اعترافات عاشق
أعترفُ الآن بأنَّ جذورَك غائرةٌ
في أعماقي
كروافدِ دجلةَ إذ يتبدّى روحُ الله بها
ويباركُ حولَ سواحِلها الجنّات
وكما يتبَدّى الحسنُ المتجلّي في وجهِ صبايا سامراء
تطويني تحتَ بريقِ العينين الساحرتين
يلتفُّ الموعدُ بي
كنطاقٍ يغريه الخصرُ إلى أنْ
يتماهى ونعومته ذوبانًا بقميصِ النوم
وحين تدوسُ خطاكِ على رمل الكحلاء
أفتِّشُ لي عن سببٍ يجعلُني أتغاضى عن قامتِكِ السمراء
يجتاحُ كياني غزلٌ مجنون
وكأنّي أسمعُ حتى سعف النخل
يغنّي ويرفرفُ مفتوناً ببهائِك
كانَ لنور الشمس اللهفةُ
أن تتضمخَ في أفياءِ الشعرِ المسدول
وتثملُ في أنداءِ عبيرك
لي أن أغرقَ في معسولِ البسمة حولَ الهدبِ
أهيمُ كما هامَ جوادٌ بصهيلِ المهر
العربي على لافتة الحرية
أشقُّ غبارَ عجافِ السنواتِ لألقاكَ
ورائي وأمامي في تل الصوان
ببابل يتدرَّجُ حسنُكِ مثل تنامي أصنافُ الورد
على أدراجِ الزقورة
لي أن أسبقَ سيلَ الماء الجاري
تَخنُقُهُ أبوابُ السدَّة نحوَ الموعد
يتخطَّفُني ملمَحُكِ الضاربُ في ألوانِ سنابل
منذُ الطورِ الأوَّلِ في الأرض
حين احتفلتْ حواء بموسمِ خصبٍ
أهدته لذريتها
كنا ماشاء لنا القدر أن يتملكنا العشق المجنون
نصهر حُُمّّاه بملح سواحل نهر ديالى
تنبت لهفتنا برعم يسمين
أو شتلة كرم
حبة رمان سقطت من فم طفل
بين سواقي العباسية
يمكن ان نتلاقى جذرين ولا تدري التربة
تربة (عين التمر) بانا في الصدفة
عانقنا روحينا مر الزوار الى العتبات
نذرنا سنبلة الشلب الطافي بالعنبر في الشامية
تعبق تحت شفاه صبايا الوركاء
د. محفوظ فرج
اللوحة التشكيلية للفنان كاندسكي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق