموضعت في خندقة السلام والحب ، عبر فلسفتها التي دعت إليها بطريقة حداثية وحضارية ، وكأنها تفرش لنا الأسباب والعلل التي جعلت الحياة حولنا نمطية ، مخربَة ، يسودها عالم الموت والدم ، وهي تشتغل بأدوات اللامعقول الفلسفية التي بحثت عنها بقراءة واضحة لمفهوم هذا العصر المتشظي ، يقول عنها الشاعر العراقي الكبير في مقدمة الديوان " يحيى السماوي
" بهذا الهديل تنسج حمامة قلب سلوى فرح حرير قصائدها ، لتمسح به دموع الروح المتشظية شوقا لغد يستعيد فيه الياسمين الشامي نضارته ، وعبيره بعد طول حريق احتطب ، أو يكاد – حتى فراشات الطفولة !
مؤكداً بذلك على قصائد الديوان صرخات احتجاج ضد الحرب ، إنتصار لسلام الروح وتضامن مع الجمال في حربه العادلة ضد القبح ،
مللت ُ من حكايات الجهل
وأسطوانات الضياع
أريد ُ العودة إلى دياري
إلى ديار يسودها الصفاء
وينام الحنان في عيون الأطفال
أتنهدُ بحرية
أحلم بلا حدود
أغفو بأمان ص74
وهي تعطينا علامات كثيرة مشفرة عبر نسيج معظم قصائدها مبينة بإتجاهها الفلسفي المرتبط في عقلها الوعظي لهذه الشرائح الإنسانية ، وهي مؤكدة قصيدتها النثرية عبر علم العلامات أو المذهب الاجتماعي الانثروبولوجي وعلى ما تكشفه القصيدة التي خطتها وهي تكتشف حياتنا اليومية وهذا الحشد من الموضوعات المرتبطة بها ، وهي تلامس قصائدها بلغة شفافة بسيطة وخالية من التعقيد ، وتروم من وراء ذلك انفتاحها على العلاقات الإنسانية وتهدف إلى إعادة هيكلة الخريطة الإجتماعية من خلال قصيدة تلفها بطابع الحب والسلام لكي تعري كل أشكال الهيمنة والتسلط التي تمارس ضد بني البشر .
من أجل شبر أرض أواهُ !
نتشظى على التخوم
نهتك ُ كينونتنا ؟
أيتها الحرية ُ انسجي حُلل أحلامنا
كحلي ما فيها بالنور
وفضاءها البصري الذي كللته بلغة صافية نسجتها عبر قراءة شعرية منسجمة مع خيوط لعبتها ، لما يحيطها من أوجاع ومآسي مما عمدت على نقل الصراعات التي أصبحت عبئا ً على هذه البشرية ، وهي لا تخطئ في كل ما تجولت به في سياحتها المعرفية ، أليس الكتابة فن ومن تعاريفها صناعة المتعة .
لن أذرف دموعي
على أعتاب القهر
ما زلت أتحدى
بقى أن أذكر الإهداء الذي توجته الشاعرة في مقدمة الديوان وهو إلى روح والدها ، تلك الروح المرفرفة في فضاءات الأبد ، الشاعر " موسى فرح " طيب الله ثراه ، وإلى والدتي مدً الله في عمرها ، وإلى كل إنسان اتخذ من المحبة والسلام ضفتين لنهر حياته
.
قاسم ماضي – ديترويت
.......................................
قراءة في ديوان الشاعرة سلوى فرح ,,أزهر في النار,,
بقلم الأديب الفنان العراقي قاسم ماضي
,,أمريكا,,ديتروت,,
في ديوان ( أُزهرُ في النار ) للشاعرة السورية سلوى فرح
التشبث بجذوة الأمل عبر الشعر
تحاول الشاعرة السورية المغتربة قسرا ً " سلوى فرح " في مهجرها " الكندي " الذي تعيش فيه أن تلطف جوها، وتخفف من كابوسها الإغترابي ، الذي أدخلها في هذا النفق المظلم الذي اصطدمت به ، كما نحن الذين سبقوها في هذا الإغتراب ، نعاني من جراء الضغوط النفسية ، والمنغصات ، التي أدخلتنا في في عوالم تبعث على الحيرة والاستغراب ، من جراء الكائنات التي تحيطنا لإختلال الوعي ، وكأنها أسرابا ً من الممسوخين الذين لا ينتمون لعالم الوعي الذي نحن بأ مس الحاجة إليه ، وها هي تعطينا دروسا ًمكثفة فيها من العبر الكثير و من خلال قصائدها التي طبعتها في ديوانها الجديد " أُزهر ُفي النار " والصادر من دار " التكوين " للطباعة والنشر لعام 2014 ، وهو من القطع المتوسط ، ويقع الكتاب في 80 صفحة ،تقول في قصيدتها " على شفا صحو "
أيها الإنسان .. رفقا
ومضةُ خاطفة
الكُل ُ يتلاشى في مدافن الاندثار
فلم لا نتآلف ، ننشدُ سر َ المحبة ؟
ونلون ُ الأمل بإ بتسامة المنى
لتشرق الشمس ُ ص19
وقصيدتها وهي رسائل تموضعت في خندقة السلام والحب ، عبر فلسفتها التي دعت إليها بطريقة حداثية وحضارية ، وكأنها تفرش لنا الأسباب والعلل التي جعلت الحياة حولنا نمطية ، مخربَة ، يسودها عالم الموت والدم ، وهي تشتغل بأدوات اللامعقول الفلسفية التي بحثت عنها بقراءة واضحة لمفهوم هذا العصر المتشظي ، يقول عنها الشاعر العراقي الكبير في مقدمة الديوان " يحيى السماوي
" بهذا الهديل تنسج حمامة قلب سلوى فرح حرير قصائدها ، لتمسح به دموع الروح المتشظية شوقا لغد يستعيد فيه الياسمين الشامي نضارته ، وعبيره بعد طول حريق احتطب ، أو يكاد – حتى فراشات الطفولة !
مؤكداً بذلك على قصائد الديوان صرخات احتجاج ضد الحرب ، إنتصار لسلام الروح وتضامن مع الجمال في حربه العادلة ضد القبح ،
مللت ُ من حكايات الجهل
وأسطوانات الضياع
أريد ُ العودة إلى دياري
إلى ديار يسودها الصفاء
وينام الحنان في عيون الأطفال
أتنهدُ بحرية
أحلم بلا حدود
أغفو بأمان ص74
وهي تعطينا علامات كثيرة مشفرة عبر نسيج معظم قصائدها مبينة بإتجاهها الفلسفي المرتبط في عقلها الوعظي لهذه الشرائح الإنسانية ، وهي مؤكدة قصيدتها النثرية عبر علم العلامات أو المذهب الاجتماعي الانثروبولوجي وعلى ما تكشفه القصيدة التي خطتها وهي تكتشف حياتنا اليومية وهذا الحشد من الموضوعات المرتبطة بها ، وهي تلامس قصائدها بلغة شفافة بسيطة وخالية من التعقيد ، وتروم من وراء ذلك انفتاحها على العلاقات الإنسانية وتهدف إلى إعادة هيكلة الخريطة الإجتماعية من خلال قصيدة تلفها بطابع الحب والسلام لكي تعري كل أشكال الهيمنة والتسلط التي تمارس ضد بني البشر .
من أجل شبر أرض أواهُ !
نتشظى على التخوم
نهتك ُ كينونتنا ؟
أيتها الحرية ُ انسجي حُلل أحلامنا
كحلي ما فيها بالنور
وفضاءها البصري الذي كللته بلغة صافية نسجتها عبر قراءة شعرية منسجمة مع خيوط لعبتها ، لما يحيطها من أوجاع ومآسي مما عمدت على نقل الصراعات التي أصبحت عبئا ً على هذه البشرية ، وهي لا تخطئ في كل ما تجولت به في سياحتها المعرفية ، أليس الكتابة فن ومن تعاريفها صناعة المتعة .
لن أذرف دموعي
على أعتاب القهر
ما زلت أتحدى
بقى أن أذكر الإهداء الذي توجته الشاعرة في مقدمة الديوان وهو إلى روح والدها ، تلك الروح المرفرفة في فضاءات الأبد ، الشاعر " موسى فرح " طيب الله ثراه ، وإلى والدتي مدً الله في عمرها ، وإلى كل إنسان اتخذ من المحبة والسلام ضفتين لنهر حياته
.
قاسم ماضي – ديترويت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق