الثلاثاء، 31 مارس 2015

الغضب حين يضجر الغضب قصيدة / الشاعر / عبد اللطيف رعري / فرنسا .....

الغضب حين يضجر الغضب
+++++++++++++++++++++++
++++++++++++++++++
++++++++++++++++++++عبد اللطيف رعري
حفْر على الحيطان تشكو أظافر الغدر
ورحاب ساعتي مهملة في شوارع الخيبة
تتسكّع بأنينها خلف حماقات بائعة الحلوى
وهي تمازح أعواد الثقاب
النار جحيم حارقة ....
النار لهيب يراقص ومض العيون
بألوان الغضب حين يضجر الغضب
مصادفة الالهة ان بكاء السماء سبق غناء الغربان
وقِصر خطواتي امهلني الرويدة
وتريث لفْحِ الحريق هنيهة أسال قطرة دم
سوداء بين البحر وآخر الوادي
فقرأت مذكراتي على الغروب لما همّ بعين الشمس
فغابت عن وعيها الامواج
تناثرت أوراقي في انحاء الظهيرة تسابق
قهقهات الشريدة ورائحة البرتقال هاربة من قصبتها
النار حارقة ولهيبها يراقص ما يشاء
بدءا من عراء بائعة الحلوى
وختما بعقم الايام على متن النوى الخاطف
احترق ظلي...
احترقت باقي الظلال ...
لا آثار لأعواد الثقاب...
من أين سيمر البحر ولسانه أطول من عذابي
من اين سيبدأ الرحيل متسللا يلحس نقوش الجدران
وجثث البّر قابعة على هجرها تنتظر إشارة غرق
وبائعة الحلوى في ملْهاها تتعرّى وصدرها للريح
وفي ميْلها يختبئ المدّ حتى تضعف العاصفة
البحر رجل أحمق بجلباب عروس خائنة
البحر طفل لا يفارق دمى نائمة
لا تشبعه نزوات الليالي الهادئة حتى يحترق
البحر ألفة للمجهول لونه عبثي في عمق الغدر
البحر قافلة هوجاء في اتجاه شرود أبدي لا تنتظر
تجر وراءها خيالات حبلى بالرجوع
لمجاورة آثار أقدامٍ تدري نقطة البداية ..
عودي لِلهْوكِ بناركِ عارية حمقاء
وتاجري بابتسامات الاطفال حلواك...
فدموعي جفت مند ميلاد الهوان فرماني بنظرة
وعطّلتِ الاقدار أحلامي حين أطعْت هواي منفردا بحمقي
عودي فاليوم أراهن بدهشتي مقابل بقائي خارج ظلي
مقابل امتداد خيوط جراحي حتى لا نهاية للبحر
مقابل احتراقي بالتقسيط حتى يجف البحر
عودي لهواك والطفولة
عودي لبراءة العيون والفحولة
عودي لطهر الابدان وشرف الامومة
عودي لحلواك فغناك آية مجنونة ...
انا لمّا أطلت النّظر في البحر كان قصدي إزالة المرورة
ومصافحته عن بعد ليردّ لي أشلائي وفساتين هروبي
ويسلم لي مفاتيح جنوني التي تزيّن الآن صدره الثقيل
هو صحيح البحر أكثر جنونا من جنوني....
صحيح أكثر هروبا من ألفتي...
لكن يوم أدرته ظهري كان يقيني أكبر
اني سأسقط على عتبة الموت..
عاريا إلا من عرائي كما انت عارية إلا من عراكِ
بائعة للحلوى تنشدين الافراح
وفي قلبكِ حفرتِ الغربان مستقرا للأقراح
كان بالإمكان أن أريه وجهه في مرآتي ليعثر في خجله
كان سهلا أن أطوي ثناياه في وعائي وأدعوه الصمت
كان في حسباني أن أسلمه محبرتي ويراعي ومذكراتي
كان علي أن أحسب ثورته سلاما
وأبتسم لحرائقه الممتدة خارج الوهم
وأصنع من اعواد الثقاب وبقايا أصابعي فلكا وأمشي ورآه
كان عليّ ألا اكون في مجراه
لتعشقين حمقكِ كما يعشق الصغار الحلوى
وكما أعشق أنا سقوطي تحت قدميك أتوسل عفوك..
كان عليّ ألا أكون في مجراه
لأرمم ثغرات الحيطان وامسح عنها الدماء
فرحاب ساعتي قادرة على الاشتغال حتى الابد
وألا أمزح في إشعال شموعي وأحيي السهر...
عبد اللطيف رعري/مونتبوليي/فرنسا
الغضب حين يضجر الغضب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق