الثلاثاء، 12 مايو 2015

التأصيل والتجريب في مسرح عبد الفتاح رواس قلعه جي للكاتب والباحث صباح الانباري خوض بحثي لاستنباط ملامح تجربة مسرحية لها خصوصيتها المنهجية/ محرر مسسة فنون / قاسم ماضي / اميركا ....

التأصيل والتجريب في مسرح عبد الفتاح رواس قلعه جي
للكاتب والباحث صباح الانباري خوض بحثي لاستنباط ملامح تجربة مسرحية لها خصوصيتها المنهجية
صدرت عن مكتبة إتحاد الكتاب العرب دراسة بحثية نقدية للكاتب المسرحي والباحث العراقي المقيم في أستراليا صباح الانباري وتصدى الكاتب المذكور في هذه الدراسة المعمقة الى تجربة المسرحي السوري عبد الفتاح رواس قلعجه جي ، تصدى الى تجربته في تنميط الكتابة المسرحية وتطويعها لإتجاهات فنية معينة عبر آلية التجريب السرحي التي تعد الأساس في إطلاق العنان لأي ظاهرة فنية تحاول أن تكرس نفسها عبر تجارب عديدة وقد بيّن الانباري السبل التي إنتهجها قلعه جي لتكريس مشروعه الفني مستفيدا ً من تجارب التراث ومسرح خيال الظل شذرات من ملامح المسرح الاحتفالي فضلا ً عن اشتغالات معاصرة ، وأظهر الانباري عبر جهد بحثي كبير ابرز النقاط التي شرحت لنا بالامثلة الجلية المدى الكبير الذي يمتلكه قلعه جي في فهم مختلف تلك الانماط الفنية التي يستفيد منها ومدى معرفته وحساسيته في إقتناص أجزاء معينة لتساهم في نحت كيان تجربته المسرحية التي أخذت اليوم طابعها الخاص بعد سيل من التجارب التي كرست مفاهيمه الفنية التي أراد لها أن تكون ، وإشتملت الدراسة على عدة فصول وابواب قام الانباري بتناول كل محور فني في تجربة الكاتب السوري المذكور بإسهاب ووعي كبير وأستهل الانباري بحثه بكتابة نبذة عن حياة قلعه جي وابرز الاسباب التي دعته لتناول تجربته عبر مجسات البحث والتنقيب مبينا ً أن أعجب به منذ الوهلة الاولى لقراءة نصوصه ، ومن المعروف أن المسرح فن من الفنون الجميلة الشاملة التي لها القدرة على توظيف كل الاشكال التعبيرية المعروضة من إستعراض فني وموسيقى وشعر ورسم ، ولاشك أن حركة المسرح تأثرت بتطور أشكال الكتابة النثرية التي تحكمت بسياقات التحول الاجتماعي الذي شهدته المجتمعات العربية ولأن المسرح جنس أدبي متميز تحدده مكونات أساسية تتمثل في ( البنية ، وخصائص الخطاب ، الرسائل اللغوية ) وفي هذه الدراسة تمكن الانباري عبر تناوله البحثي المستفيض من الاقتراب الى جوهر التجربة لدى قلعه جي من خلال الولوج الى جزئيات نصه وعرضه المسرحيين حيث حاول التعرض لها بدء ا ً من العنوان الذي يعتبر مفتاح اي تجربة فنية لذلك نجد أن الدراسة بفصولها الثلاثة ومحاورها العديدة آثرت الخوض بمسألة العنونة وموجهاتها التي هي العوامل المحفزة لتوجيه بوصلتها الفكرية وقام الانباري بطرح تفسيراته التي إستلها عبر قراءة معمقة لمتون نصوص قلعه جي فضلا ً عن محاولته مقاربة تلك المفردات مع إشتغالاته على الخشبة حيث أفرد لنا آليات توظيف كل مفردة بصرية ولغوية ، ومقاصدها الفكرية وتوظيفها الجمالي حتى وصل الى استنباط لمخرجات تلك التجربة المسرحية التي تأصلت من خلال تكريس مفاهيم فنية معينة تم زجها بعناية لتأخذ التجربة المسرحية شكلها وحلتها وطابعها الذي يشي بهويتها الفنية ان صح الوصف فيمكن القول أن الانباري رصد ابرز محطات التحول لدى قلعه جي ومحاولاته في تطويع الاشكال المسرحية ذات الطابع العربي المولودة من رحم التراث في شكل فني معاصر وبعيدا ً عن مناهج النقد المطروحة ذهب الانباري بأسلوبه النقدي والبحثي مستفيدا ً من آليات البنيوية والتفكيكية في رصد التجربة هذه شهدنا له تفكيك الانساق الفنية التي جاءت في عدد من التجارب المسرحية للقلعه جي وقد اهتم بخطاب التأويل ولاشك أن هذا الخطاب يعني الاهتمام بمناهج التفسير ويتموضع في الاساس وأصل المادة ، والـتأويل في أوسع معانيه هو توضيح مغزى النتاج الفني بكليته والمقاصد التي ينطوي عليها بإستخدام وسيلة اللغة وبهذا المفهوم فوظيفة التأويل تتلخص في شرح خصائص العمل وسماته ونوعه الادبي الذي ينتمي اليه وبنيته وأغراضه وتأثيراته الفكرية وفي التصدي النقدي للانباري نجد أنه استخدم تقنية (هرمنوطيقية ) النقدية التي تحيل الى الرجوع الى المعنى الاول الخالص لنصوص قلعه جي والتعرض لبنيتها الداخلية وشكلها المعماري والمعرفي عن طريق الرسائل المستترة في متون النصوص وقد شرح الانباري بعض الرسائل وسبب تواريها وعلل ذلك بمسألة الرقيب التي يعاني منها معظم المشتغلين بحقل الادب والفن ، والانباري بنشاطه التأويلي لمحاولته لفهم النصوص إنما هو حاول خلق دائرة ( هرمينوطيقية ) لفهم مزيد من المعاني المحددة لأجزاء أي وحدة لغوية تحمل مضمونها الفكري ، ولا شك أن معرفة الحقائق تذهب الى ماهو أبعد من المنهج النقدي أو البحثي ، فالمنهج كما يقول ( غاديير ) هو مسألة ينبغي أن يُعاد النظر في مشروعيتها بينما الحقيقة لها سياقات تراوغ المنهج لان المنهج يبقى تلك الصيغة العلمية للتعرف على فحوى الخطاب الفني ، وفي نصوص قلعه جي التي طغى عليها العامل الفلسفي الساخر ثمة حقائق كشف عنها الانباري وهو يعيد قراءتها بعين حساسة وبعد أن تناول قدم الانباري دراسته لنصوص قلعه جي التي كرست حضورها المسرحي يقدم الانباري في نهاية دراسته جملة من الاستنتاجات التي استنتجها من تلك التجربة وجاءت على شكل نقاط بعضها تحمل مفاهيم حول التجريب وسياقاته الفكرية وآليات تطبيقاته ، وجدير بالذكر أن كتاب التأصيل والتجريب للكاتب المسرحي العراقي صباح الانباري الذي صدر ضمن سلسلة دراسات ويحمل الرقم (6 ) يقع في (101 ) صفحة وهو من القطع المتوسط ويعد ُ دراسة متميزة ومقاربات معمقة لتجربة المسرحي السوري عبد الفتاح رواس قلعه جي .
قاسم ماضي – ديترويت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق