المركز الثقافي البغدادي
مالهُ وما عليه
مالهُ وما عليه
فكرتُ كثيرا عن الغاية وراء انشاء المركز الثقافي البغدادي في شارع المتنبي,من خطط له ومن قرر ان يأخذ شكله الحالي ,ومن خلال تواجدي فيه لمدة تجاوزت السنة ومشاركتي في كثير من فعالياته ,بالرغم انني لست من النوع الذي تجذبني الاماكن ولست معتاد على الحضور في الاماكن الثقافية فمنذ ان ابتعدتُ عن الوسط والأصدقاء وربما هم الذين ابتعدوا الى بلدان العالم الواسعة لم اجد الاغراء لولوج اي مكان لا الاتحاد ولا البيوت الثقافية كما انني لم احاول حتى النشر في صحيفة واحدة ,والأمر كله لا يثير عندي الفضول والرغبة ,لكن المركز الثقافي اجتذبني بشكل هائل ,كانت اخر مرة ارتقي فيها منبر عام 1994 في مسابقة في مسرح الرشيد وكان القيمون على المسابقة جمع من الاساتذة منهم جلال الدين الحنفي وعبد الامير الورد وآخرون ,حينها لم يتركوني اكمل قصيدتي وتدخل الشيخ الحنفي وأنزلني من المنصة بعد ان سمع مني هذا المقطع
لي كعبتي
ولكم توابيت التلاشي
لي أمةٌ
بالت صباحا في فراشي
ميتا اولدُ
من رحم السواقي
اصيح بردا يابسا
يغتال اضرحة المآقي
هي امرأة
اما نجامعها
وألا لا دواءٌ في العناقِ
اسكتوا الصوت وأومأ لي احد القيمين على المهرجان ان اترك المنصة وهذا ما فعلته وان ارتجف من الخوف ,تركتُ المهرجان وخرجت مسرعا الى البيت ...
وبرغم ترددي لكن هذا المقطع كان مما قرأتهُ في مشاركاتي الاولى في المركز الثقافي ووجد ترحيب كبير ,بعدها قرأت الكثير من النصوص التي تنتقد وتصرخ عاليا ,وكنت دائما اتوقع ان ينزلني احد عن المنبر ولكن لم يحدث هذا ,قلت ما أريد قولهُ دائما وفي كل القاعات,وانشر ذلك في صفحات الفيس بوك,يراه الجميع ومنهم مدير المركز وكل المسئولين عن هذا الصرح الثقافي ,الغريب انه لم يتدخل ولا مرة واحدة في موضوع الجلسة او مانريد ان نقوله,ولو كتبت قصيدة امدح فيها الشيطان نفسه لما اعترض عليَّ احد ....
كان اسلوب ادارة المركز الذي تكتفي بتوفير المكان وتترك الباقي على المجموعة نفسها فيه من الحكمة وعوامل الجذب الشئ الكثير ,
الامر الاخر هو هذا اللقاء الغريب مع الناس ,او محبي الثقافة ,الشباب الذين يحاولون كتابة قصيدة تستحق المنبر ,متوهمون بالشعر وهم لا يملكون اي افق ولا حتى الادوات اللازمة لكتابة نص شعري حقيقي ولكن وبنفس الوقت تجارب شعرية مهمة قضت حياتها كلها برفقة الدهشة ومواهب شابة مثيرة تنطلق بسرعة الصاروخ ,شعراء يملكون أرث شعري هائل وخطير لم تسنح لهم الظروف بنشره,ناس عاديون ربما لم يحفظوا بحياتهم سوى القصائد المدرسية ,شعراء قصائدهم تدرس في المناهج ألمدرسية اخرون ما يهمهم سوى صورة على منبر,اسماء ثقافية وإبداعية لا يغفل عنها احد,تقليديون يعيشون بعصور قديمة ولا يمكنهم الخروج نحو افق اوسع,شعراء بكاريزما شعرية تجعلك مشدوها وأنت تسمع لهم القدرة على جعلك تبكي وتضحك في قراءة واحدة,ناس طيبون وأساتذة رائعون ,اسلاميون ,ملحدون,شيوعيون,كل هذا تجده هناك , ان فكرة ان تنشأ مؤسسة ذات توجه ديني صرح ثقافي يتبنى النهج المدني ويسمح لكل التوجهات والأفكار بالتحرك من خلاله امر يستحق الاعجاب ,قاعات المركز التي تعج بالأغاني والطرب وطرح نقاشات وأفكار على مستوى عالي من الجرأة ,وكم هي الجلسات التي انتقدت الدين نفسه ,والحقيقة ان اغلب المقيمين على فعاليات المركز الثقافي هم ذات توجه مدني وأستطيع ان اقول ان العلمانيين ينشطون في قاعات المركز بينما لا تعثر على الاسلاميين إلا في مناسبات محددة ويكفى ان تحضر جلسات قاعة شناشيل لتفهم ان العقلية التي فتحت هذا المنبر يتجاوز العقلية الضيقة التي تعتمد على اسس دينية او طائفية تؤسس فعالياتها على مبدأ (الحلال والحرام), ماذا يجب ان نسميه,هل هو حالة سلبية او ايجابية ,لا أعرف ..ما أعرفه ان شكلا من اشكال الحياة ينمو هناك ,شكل غريب ولكنه مثير ويجعلك في حالة اثارة دائمة ,والسؤال كيف يمكننا ان نتعامل مع هذا الواقع,نعم المركز الثقافي اصبح واقعا ثقافيا لا يمكن رفضه ومن المهم التعامل معه ولكن بعلمية كبيرة ,الميزة الوحيدة التي يمكنني ان اؤكد وجودها بشكل حقيقي في هذا المركز هي الحرية الكبيرة التي تتيح لك ان تقول ماتريد دون ان تخشى شيئا..هذا وحده اغراء لسنا معتادين عليه...
في الفترة الاخيرة بدأ صيادو الاخطاء ووضع العصا بالعجلة وطبعا على الطريقة العراقية التي تعتمد الاستهزاء و (التحشيش) بدل اعتماد الدراسة التي تستخرج بواطن الخطأ والصواب وتقييم التجربة بشكل منصف ام لماذا فهذا سأتركه لأرائكم وتعليقاتكم
ولكم توابيت التلاشي
لي أمةٌ
بالت صباحا في فراشي
ميتا اولدُ
من رحم السواقي
اصيح بردا يابسا
يغتال اضرحة المآقي
هي امرأة
اما نجامعها
وألا لا دواءٌ في العناقِ
اسكتوا الصوت وأومأ لي احد القيمين على المهرجان ان اترك المنصة وهذا ما فعلته وان ارتجف من الخوف ,تركتُ المهرجان وخرجت مسرعا الى البيت ...
وبرغم ترددي لكن هذا المقطع كان مما قرأتهُ في مشاركاتي الاولى في المركز الثقافي ووجد ترحيب كبير ,بعدها قرأت الكثير من النصوص التي تنتقد وتصرخ عاليا ,وكنت دائما اتوقع ان ينزلني احد عن المنبر ولكن لم يحدث هذا ,قلت ما أريد قولهُ دائما وفي كل القاعات,وانشر ذلك في صفحات الفيس بوك,يراه الجميع ومنهم مدير المركز وكل المسئولين عن هذا الصرح الثقافي ,الغريب انه لم يتدخل ولا مرة واحدة في موضوع الجلسة او مانريد ان نقوله,ولو كتبت قصيدة امدح فيها الشيطان نفسه لما اعترض عليَّ احد ....
كان اسلوب ادارة المركز الذي تكتفي بتوفير المكان وتترك الباقي على المجموعة نفسها فيه من الحكمة وعوامل الجذب الشئ الكثير ,
الامر الاخر هو هذا اللقاء الغريب مع الناس ,او محبي الثقافة ,الشباب الذين يحاولون كتابة قصيدة تستحق المنبر ,متوهمون بالشعر وهم لا يملكون اي افق ولا حتى الادوات اللازمة لكتابة نص شعري حقيقي ولكن وبنفس الوقت تجارب شعرية مهمة قضت حياتها كلها برفقة الدهشة ومواهب شابة مثيرة تنطلق بسرعة الصاروخ ,شعراء يملكون أرث شعري هائل وخطير لم تسنح لهم الظروف بنشره,ناس عاديون ربما لم يحفظوا بحياتهم سوى القصائد المدرسية ,شعراء قصائدهم تدرس في المناهج ألمدرسية اخرون ما يهمهم سوى صورة على منبر,اسماء ثقافية وإبداعية لا يغفل عنها احد,تقليديون يعيشون بعصور قديمة ولا يمكنهم الخروج نحو افق اوسع,شعراء بكاريزما شعرية تجعلك مشدوها وأنت تسمع لهم القدرة على جعلك تبكي وتضحك في قراءة واحدة,ناس طيبون وأساتذة رائعون ,اسلاميون ,ملحدون,شيوعيون,كل هذا تجده هناك , ان فكرة ان تنشأ مؤسسة ذات توجه ديني صرح ثقافي يتبنى النهج المدني ويسمح لكل التوجهات والأفكار بالتحرك من خلاله امر يستحق الاعجاب ,قاعات المركز التي تعج بالأغاني والطرب وطرح نقاشات وأفكار على مستوى عالي من الجرأة ,وكم هي الجلسات التي انتقدت الدين نفسه ,والحقيقة ان اغلب المقيمين على فعاليات المركز الثقافي هم ذات توجه مدني وأستطيع ان اقول ان العلمانيين ينشطون في قاعات المركز بينما لا تعثر على الاسلاميين إلا في مناسبات محددة ويكفى ان تحضر جلسات قاعة شناشيل لتفهم ان العقلية التي فتحت هذا المنبر يتجاوز العقلية الضيقة التي تعتمد على اسس دينية او طائفية تؤسس فعالياتها على مبدأ (الحلال والحرام), ماذا يجب ان نسميه,هل هو حالة سلبية او ايجابية ,لا أعرف ..ما أعرفه ان شكلا من اشكال الحياة ينمو هناك ,شكل غريب ولكنه مثير ويجعلك في حالة اثارة دائمة ,والسؤال كيف يمكننا ان نتعامل مع هذا الواقع,نعم المركز الثقافي اصبح واقعا ثقافيا لا يمكن رفضه ومن المهم التعامل معه ولكن بعلمية كبيرة ,الميزة الوحيدة التي يمكنني ان اؤكد وجودها بشكل حقيقي في هذا المركز هي الحرية الكبيرة التي تتيح لك ان تقول ماتريد دون ان تخشى شيئا..هذا وحده اغراء لسنا معتادين عليه...
في الفترة الاخيرة بدأ صيادو الاخطاء ووضع العصا بالعجلة وطبعا على الطريقة العراقية التي تعتمد الاستهزاء و (التحشيش) بدل اعتماد الدراسة التي تستخرج بواطن الخطأ والصواب وتقييم التجربة بشكل منصف ام لماذا فهذا سأتركه لأرائكم وتعليقاتكم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق