السبت، 28 مارس 2015

راحت عن غلبي زغاريد الهوى/ قصيدة / الشاعر / عبد اللطيف رعري / فرنسا....

راحت عن غلبي زغاريد الهوى
++++++++++++++++
++++++++++++++++
++++++++++++++++
اهتزت انفاسي لما ثمرة عشقي تورّدت
بين أصابعي مبلولة بالندى الحارق
وعمق زفراتي تترّبتْ برماد الحيرة
لما احتارت من حولي باقي آهاتي
وغنّت صدودي لحنا بدون أمل
وصبرت على أسى القلب بلباس الحرمان
وعدت لروحي ألوي من جديد ثنايا لوعة عتابي
ولما فاتتني رغبة اللقاء وفق مقْصِدِي
قصّرْت في العودة الى مبدئي
لأعيش خلودي بعيدا عن نظرات الفاجعة
وحين سألوني عن رشدي في رحيلي
سلّمْتهم دفاتري متْربة بعويلي
وأقسمت بأنيني ان أسكن ثغرات عشقي
حتى أرى ثمرتي حبلى بزهرة الخلود
لأمضي ويّاها العمر نحلم بالأمل
ونجعل من بكائنا بعد الشجن شرابا للروح
ونعصر عرق الجسد ونداوي لهفة البوح
فثم جداول نائية تشكو الجفاف
وثمة انهار تتسول خلف أشجاري قطرة
وثمة أصوات تحجّرت مخارجها وعافها قدرها
وراحت عن غلبي زغاريد الهوى
وضمّنِي زعل الغروب ففقدت ألواني
وخالني البعض أسرق من الضياء نوره
وأخالط وحل الضياع برضاب جفلي لأصنع مصباحي
أنا يا سيدة العشق ممراتي مكشوفة
وشمسها دائمة البزوغ
أنا يا سيدة العشق مناديلي مطلية برحيق الورد
فلا تقربها أيادي تحمل أشواكا
وأنهاري جارية لا بصمة جرح تلومها
لمّا التيار يمر بصفيره شاردا يطوي طلعتي
أستسمحك عذرا سيدة عشقي
لن اخلع عن بابك صورتي
ولن تجرني ويلاتي بعد ان أصنع خيبة روحي تحت قدميك
فوقوفي اليوم على حافة هواك
قد يصدّ لهفتي عن الرحيل
ويهيئ لي مفرشي قرب عتبات الشوق
فأحلم بعودتي لديار ملهاك
وأستبشر فرحتي من نبرة قلبك وهي تفنى بين يدي
وألبي لأطيافي فرصة العمر بالانتشاء
وأعرّي مضاجع جحودي من تعثرها
وأهدي منايا فرحة الهيام ولو على عجلٍ
أستحلفك بآلهة الحب في صلاتهم
وأولياء وأسياد العشق في خلوتهم
أن تصنعي لي مخرجا على يسار الخديعة أو على يمينها
كي أرش قبور العشاق بريحان الجنة
أن تصنعي لي من الريح زورقا يوصلني لنبتة البقاء
وأستحم بعطرها وأضمن عودتي ...
فاليوم أمشي لخلودي واثقا وفي يدي ثمرة عشقي مزهرة
وخلف أثار انشراحي ترفل طيور القرب بشدوها
وومض العيون يسحر القمر بالسهر ....
فعلمي أن السواقي راقصة لبهاء مجراها
والظلال زاهية تبني ظلها ...
اليوم وقد راحت عن غلبي زغاريد الهوى
ومضت دقات قلبي تهتف للصفاء
وسار لي ملامتي وعد آخر يرجى الرحيل
سأجعل من نومي بين عذاب الجفاء بشرى للرضى
وأحمل خطيئتي على أكتاف عارية وأطوف مواجعي
وحين يسألوني أهل العشق عن حالي
أغرس رأسي في عنقي وأكشف صدري للريح.
وأنتظر موتي كما تشاء الطبيعة......
رعري عبداللطيف/مونتبوليي / فرنسا
راحت عن غلبي زغاريد الهوى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق