الاثنين، 6 يوليو 2015

تاريخ الفن الحديث و المعاصر/ مقال محررة مؤسسة فنون الثقافية / الكاتبة شمس العارف .....

مؤسسة فنون الثقافية العربية
صحيفة فنون الثقافية العربية
تاريخ الفن الحديث و المعاصر
•· من وجهة نظر تاريخية فالفن الحديث هو مجموعة من الأعمال الفنية تقع بين أواخر القرن التاسع عشر ( حوالي 1860) إلى أواسط القرن العشرين ( حوالي 1970). وينتمي لهذا العالم رسامين مثل فنسنت فان غوخ، بابلو بيكاسو ، بول سيزان ، وهنري ماتيس .
•· الفن الحديث ممثل بأعمال مثل أنسات أفينيون لبيكاسو ، وروح الميت تراقب لغوغان .
•· تتضمن أيضا كل القوالب التقنية التي أنشأت في تلك الفترة مثل التعبيرية ، الانطباعية ، مرحلة ما بعد الانطباعية ، فوفية ،التكعيبية ، الدادائية ، السريالية و البوب .
ولادة الفن الحديث
فلنلق نظرة كيف أوجدنا الفن الحديث. في أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين كان هناك فنانين مثل فان كوخ ومانت والذين لم يكونا مرتبطين حقاً بالمشهد الفني السائد آنذاك .فلقد تغير كل من الناس والمحيط من حولهما وبذلك تغيرت أفكارهما. فكل ما يملك الفنانون الحديثين أو بالأحرى ما ملكوا ( لان معظمهم قد قضى نحبه ) هو النفور من الواقعية والشكليات التي تقيد الفنان بها .فهم يفضلون أن يروا العالم بضوء مختلف فاختاروا أن يصفوا هذه الصورة بطريقتهم الخاصة ونتيجة لذلك أصبح لدينا "الفن الحديث". وفي محاولة للتعبير عن تفردهم جاء هؤلاء الفنانين بأسلوبهم الخاص وهو الفريد من نوعه والبارز غالباً . وما نصفه اليوم بالفوفية والدادائية ما هي إلا طرق استخدمت من قبل الفنانين في ذالك الوقت لتصوير فنهم بأكثر الطرق استثنائية
اما الفن المعاصر
•· الفن المعاصر يعرف حسب الوقت الذي وجد به وليس حسب النوع الذي ينتمي له فهو الذي يحدد الزمن ، عليه فالفن الذي تراه حولك ألان ما هو الا فناً معاصراً .
•· بالطبع ليس هذا هو الفرق الوحيد الذي يفصل الفن الحديث عن المعاصر فعندما تقول "هذه القطعة الفنية معاصرة" فأنت تقصد أنها وجدت حديثاً وإن القطعة لا تحاكي الفن التقليدي أو الفن الحديث .
•· إذا ناقشنا الموضوع من وجهة نظر تاريخية فمن الممكن القول إن الفن المعاصر بدأ حوالي الخمسينات واستمر إلى يومنا هذا .
•· الفن المعاصر هو عندما ينشئ فناناً شيئاً ما، حتى لو كان مستوحى من الفن الحديث فأنه لا يتقيد بحدوده ، أي إذا كان الحديث هو القالب فالمعاصر هو ما يكسر هذا القالب ليكون شيئاً مختلفا
نشاة الفن المعاصر
بالرجوع إلى العشرين سنة الماضية نجد أن لدينا فنانين واجهوا الواقع الصعب مثل العالمية الثانية والحرب الباردة ،الحركة النسائية والعولمة .فقد نشئوا وهم يحملون مُثُل وأفكار مختلفة عن ما يحمله فنانوا حقبة الفن الحديث .وبذلك أصبح لدينا عدد من الفنانين الذين يعتبرون الطرق القديمة للحداثة ملتزمة جداً أو مبهمة ، فقرروا أن ينشئوا أعمالهم أو فنهم طبقاً لأساليبهم الخاصة و أدى هذا إلى نشوء ما نسميه الآن "الفن المعاصر"
و هنالك اختلافات بين الفن الحديث و المعاصر
الفن هو ما يجعل الناس يتأملون، أما التفكير فالإنسان يقوم به على أتم وجه عندما يقارن، فهذه الحاجة أو القدرة على المقارنة هي التي جلبت لنا الأنواع المختلفة من الفنون ومن ضمنها الحديث والمعاصر.
من الطبيعي أن يختلط عليك معنى الكلمتين، فالحديث يعني شيئا ينتمي إلى هذا العصر، فهو عملٌ جديد يثير بنا الحماسة. وعندما نتأمل كلمة معاصر فهي توحي لنا بأعمال تنتمي إلى الوقت والتاريخ الحاضر. لكن في عالم الفن هناك فرق كبير بين الاثنين ، فالكلمتان تستعملان لوصف شيئين مختلفين تماماً ومتداخلين من حيث الزمن . " فالحديث " بالنسبة لفنان ما تعني عملاً يعود تأريخه إلى حقبة معينة ، نفس المعنى بالنسبة " للمعاصر" رغم ذلك فالفن الحديث لا يمكن مقارنته مباشرة بالفن المعاصر فهنا تكمن الصلة بين الاثنين التي تربطهما معا عبر الزمن وفي نفس الوقت تفصلهما ككيانات مختلفة تماماً .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق