السبت، 28 مارس 2015

قراءه أولية لقصيدة احتشاد للشاعر والفنان والمخرج المبدع وهاب السيد بقلمي ناظم ناصر 4\9\2014/ الشاعر والناقد / ناظم ناصر / العراق ....

قراءه أولية لقصيدة احتشاد للشاعر والفنان والمخرج المبدع وهاب السيد
بقلمي ناظم ناصر
4\9\2014
وهاب السيد أديب وشاعر ومؤلف مسرحي وفنان ومخرج فهو متعدد المواهب واقرب الى الفنان الشامل و بالاضافه الى هذا يدير صحيفة فنون التابعة لمؤسسة فنون وبكل براعة والذي يهمنا ألان هو شعره لشعر وهاب سلاسة وعذوبة بالتعبير وبهاء في الكلمة والمعنى وهو يستثمر عمله الأساس كمخرج مسرحي في كتابة القصيدة فترها موجود داخل القصيدة مع الكلمات والمعاني وفي أحيانا ترها خارج القصيدة ليقود الكلمات الى معانيه و يروضها بحيث يجعلها تودي أكثر من معنى أو دور أذا جاز التعبير المسرحي داخل القصيد وبذالك يصل الى لوحة فنية عالية المضامين بكلمات رشيقة ومعاني جياشة وشعر وهاب السيد عندما تقرأه تشعر كأنك أنت الذي قلت هذا الشعر او كنت تود أن تقوله فهو قريب للنفس والمشاعر وهذا ما يميز شعر وهاب السيد
والقصيدة التي سنتناولها بهذا المقال بصفتنا متذوقين للشعر هي قصيدة احتشاد وعنوان القصيدة يهيئك لما بعد العنوان فهو ليس تحشد أو تحشيد و أنما احتشاد ويعني تجمع عدد كبير من الناس لربما لغايات مختلف او لغاية واحد فلماذا هذا الاحتشاد وهل هو عنوان لمسرحية قصيرة على شكل ثلاث فصول والقصيدة فعلا متكونة من ثلاث مقاطع المقطع الأول عنوانه فخاخ
هوَ هاتفكِ الذي أربكني ,
ام صوتكِ في الأثير , من أشجاني !
قلبي عليكِ الانَ ,
فالصيادونَ يا حبيتي على طولِ الحدودَ التي تعبرين ,
مقبلةً اليّ ..
نصبوا فخاخهم , والشٍِِباك ,
لوأدِ قلبي ....
هاتف يربك الشاعر و لكن هذا ليس هاتف هو صوت بالأثير يصل الى الشاعر يجعله يصاب بالقلق ترقب انتظار لهفة شوق أحساس عميق بالخطر يحاول ان يناجي حبيبته ينبهها من الصيادين الذين على طول الحدود التي ستعبره حبيبته فهم سينصبون شباكهم لوأد قلبه باصطياد حبيبته فاسمها مدخل القلب يغرد كبلابل الفجر بتسبيح السماء , والشاعر كنجوم أخر الليل أرهقه التعب والتوجس والخوف الذي خيم على سمائه يلملم ضوئه بانتظار مساء جديد لكن من هي حبيبة الشاعر هل هي بغداد رمز الوطن وبقائه وخلوده بغداد الفتيه بشبابها والتي تغنى بها الزمان منذ أن كانت وكان الزمان وهنا نجد سبب كل هذا القلق والخوف بغداد هي الوطن هي العراق والنداء الذي يطلقه الشاعر بلا حنجرة لان قلبه هو الذي ينادي
الشاعر الذي دائما يعيش حالة اغتراب سواء كان في وطنه او خارج وطنه دائما يقف على حافة الألم يتطلع الى حبيبته لأنه يشعر بما لا يشعر به الآخرون ليس لأنه رائيا لكن ينظر الى الواقع المحيط به متأملا ما كان مستنبط ما سيكون ولذلك تجده دائما يستشعر بالخطر قبل غيره وخاصة أذا كان يخص حبيبته فها هو يناجيها بقلب يملاه الشوق واللهفة تكاد تطير به عبر الحلم ليسبق المستقبل حتى يرى حبيبته أو مجرد أن يجعلها تشعر بما يعاني فيقول الشاعر في المقطع الثاني والذي اسماه الخوف في عشك القصي من لي هناك يريد أن يوصي بحبيبته بعينيها فلا يجد سوى خوفه فهو تتقاذفه المدن القصية عبر ترحال دائم كالسندباد لعله يعود يوما الى بغداد محملا بالهدايا والورود والنذور لعله يقبل عينيها فينام ليلة يرتاح فيها من هذا اللهم والخوف على حبيبته التي هي وطنه و روحه التي تغادر حنايا جسمه الرقيق المجهد من طول السفر ترفرف حول حبيبته بحنان ليشعرها انه موجود وسيعود يوما
) خوف(
في عشّكِ القصيّ , من لي هناك؟
هائماً ,
تتقاذفني مدناً قصية!
غيرَ خوفي !
من لي هناكَ , أوصيه بعينيكِ ...
وأبيعهُ هذا الحنان ..
دفعةً واحدة ! ...
من لي هناكَ , يا وطني , غيرَ روحي ,
ساكنةً بينَ يديكِ ...
وفي المقطع الثالث والذي اسماه تمترس والذي يظهر سبب خوف الشاعر جليا فهاهي كل أجلاف الصحراء تحتشد كل من هب ودب وادعى انه من العرب وهو لا دين ولا أدب يتمترس خلف الظلام متحدين مع جيوش الظلام أغواهم الشيطان بكل غواية يحاولون افتراس جسد حبيبته بغداد حاضرة العالم والحياة والخير ينبع من بين يديها هي العراق وحضارة سومر كلكامش سوف يعود قويا نضر ينهض من الرماد كطائر العنقاء وستهزم كل جيوش الظلام وتبقى بغداد منارة العلم ضيائها يشع على العالم ويبقى العراق حاضر كما كان و لم يزل منذ أول حرف كتبه على الطين و أول كتاب نزل
)تمترس (
بعينيكِ , تحتشدُ الانَ ,
كلَّ قبائلَ العرب !
متمرسةً خلفَ ظلام!
مدبرةً ,
حالمةً ,
صوبَ جسد! .........
وبهذا يكون الشاعر والمخرج وهاب السيد قد تفوق بكلمات قليلة بعرض قصيدة على شكل مسرحية كاملة وهو ابتكار جديد يمزج به بين الفن والأدب متمثلا بالشعر فتتكون لدى المتلقي محاكاة فنية على مستوى عالي من التكنيك ويكون لدى المتلقي أيضا فكرة عن استثمار جديد للصورة والحياة والحدث وهذا ما سعى اليه الشاعر و أوصله ألينا بسفرنا معه في قصيدته
النص
_
احتشاد _
)فخاخ(
هوَ هاتفكِ الذي أربكني ,
ام صوتكِ في الأثير , من أشجاني !
قلبي عليكِ الانَ ,
فالصيادونَ ياحببتي على طولِ الحدودَ التي تعبرين ,
مقبلةً اليّ ..
نصبوا فخاخهم , والشٍِِباك ,
لوأدِ قلبي ....
) خوف(
في عشّكِ القصيّ , من لي هناك؟
هائماً ,
تتقاذفني مدناً قصية!
غيرَ خوفي !
من لي هناكَ , أوصيه بعينيكِ ...
وأبيعهُ هذا الحنان ..
دفعةً واحدة ! ...
من لي هناكَ , يا وطني , غيرَ روحي ,
ساكنةً بينَ يديكِ ...
)تمترس (
بعينيكِ , تحتشدُ الانَ ,
كلَّ قبائلَ العرب !
متمرسةً خلفَ ظلام!
مدبرةً ,
حالمةً ,
صوبَ جسد! .........

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق