هي بغداد ....!!
.......
.......
كئيبةٌ ...
مثل غابةٍ أمازونيةٍ
حزينةٌ ...كأطفالِ غزّةَ
عصافيرها تعلمت النعيقَ
آهاتها بحجم الجراحِ
شوارعها تغرقُ بالوحلِ والدماءِ...!
أزقتها تتوشحُ الصمتَ
وتلبسُ الخوفَ ثوبا
نوافذها تعزفُ موسيقى جنائزية
الناسُ تمشي على أيقاعِ قلوبِهِم الفزعةُ
(المَها ) تفترشُ رصيفَ الجِسرِ ...
وقد سُمِلَت عَينيها
الرصافةُ لاتطيقُ الكرخَ ....!
المدافعُ في السَرايِ الحُكومي ...
عادت لِتَدُكِ البيوتَ
الجندرمةُ بشواربهِم المعقوفةُ كالعقاربِ ..
يُطَوقونَ ساحةَ الميدانِ
السلطانُ أصدرَ فرمانَ موتِها
والحربُ باتت وشيكةٌ
هُناك ...
على ضفةِ النهرِ شاعِرٌ يحتضرُ
وسيفٌ مكسورٌ
وديوانٌ ممزقٌ
وكلماتٌ لم تَعُد تُسمِعُ الصُمَ
لم نعُد نرى قناني فارغةً تطفوا فوقَ الماءِ...
يرميها سهارى تحتَ ضوءِ القَمرِ
وضحكاتٌ تُمزِقُ سكونَ الليلِ...
لصبيةٍ يتراكضونَ مرحآ
القواربُ جاثمةٌ كأفراسِ نهرٍ ميتةٍ ...
وقد أكلَها الصَدأُ
لم تعٌد تُطرِزُ جبهتَها...
مثلَ نياشينَ قائدٍ مُنتصرٍ
رائحةُ الشواءِ التي نشمُها ...
قُلوبُنا التي تحترقُ
أبي نؤاس ... يتقئُ مرارةَ صبرهِ ..
يحملُ التأريخَ ليلقيهِ في قاعِ النهرِ..!
وقصرُ الخلافةِ تحولَ الى حانةٍ ليليةٍ
عمامةُ الرشيدِ دنسها دعيٌ ًّسفاكٌ
الحَجاجُ يَجولُ في الشوارع ِ
أفزعَ بخيلهِ الحمائمَ
ذُبِحَت وهي في المآذنِ
رُبَما لن يمضي وقتٌ طويلٌ
وتُذبحُ أمامَ أعيُنِنا....!
عِندَ ذاكَ لانجدُ أطلالاًنبكي عليها
.............
الكاتب/ جبار القريشي/ العراق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق