كازينو ) عرض مسرحي يطرح مشكلة أصبحت واقعا ً مخيفا ً
قدمت على خشبة مسرح ( لا مفيير ) في مدينة ما ديسون هايتس المسرحية الكوميدية
( كازينو ) والتي قام بتأليفها وإخراجها الفنان العراقي المغترب صلاح كولاتو ، تبنى الاخير فكرة ً حيوية ومهمة في واقع الجالية ، الا وهو الادمان على الذهاب الى ( الكازينو ) ، الذي شمل قطاعات واسعة من أبناء الجالية الكلدانية العراقية والعربية وممارسة لعبة القمار ، الامر الذي إنعكس سلبا ً على واقع أبناء الجالية ، وأفضى الى ظهور مشكلات معقدة ، منها الديون والحجز على الاموال والممتلكات ، فضلا ً عن مشكلات أخرى تمثلت بإنتشار الظاهرة السلبية الى بقية أفراد الاسرة كالزوجة والابناء ، ولاشك أن فكرة من هذا القبيل جديرة بالطرح ، سواء على خشبة المسرح ، أو من خلال وسائل فنية أخرى ، بيد أن السؤال المهم كيف يمكن معالجة هذه الفكرة مسرحيا ً ؟ بالتأكيد أن المعالجات الفنية تختلف بإختلاف الرؤى الفنية للمشتغلين بحقل المسرح ، لذا نجد أن النص الواحد يمكن تقديمه بأشكال مختلفة ، وما لمسناه في العرض المذكور ، ثمة محاولة مسرحية لمقاربة واقع القمار ، عبر بيئته المكانية المتمثلة بالكازينو ، عمل المخرج على إيجاد عناصرها ، لكن لم يوفق الى حد كبير في تفعيل عناصر العرض البصرية ، بإتجاه تطوير الفكرة التي ظلت تتمظهر على شكل نصائح ومقولات دون أن تتحول الى فعل درامي متصاعد ، وذلك ربما لان مؤلف المسرحية إهتم بإيجاد شخصيات متنوعة من الجالية ، ولم يعي بنسج فعل درامي يجمع هذه الشخصيات يفضي الى تمظهر الصراع الدرامي ، وظلت الفكرة الرئيسية تتمحور حول ( حالة الطلاق ) بين الزوج والزوجة ، وعلى مستوى المعالجة الاخراجية عمد المخرج الى تقديم بيئتين مكانيتين تمثلان الكازينو ، والبيت
وبلا ريب أن كل بيئة تحمل دلالاتها البصرية التي بموجبها يتم توظيف شغل الممثل مع مفردات الشكل ، التي يلعب معها كما يجب أن يتسق الشكل مع المضمون ، فهناك الكاتب الذى يخضع مضمونه الفكرى لحتميات الإتساق الدرامى والشكل الفني ، فى حين آخر يلح عليه المضمون إلحاحاً ، قد يجعل مسرحيته مجرد أداة عابرة لتوصيل مضمونه ، وهذا ما حصل في مسرحية ( كازينو) المضمون عبر الخطاب الحواري ظل المهيمن ، بينما المضمون لابد ان يتشكل طبقا للمعالجة الدرامية التى تصهره فى بوتقتها ، وتقدمه للجمهور فى قالب متماسك جيد ، كأنه يراه لأول مرة وبالتالى فليس هناك مضمون أو فكر أو موضوع مطلق أو مجرد أو مستقل بذاته ، ذلك لأنه يستحيل الفصل بين المضمون الفكرى والشكل الفنى فى العمل المسرحى الناضج ، فالتوازن والتفاعل الدرامى بين الفكر والفن ضرورة منطقية وجمالية مُلحة ، لذا فإن أبرز المشكلات التي وقع فيها العرض ، عدم الاهتمام بضرورة خلق سينوغرافيا تعتمد على مفردات قابلة للحركة ، يمكنها إطلاق إمكانية الشغل المسرحي بين الممثل وبين مفرداتها ، لاسيما بيئة الكازينو المعروف عنها ، انها تعج بوجود الالوان ومكائن اللعب التي تجتذب اليها مرتاديها ، والمخرج إكتفى فقط بتوزيع بعض الكتل التي مثلت مكائن اللعب دون الركون الى إستخدامها بشكل دينامكي متحرك ، في حين كان يمكن للمخرج أن يستخدم أشكال تجريدية خفيفة الوزن ومتحركة تحاكي تلك مكائن القمار ، ويمكن خلق مساحات عمل مع الممثل من خلالها ، وظل العنصر الابرز في هذا العرض الشخصيات التي مثلت شرائح مختلفة من هذه الجالية ، بينما الصراع والايقاع والحبكة تأثرت بشكل وبآخر بكيفية تجسيد الاحداث ، والمشتغلون في المسرح يعرفون إن المسرح وأحداً من أشكال الفنون المختلفة ومكاناً للأداء والتمثيل ،كما أنه المكان الذي يجسد أو يترجم النصوص الأدبية آمام المشاهدين ، وذلك باستخدام مزيج من الكلمات وبعض الإيحاءات بالموسيقى والصوت على خشبته ، ولو رجعنا إلى الوراء نجد هذه الفرقة " فرقة مسرح بغداد " والتي أسسها الفنان المغترب " صلاح كولاتو " قبل تسعة عشر عام في الولايات المتحدة الامريكية ، والتي قدمت أعمالاً مهمة في تاريخها الفني ، بدأت مشوارها بمسرحية " مطلوب ممثل " عام 1980 ، وانتهت بمسرحية " كازينو " التي نحن الأن بصددها .
قاسم ماضي – ديترويت
قدمت على خشبة مسرح ( لا مفيير ) في مدينة ما ديسون هايتس المسرحية الكوميدية
( كازينو ) والتي قام بتأليفها وإخراجها الفنان العراقي المغترب صلاح كولاتو ، تبنى الاخير فكرة ً حيوية ومهمة في واقع الجالية ، الا وهو الادمان على الذهاب الى ( الكازينو ) ، الذي شمل قطاعات واسعة من أبناء الجالية الكلدانية العراقية والعربية وممارسة لعبة القمار ، الامر الذي إنعكس سلبا ً على واقع أبناء الجالية ، وأفضى الى ظهور مشكلات معقدة ، منها الديون والحجز على الاموال والممتلكات ، فضلا ً عن مشكلات أخرى تمثلت بإنتشار الظاهرة السلبية الى بقية أفراد الاسرة كالزوجة والابناء ، ولاشك أن فكرة من هذا القبيل جديرة بالطرح ، سواء على خشبة المسرح ، أو من خلال وسائل فنية أخرى ، بيد أن السؤال المهم كيف يمكن معالجة هذه الفكرة مسرحيا ً ؟ بالتأكيد أن المعالجات الفنية تختلف بإختلاف الرؤى الفنية للمشتغلين بحقل المسرح ، لذا نجد أن النص الواحد يمكن تقديمه بأشكال مختلفة ، وما لمسناه في العرض المذكور ، ثمة محاولة مسرحية لمقاربة واقع القمار ، عبر بيئته المكانية المتمثلة بالكازينو ، عمل المخرج على إيجاد عناصرها ، لكن لم يوفق الى حد كبير في تفعيل عناصر العرض البصرية ، بإتجاه تطوير الفكرة التي ظلت تتمظهر على شكل نصائح ومقولات دون أن تتحول الى فعل درامي متصاعد ، وذلك ربما لان مؤلف المسرحية إهتم بإيجاد شخصيات متنوعة من الجالية ، ولم يعي بنسج فعل درامي يجمع هذه الشخصيات يفضي الى تمظهر الصراع الدرامي ، وظلت الفكرة الرئيسية تتمحور حول ( حالة الطلاق ) بين الزوج والزوجة ، وعلى مستوى المعالجة الاخراجية عمد المخرج الى تقديم بيئتين مكانيتين تمثلان الكازينو ، والبيت
وبلا ريب أن كل بيئة تحمل دلالاتها البصرية التي بموجبها يتم توظيف شغل الممثل مع مفردات الشكل ، التي يلعب معها كما يجب أن يتسق الشكل مع المضمون ، فهناك الكاتب الذى يخضع مضمونه الفكرى لحتميات الإتساق الدرامى والشكل الفني ، فى حين آخر يلح عليه المضمون إلحاحاً ، قد يجعل مسرحيته مجرد أداة عابرة لتوصيل مضمونه ، وهذا ما حصل في مسرحية ( كازينو) المضمون عبر الخطاب الحواري ظل المهيمن ، بينما المضمون لابد ان يتشكل طبقا للمعالجة الدرامية التى تصهره فى بوتقتها ، وتقدمه للجمهور فى قالب متماسك جيد ، كأنه يراه لأول مرة وبالتالى فليس هناك مضمون أو فكر أو موضوع مطلق أو مجرد أو مستقل بذاته ، ذلك لأنه يستحيل الفصل بين المضمون الفكرى والشكل الفنى فى العمل المسرحى الناضج ، فالتوازن والتفاعل الدرامى بين الفكر والفن ضرورة منطقية وجمالية مُلحة ، لذا فإن أبرز المشكلات التي وقع فيها العرض ، عدم الاهتمام بضرورة خلق سينوغرافيا تعتمد على مفردات قابلة للحركة ، يمكنها إطلاق إمكانية الشغل المسرحي بين الممثل وبين مفرداتها ، لاسيما بيئة الكازينو المعروف عنها ، انها تعج بوجود الالوان ومكائن اللعب التي تجتذب اليها مرتاديها ، والمخرج إكتفى فقط بتوزيع بعض الكتل التي مثلت مكائن اللعب دون الركون الى إستخدامها بشكل دينامكي متحرك ، في حين كان يمكن للمخرج أن يستخدم أشكال تجريدية خفيفة الوزن ومتحركة تحاكي تلك مكائن القمار ، ويمكن خلق مساحات عمل مع الممثل من خلالها ، وظل العنصر الابرز في هذا العرض الشخصيات التي مثلت شرائح مختلفة من هذه الجالية ، بينما الصراع والايقاع والحبكة تأثرت بشكل وبآخر بكيفية تجسيد الاحداث ، والمشتغلون في المسرح يعرفون إن المسرح وأحداً من أشكال الفنون المختلفة ومكاناً للأداء والتمثيل ،كما أنه المكان الذي يجسد أو يترجم النصوص الأدبية آمام المشاهدين ، وذلك باستخدام مزيج من الكلمات وبعض الإيحاءات بالموسيقى والصوت على خشبته ، ولو رجعنا إلى الوراء نجد هذه الفرقة " فرقة مسرح بغداد " والتي أسسها الفنان المغترب " صلاح كولاتو " قبل تسعة عشر عام في الولايات المتحدة الامريكية ، والتي قدمت أعمالاً مهمة في تاريخها الفني ، بدأت مشوارها بمسرحية " مطلوب ممثل " عام 1980 ، وانتهت بمسرحية " كازينو " التي نحن الأن بصددها .
قاسم ماضي – ديترويت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق