الجمعة، 2 أكتوبر 2015

زمن صكوك الغفران/ نص سردي / الشاعرة / جليلة مفتوح / المغرب ....

زمن صكوك الغفران
امتدت أناملها لتقفل آخر فصول روايتها , وقد أشرقت بين شفتيها بسمة جديدة أكثر صفاء كأنها شمس صغيرة تشق الغيم المعتم , بينما توقف الدمع عن الهطول وحبس بالمقلتين لا يغادر:
_ ( طول العمرأمر من حلقات النار ببهلوانية أسطورية ، كل الريش انتزع حد الدم ، كل الريش نبت بالوجع كاسنان الوليد لكنه اكثر عددا وأعمق قسوة, نسج بداية بالوراثة ثم ازدادت غضاريفه صلابة ووشيه جمالا مع كل ظرف وكل حدث لم ينجح بقتلي، اللهب اخذه كله في نهاية الحلقات المرعبة , كنت مزهوة بفتوحاتي وانتصاراتي الم



تي المؤرخة بطولة مطلقة بأوردتي , فامتطيت أحصنة غروري المذهبة منطلقة إلى جبل الأولمب الأسطوري وتربعت على قمته بمصاف الآلهة المخلدة بجوف العصور.
لم أخجل من عريي ولا من الدم الذي جف على الحروق الملتهبة وآثار الدخان والوحل ,ولا من وحشتي بعد تحول الأبرياء لجلادين بفعل قانون التحول وطواعية الإدمان... فصول المجالدة على مدرجات الموت طالت والضجر لبسني بدوري حد الغثيان ,فوقفت كالمبروكين والمختارين لأنصت لهمسات السماء تعلن الحب ضامنا للبقاء ...تلقي بالمعجزات ...تحقق نبوءات الزمن القديم فتنبت لي اجنحة ذهبية...أحلق بها من جديد علني ألامس أذيال النجوم ,فالدماء جفت فجأة والحروق كأنها لم تكن .والتاريخ يبدأ متكئا على أرائك قلبي الظمآن دورته الجديدة , يفتح سجلاته لأول مرة...يسطر اسمي كاملا , لكم اعشق حروف اسمي حين تخط خماسية كنجمة قدسية وحين تنطق عشقا كترتيلة روحانية...ولكم رسم ملامحي يبهر بالمرايا اليوم رونقا...والغريب حتى الوجوه الغابرة للجلادين الواهنة منها بتقادم السنين والفتية ,وبكل بقايا الطهر فيها أو الظلام المطلق الغريق داخلها تتراقص امامي باهتة , فأتساءل كم أخذت مني ليغيب الجواب الموجع وراء ضباب استهانة مفرطة...والأغرب هذه الفرحة وأنا أراها تمد جذورها للأعالي صامدة واقفة، تلقي بزهور حدائقي وثمار بساتيني للعابرين، فغدا سيقفون مثلي ,وربما لن تنبث لهم اجنحة جديدة لكن ادعو ان تنساهم بوابات التعاسة , ادعو ان تتذكرهم الفرحة على الدوام بعدي، احتاج بهذا الزمن الجديد ان تتورد السماء فأبلل الجباه بمياه البحيرات المقدسة وأشرع رايات التوبة ...أحتاج مباركة كل رسل السلام لأوزع اليوم بلا تمييز: صكوك الغفران ) _ .
وأقفلت روايتها بكل الماضي داخلها والذي لن تسمح لظلاله أبدا بالعودة.
جليلة مفتوح

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق