الجمعة، 15 مايو 2015

غواية العيون / قصيد الشاعر المنفي / قاسم وداي الربيعي / العراق ...

غواية العيون
___________________
(1)
سأغني
للأرض التي أتلفها الإنسان
للبحرِ والنهر
للفصول التي تطرق المحطات
لزملائي الفارين بجلودهم من محكمة الحروف
صباح الخير أيتُها الجاثمة على صدري
مثل حقول الفرات
(2)
أشمُ رائحة العيد بأناملِ الصغار
شارعنا . الحانوت المجاور أسواق أم محمد
مكتظة بالألوان والفرح
تذكرتُ طفولتي المُحاصرة بالماءِ
حيثُ القرية .. لا تجيد التسَوق
لكنها ممتلئة بالفرحِ
لا تحزن أيُها المنفى..سَتصل الرسائل ذات يوم
(3)
ما زلت أفكر وأفكر
عن تهنئةٍ تليق بسمو أصدقائي
لذلك انتظروني بمركبِ الفرح
أستجدي الحروف وأقتني قناع
(4)
الشمس التي فتحت نوافذ الحي
لم تَكن يوما غمامة
تحجب الضوء ورذاذ الحكايات
هي هُناك تفتح للسماء ستائر الذهب
تُطالع الوجوه المُغتربة
صورتي ورائحة الحُلم
وبقايا جسد هدهُ الانتظار
أيتُها الشمس ..كيف الكرخ
وشجيرات الزوراء المتخمة بالمواعيدِ
أنا هُنا أكتب وما زلتُ أنتظر
(5)
فقط لمن استوعَبت ثرثرتي
حين أغمضت المُدن عُيونها
لها وهي تستوعب بديهيتي الجنوبية
كم أرهقتها بتسرعي
بنوباتِ الشجن المُتصاعد
من فصولي المُترعة بالنوافذِ
رغم أكداس الأسمنت وعيون البنادق
سأروي لظلي ثقوب الصدر
أيتُها المُتواجدة بعيوني
بقافيتي ..
بصرخاتِ المواعيد
بخطواتي اللاهثة صوب النهر
دون علمي
(6)
وكيف ..
أبواب بيوتنا المُشرعة برائحةِ الأمهات
والشمس التي أفرغت ضيائها بنوافذِ الأرض
لبغدادَ وأنفاس الضباب
زملائي جميعكم
متى نجتَمع كي نصنع الجمال
بفجرٍ لا يشاركنا فية المدعون
بعيدا عن القبحِ نعلن فصول شهدنا
ونلون الخطوات
(7)
رحل الليل . والبحر . والقنديل ..والغبار
رحلت سَيدة الحرف .. صوب مَنفى الكسل
بقية قصائدي العالقة في صَدري
أنينها يوقظ الحرف من سباتهِ
حين كان دثارنا ستار مسرحٍ
وغواية العيون ..
........................... قاسم وداي الربيعي ....بغداد \ 2015........
______________________________________________________

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق