دهشة ولكن!
خديجة السعدي
أنا مضطرٌ لمغادرة البيت.. لديّ الكثير من الأعمال التي عليّ أن أقوم بها. سأعودُ في وقتٍ متأخر. لا تنتظروني على العشاء.
خرج صالح من البيت وهو يفكر في طريقة لإيجاد عمل مسائي يساعده في التخفيف من عبءالمصروف الذي يُثقل كاهل العائلة. كان التفكير بشأن مستقبله يشغل كلّ تفكيره في الآونة الأخيرة . " يجب عليّ أن أبدأ بالخطوة الأولى والأهم،" قال لنفسه.
وهي الاستعداد للامتحانات والتخرج من الجامعة، ومن ثم البحث عن عملٍ مُناسب. هذه الخطوة هي خطتي الأولى... أما أُمنياتي الباقية فسأعمل على تحقيقها بهدوءٍ ورويّة..ليستْ مُلحة وضرورية الآن. وحالة القلق اليومي الملازمة لي يجب أن أنتهي منها بكلّ السبل.
صالح طالب جامعي مُجد ومُثابر، من عائلة ريفية فقيرة هجرت الريف وسكنت في أحد الأطراف الجنوبية لمدينة بغداد.
لم تؤثر الفاقة والعوز على معنوياته، ولا على دراسته. إنهُ طاقة من المثابرة والإبداع، كما تصفهُ عائلته.
بعد أن انتهى من تناول عشائه المتأخر، جلس يفكر في كيفية أنهاء القصة التي بدأ بكتابتها منذُ أيام؛ القصةالتي شغلتْ باله منذُ لمحتْ لهُ فكرتها قبل أسابيع. جلس في ركنه المفضل في غرفته الصغيرة على سجادة قديمة ووضع أمامه وسادتين سميكتين. فتح دفتره ذا الغلاف الأزرق وبدأ يعيد قراءتها آملاً إيجاد خاتمة جيدة.
لأوّل مرّة منذُ أيام بدأ قلمه يطاوعه في الكتابة. بدأت الكلمت تنساب بحميمية. مضت ساعتان وهو يعيش في عالم قصته الأولى. ظلّ جالساً في ركنه المفضل حتى ساعة متأخرة من الليل، غير آبهٍ بالتعبِ وقلة النوم.
حين استيقظ من النوم في صباح اليوم التالي كان دفتره وقلمه والوسادتين في الركن الآخر من الغرفة أول ما وقعت ععليه عينه الناعسة. كان دثارٌ خفيف كان يلامس قدميه العاريتين خمّن أن أمه هي من دخلت الغرفة في الصباح وقامت بترتيبها وبتغطيته.
مرّتْ السنة الأخيرة من دراسة صالح الجامعية وهو يزدادُ نشاطاً وحيويّة. بعد التخرج، ازداد شغفه بفن الكتابة القصصية. الحياة مليئة بقصصٍ مثيرة تبعث على الدهشة،" كان يقول.
" سأساعدك على طبع كتابك الأول يا صالح،" قال له خاله مرّةً.
" أنتَ شابٌ موهوب. من المؤسف أنه ليست هناك جهة تهتم بالشباب المبدعين. سأمدُّ لكَ يد المساعدة آملاً في أن يحذو حذوي من يهمهُ نشر الثقافة والأدب."
ومدّ خاله الأُمي يداً لمصافحته وقلبه مليئٌ بالحب والمشاعر النبيلة.
لكن دائرة الرقابة لم تتكرّم على صالح بموافقتها على كتابه الأول، ولم تتحمس دور النشر التي طرق بابها علىى نشره.
مرّتْ سنتان على تخرجه وهو لا يزال يبحثُ عن ناشرٍ وعن عملٍ نهاري أو مسائي يعيلُ به عائلته.
ماتَ الخال ونسيّ أولاده عرض والدهم النبيل، ونسيّ صالح الكثير من القصص التي تبعثُ على الدهشة.
خرج صالح من البيت وهو يفكر في طريقة لإيجاد عمل مسائي يساعده في التخفيف من عبءالمصروف الذي يُثقل كاهل العائلة. كان التفكير بشأن مستقبله يشغل كلّ تفكيره في الآونة الأخيرة . " يجب عليّ أن أبدأ بالخطوة الأولى والأهم،" قال لنفسه.
وهي الاستعداد للامتحانات والتخرج من الجامعة، ومن ثم البحث عن عملٍ مُناسب. هذه الخطوة هي خطتي الأولى... أما أُمنياتي الباقية فسأعمل على تحقيقها بهدوءٍ ورويّة..ليستْ مُلحة وضرورية الآن. وحالة القلق اليومي الملازمة لي يجب أن أنتهي منها بكلّ السبل.
صالح طالب جامعي مُجد ومُثابر، من عائلة ريفية فقيرة هجرت الريف وسكنت في أحد الأطراف الجنوبية لمدينة بغداد.
لم تؤثر الفاقة والعوز على معنوياته، ولا على دراسته. إنهُ طاقة من المثابرة والإبداع، كما تصفهُ عائلته.
بعد أن انتهى من تناول عشائه المتأخر، جلس يفكر في كيفية أنهاء القصة التي بدأ بكتابتها منذُ أيام؛ القصةالتي شغلتْ باله منذُ لمحتْ لهُ فكرتها قبل أسابيع. جلس في ركنه المفضل في غرفته الصغيرة على سجادة قديمة ووضع أمامه وسادتين سميكتين. فتح دفتره ذا الغلاف الأزرق وبدأ يعيد قراءتها آملاً إيجاد خاتمة جيدة.
لأوّل مرّة منذُ أيام بدأ قلمه يطاوعه في الكتابة. بدأت الكلمت تنساب بحميمية. مضت ساعتان وهو يعيش في عالم قصته الأولى. ظلّ جالساً في ركنه المفضل حتى ساعة متأخرة من الليل، غير آبهٍ بالتعبِ وقلة النوم.
حين استيقظ من النوم في صباح اليوم التالي كان دفتره وقلمه والوسادتين في الركن الآخر من الغرفة أول ما وقعت ععليه عينه الناعسة. كان دثارٌ خفيف كان يلامس قدميه العاريتين خمّن أن أمه هي من دخلت الغرفة في الصباح وقامت بترتيبها وبتغطيته.
مرّتْ السنة الأخيرة من دراسة صالح الجامعية وهو يزدادُ نشاطاً وحيويّة. بعد التخرج، ازداد شغفه بفن الكتابة القصصية. الحياة مليئة بقصصٍ مثيرة تبعث على الدهشة،" كان يقول.
" سأساعدك على طبع كتابك الأول يا صالح،" قال له خاله مرّةً.
" أنتَ شابٌ موهوب. من المؤسف أنه ليست هناك جهة تهتم بالشباب المبدعين. سأمدُّ لكَ يد المساعدة آملاً في أن يحذو حذوي من يهمهُ نشر الثقافة والأدب."
ومدّ خاله الأُمي يداً لمصافحته وقلبه مليئٌ بالحب والمشاعر النبيلة.
لكن دائرة الرقابة لم تتكرّم على صالح بموافقتها على كتابه الأول، ولم تتحمس دور النشر التي طرق بابها علىى نشره.
مرّتْ سنتان على تخرجه وهو لا يزال يبحثُ عن ناشرٍ وعن عملٍ نهاري أو مسائي يعيلُ به عائلته.
ماتَ الخال ونسيّ أولاده عرض والدهم النبيل، ونسيّ صالح الكثير من القصص التي تبعثُ على الدهشة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق