الثلاثاء، 7 يوليو 2015

تحت الحذاء قصة الاديب محمد شعبان / مصر المحروسة ....

تحت الحذاء
--------------؛-----------
قصة للأديب / محمد شعبان 
--------------؛---------------- 
الحق إن الشارع قد اختلف كثيرا عن ذي قبل .. المحل مغلق .. يبدو أن العم ( عارفا ) ما زال يصلي الظهر ، لكنه لم يصادفني بالجامع .. ربما يصلي بمسجد آخر .. لم أعتد المحل مغلقا في مثل هذا الموعد .. لم آت إلى هنا منذ .. يا لهذا الزحام وكل هذه السيارات .. دعنا ننتظر بعض الوقت عند كشك الشاي ذاك في الجهة المقابلة عله يفتح قريبا .. سبحان الله .. المحل لم يتغير فيه شيء ... من صغري وأنا أشتري الكتب من العم ( عارف ) ، وأبدا لم تغنني مكتبة أخري عن هنا حيث المراجع والمصادر النادرة ، وكذلك كل ما هو حديث وجديد من الكتب والمؤلفات .. انظر حتى اليافطة لم تتغير ( مكتبة ( المعرفة ) لصاحبها كمال أفندي وولده عارف تأسست عام 1922 ) .. ربما سيفوتنا القطار لو انتظرنا أكثر من ذلك .. تركيبة الشارع تغيرت بشكل كبير.. محال تجارية قطع غيار للمحمول أدوات تجميل للنساء تحف و ( أنتيكات ) ولعب أطفال وملصقات وبعض الأدوات المدرسية البسيطة كان الشارع مشهورا بالمكتبات ..هنا كانت مكتبة ( العلم ) وهنا كانت مكتبة ( نور الهدى ) أما هناك فقد كانت قهوة الثقافة ..
ها هو المحل يُفْتح .. الحمد لله لقد كدنا ننصرف .. هيا هيا يا بني ..أبى الله إلا أن أحضر لك هدية عيد ميلادك .. هيا نقترب سوف تختار الكتاب الذي تريده ... من هذا ؟ هل أحضر العم عارف أخيرا عاملا يساعده في أعمال المكتبة ؟
:ـ السلام عليكم .. لقد انتظرناكم كثيرا أمام المكتبة .. أين العم عارف ؟
: ـ لم تعد مكتبة ـ يا أستاذ ـ توفي العم عارف ، والمحل صار مخزنا للأحذية .
:ـ ما رأيك يا بني .. تأخذ حذاء بدل الكتاب ؟!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق