الخميس، 11 ديسمبر 2014

مدار الافلاك .../ قصيدة ..../ الشاعر .../ عبد اللطيف رعري ..../ المغرب ....


أيّ الأفلاك يتّسع صدرها
لأحلامنا فتبتسم
نفترش ضيائها بدل سقطتنا
في طلاء الإقصاء
ونتجمهر على حافة مداراتها
لكسر شوكة احتضارنا
ونصحو من ثمل الهذيان
أيّ الأجراس يحمل رنينها
سخط انهيار مطامعنا الى الجليد
قبل الشتات
فتتدّلى أوراقنا في قبضة
حفار القبور المائية ..
أيّ الانهار أصابها الكسوف بالغثيان
فسرقت منّا سحر اللمعان بدهشة
وباتت على قضم أصابعها تتحسر ...
وأيّ الحيطان أبكت ظلها فترسّبت
في أثقابها بقايا النسيان
واحتمت ببرودة أجسامنا
وسكتت طويلا...
وأيّ البحار اشتهت ملوحتها بالانتشاء
ثم امتهنت الرحيل للأبد.
ترعى نشوة الأبدان الرخوة في الدجى
وتتربص فتات القبلات في فتحة الخانات
وتتلصص في وضح النهار فعلة الأغبياء.
أمحنة الأفلاك في يمنى القمر؟
أهجرها في السماء سر القدر؟
أهي صيحة لا تبقي ولا تدر؟
أهي رؤية للمجهول تستعصى على البشر
أهي الأفلاك وفي علوها نظر..؟
بائرة هي الأرض تتوجع مغص ثقلنا..
جائرة هي الأرض في فطامنا..
حائرة هي الأرض أين ترمينا..
فأين ظلك نحتمي في غمزه أيتها الأفلاك
فجلد الأرض مزّقته النوايا بالوجل..
ولم يعد لثقلنا محْمل ....
ولم يعد لسقمنا بلسم...
ولم يعد لمكرنا دجل..
سواكِ أيتها الأفلاك
حتى نصالح ثراب الأرض بدمنا
ونغطي عرينا بتهاليل الوداع
ونرسم قبح غدرنا في ظل القلاع
ونتجلى ببؤسنا لنقصي طفرة الضياع
ونتحيّل ضعفنا فخا خرافيا للصراع
وليرحل مع الصدى هتاف الرعاع
فقسمات الجبال المتصلبة لها مردها
ومجرى الرياح العاتية لها مستقرها
ولي في الشياع شرفتان أطل منهما
ولي في الضياع حفرة أحفرها
ولي مع الجياع ثمرة أنتظر نضجها
ولي مع الرعاع تهمة أتنصل منها
حتى أنحني إجلالا لكِ أيتها الأفلاك
لتقبلي عبدا أثقلته الذنوب مجبرا
وساء بالأرض ظنا ..
رعري عبد اللطيف
مدار الأفلاك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق