*****
أن كلمة المسرح ألملحمي مشتقة في اللغة الألمانية من كلمة Epik وتعني فن القصة وتحت هذا المفهوم بالأمكان أن ندرج بصورة عامة القصائد النثرية. وفي الأدب الألماني بالأمكان آن نفرق بين الأسلوب القصصي الكبير والأسلوب القصصي الصغير.
وتندرج تحت هذا الأسلوب الأول الرواية والمقالة الكبيرة والكتب الشعبية الموروثة وتحت الأسلوب الثاني تندرج الرواية القصيرة والقصة القصيرة والملاحم الشعبية. ويعتبر برتولد بريشت مؤسس المسرح الملحمي الذي ولد َ في العاشر من شباط 1889 في مدينة اوكس بورك وتوفي في 14 آب من عام 1956 في مدينة برلين الشرقية آنذاك. في عشرينيات القرن العشرين حاول برتولد برشت أن يفك الأرتباط َ المسرحي وثيق الصلة بمسرح ارسطوا طاليس أ ما يسمى بالمسرح التقليدي من خلال أنشاء مسرح غير مرتبط بالتقاليد الأرسطية المألوفة منذ القدم . وفي تلك الحقبة الزمنية تعالت الأصوات للقيام بمثل هذا العمل والمتمثل بأنشاء مسرح ذات ابعاد عالمية. وأن أهم مايناط بهذا المسرح هو محاولة تغير المجتمع سياسيا ً واجتماعيا ً من خلال هذا ألنظرية المسرحية الحديثة المتمثلة بالمسرح الملحمي وطروحاته. وكانت المانيا آنذاك تحت الحكم النازي بقيادة هتلر حيث كانت الأفكار التي يحملها بريشت والمتمثلة في بالنزعة في التغير تتعارض مع الافكار النازية مما اضطر بريشت للهرب إلي المنفى عام 1933. وبعد ستة اعوام حدثت كارثة هيروشيما ونكزاكي حيث ضُربت هذه المدينين اليابانيتين بالقنابل الذرية وبدأ الأستخدام الحقيقي للذرة كقوة فتاكة ذات دمارٍ شامل وما كان لهذا الاستتخدام من الأثر الكبير على برتولد بريشت كونهِ كاتباً يسارياً تقدمياً يسعى من خلال المسرح الى تغيير المجتمع باعتبار الادب يحمل اهدافاً يمكن الوصول اليها وأن العديد من هذهِ العوامل العوامل اصبحت من العوامل التي تهدد البشرية. لذا نلاحظ بأن بريشت ومحاولة منه في معارضة ما يحدث اخذ يتجه ويهتم بدراسة الفكر الماركسي وتحديدا ً في نهاية العشرينيات من القرن الماضي واخذ بالأنتماء ألى الفكر الشيوعي والمتمثل في الغاء الفوراق الطبقية وكان هذا ردة فعل منه تجاه المجتمع الغربي الذي كانت تسود في تلك الفوارق.
لقد أسس بريشت المسرح الملحمي من خلال فهمة للماركسية حيث انبثقت اغلب اهداف المسرح الملحمي والمتمثلة في التغير متماشية بل ومتماثلة مع الأفكار الماركسية. وكانت لموضوعة الفوارق الطبقية والتسلط الطبقي الأثر الكبير عند بريشت فحاول جاهدا ً ومن خلال المسرح الملحمي أن يقوم بطرح ما يؤمن به. وتبقى هناك حقيقة يجب أن لا نغفلها وهي صعوبة انتشار هذا ِ الفكر في المجتمعات الغربية والتي كانت تنتشر فيها الفوارق الأجتماعية والطبقية وكذلك كانت تنمو فيها البرجوازية والرأسمالية. أن المسرح الملحمي هو شكل من اشكال المسرح الذي يأخذ على عاتقة موضوعة تغير المجتمع من خلال اشراك المشاهد في العملية المسرحية بحيث يكون لهذا المشاهد دورا ً ملقى على عاتقة في عملية التغير المنشودة. وهذا الدور يبرز من خلال الوعي الذي يمتلكه المشاهد وكذلك دور المسرح الملحمي في اغناء هذا الوعي عند المشاهد وعدم محاولة زج أو اغراق المشاهد بالأحاسيس وجعلة مندمجا ً ومتأثرا ً ومتفاعلا ً مع ما يدور على خشبة المسرح بحيث يكون مسلوبا ً للأرادة متماشيا ً مع ما يريد قولة مخرج ومؤلف المسرحية. من خلال هذه ِ المقدمة فأننا يمكننا القول بأن هناك فوارق جوهرية بين المسرح الملحمي والمسرح الأرسطي ومن تلك الفوارق هي أن المسرح الملحمي لا يقوم بتمثيل الحدث كما هو في المسرح ألأرسطي وأنما يقوم بسرد الأحداث. وهنا يحتاج المسرح الملحمي ألى قاص أو محدث لكي يقرب الأحداث ألى المشاهد. وكذلك فأن المَشاهد {ونعني هنا جمع مشهد } منفصلة الواحدة عن الأخرى وليس مكملة الواحدة للاخرى كما هو الحال في المسرح الأرسطي بحيث تكون الأحداث مرتبطة ارتباطا قويا ً بعضها ببعض. ومن الأمور الجوهرية ونقاط الأختلاف المهمة هي أن المسرح الملحمي لا يبرز الأشخاص أو الأبطال وأنما يركز على الأحداث وكذلك فأن هذه ِ الأحداث تكون محط تحليل وتقييم من قبل المشاهد ألذي يتابع الأحداث بعقلية الناقد و ليس بعقلية المشاهد . ومن خلال هذا الفهم والتفسير والتحليل للاحداث من قبل المشاهد فأننا قد وصلنا ألي مرحلة أن يكون المسرح الملحمي مسرحا ً تعليميا ً بالنسبة للمشاهد. لذا فأن المسرح الملحمي استطاع أن يجعل المشاهد يتابع بوعي كامل ما يطرح على خشبة المسرح دون الأنغماس وراء المشاعر والأحاسيس الملتهبة. . كما ينبغي على المشاهد التعلم مما يدور امامه على خشبة المسرح وهذا يأتي من خلال ايقاف المشهد فجأة ويبدأ الممثل بالتحدث مع الجمهور وأشراكهم في العملية المسرحية من خلال طرح الأسئلة عليهم والأستسفار منهم عن النهاية المتوقعة للحدث، أو هل أن المشاهد استطاع استيعاب الحدث والأستفادة منه ومن ثم التعلم كيف بأمكانه { أي مشاهد} أن يضع الحلول والتوقعات للأحداث ومن ثم تحليلها ونقدها. كما أن المسرح الملحمي لا يضع نهايات محددة للمسرحية وأمنا يترك دائما ً هذه ِ النهايات مفتوحة لكي تكون للمشاهد الحرية التامة والكاملة في النقد والأستنتاج والتحليل.
كما أستطاع بريشت من توظيف كل عناصر الأنتاج المسرحي توظيفا ً جيدا ً داخل المسرح الملحمي حيثُ ادخل الموروث الشعبي بشكل موسع وأستخدام الأغاني والرقصات الشعبية. ونجد في الغالب في الكثير من مسرحياته وجود مغني بالاضافة ألى شخص أخر محوري يقوم بدور الراوي أو القاص للاحداث .
كما أستخدم برتولد بريشت الأسلوب الكوميدي الهادف الى معالجة الكثير من القضايا حيث كان يتناول الحدث بأسلوب لا يخلو من السخرية الهادفة. وكان برتولد بريشت يهدف من كل هذا الى جعل المشاهد يمتلك التصور الكامل لما ستؤول اليه المسرحية. وكان بريشت يسعى ألي تدريب المشاهد على عملية النقد المباشر للحدث بحيث يتمكن المشاهد من تكوين صورة نقدية سواء للحدث أم للشخصية على حد سواء. لذا فأن عملية المشاهدة في المسرح الملحمي لم تكن عملية مجردة وأنما كانت هدف لفهم قضية ما ومحاولة فك رموز تلك القضية ووضع تفاسير ملائمة لها .
أن الزج بكل هذه العناصر في العرض المسرحي ونقصد بها الموروث الشعبي وأستخدام الأغاني ووجود الشخص الذي يأخذ على عاتقة سرد الأحداث والبدء بالحوار المباشر مع الجمهور .......الخ من هذه ِ العناصر وكان الهدف منه عند بريشت هو خلق حالة التغريب في المسرح Verfremdung
أن اولى المسرحيات ألتي كانت تحمل الطابع الملحمي و طابع التغريب عند برتولد بريشت هي مسرحية دائرة الطباشير القوقازية. حيث كان الطابع الملحمي واضحا ً في أستخدام الموسيقى وكذ لك وجود المغني والشخص ألذي يقوم بدور القاص أو الذي يقوم بسرد الأحداث. ويمكن أعتبار هذه ِ المسرحية بمثابة مسرحية تعلمية من خلال دور المغني وكذلك دور الراوي وكذلك الأعلاانات.
وتندرج هذه ِ العناصر للوصول آلي حالة التغريب التي كان ينشدها بريشت. ختاما ً يمكننا القول بأن ما أنجزه بريشت من خلال المسرح الملحمي هو محاولة القيام ومن خلال المسرح باحداث تغيرات سياسية واجتماعية من خلال ربط المسرح بالواقع ومحاولة جعل المسرح أو بصورة ادق خشبة المسرح انعكاسا ً حقيقيا ً لما يدور في الحياة بصورة يومية.
وتندرج تحت هذا الأسلوب الأول الرواية والمقالة الكبيرة والكتب الشعبية الموروثة وتحت الأسلوب الثاني تندرج الرواية القصيرة والقصة القصيرة والملاحم الشعبية. ويعتبر برتولد بريشت مؤسس المسرح الملحمي الذي ولد َ في العاشر من شباط 1889 في مدينة اوكس بورك وتوفي في 14 آب من عام 1956 في مدينة برلين الشرقية آنذاك. في عشرينيات القرن العشرين حاول برتولد برشت أن يفك الأرتباط َ المسرحي وثيق الصلة بمسرح ارسطوا طاليس أ ما يسمى بالمسرح التقليدي من خلال أنشاء مسرح غير مرتبط بالتقاليد الأرسطية المألوفة منذ القدم . وفي تلك الحقبة الزمنية تعالت الأصوات للقيام بمثل هذا العمل والمتمثل بأنشاء مسرح ذات ابعاد عالمية. وأن أهم مايناط بهذا المسرح هو محاولة تغير المجتمع سياسيا ً واجتماعيا ً من خلال هذا ألنظرية المسرحية الحديثة المتمثلة بالمسرح الملحمي وطروحاته. وكانت المانيا آنذاك تحت الحكم النازي بقيادة هتلر حيث كانت الأفكار التي يحملها بريشت والمتمثلة في بالنزعة في التغير تتعارض مع الافكار النازية مما اضطر بريشت للهرب إلي المنفى عام 1933. وبعد ستة اعوام حدثت كارثة هيروشيما ونكزاكي حيث ضُربت هذه المدينين اليابانيتين بالقنابل الذرية وبدأ الأستخدام الحقيقي للذرة كقوة فتاكة ذات دمارٍ شامل وما كان لهذا الاستتخدام من الأثر الكبير على برتولد بريشت كونهِ كاتباً يسارياً تقدمياً يسعى من خلال المسرح الى تغيير المجتمع باعتبار الادب يحمل اهدافاً يمكن الوصول اليها وأن العديد من هذهِ العوامل العوامل اصبحت من العوامل التي تهدد البشرية. لذا نلاحظ بأن بريشت ومحاولة منه في معارضة ما يحدث اخذ يتجه ويهتم بدراسة الفكر الماركسي وتحديدا ً في نهاية العشرينيات من القرن الماضي واخذ بالأنتماء ألى الفكر الشيوعي والمتمثل في الغاء الفوراق الطبقية وكان هذا ردة فعل منه تجاه المجتمع الغربي الذي كانت تسود في تلك الفوارق.
لقد أسس بريشت المسرح الملحمي من خلال فهمة للماركسية حيث انبثقت اغلب اهداف المسرح الملحمي والمتمثلة في التغير متماشية بل ومتماثلة مع الأفكار الماركسية. وكانت لموضوعة الفوارق الطبقية والتسلط الطبقي الأثر الكبير عند بريشت فحاول جاهدا ً ومن خلال المسرح الملحمي أن يقوم بطرح ما يؤمن به. وتبقى هناك حقيقة يجب أن لا نغفلها وهي صعوبة انتشار هذا ِ الفكر في المجتمعات الغربية والتي كانت تنتشر فيها الفوارق الأجتماعية والطبقية وكذلك كانت تنمو فيها البرجوازية والرأسمالية. أن المسرح الملحمي هو شكل من اشكال المسرح الذي يأخذ على عاتقة موضوعة تغير المجتمع من خلال اشراك المشاهد في العملية المسرحية بحيث يكون لهذا المشاهد دورا ً ملقى على عاتقة في عملية التغير المنشودة. وهذا الدور يبرز من خلال الوعي الذي يمتلكه المشاهد وكذلك دور المسرح الملحمي في اغناء هذا الوعي عند المشاهد وعدم محاولة زج أو اغراق المشاهد بالأحاسيس وجعلة مندمجا ً ومتأثرا ً ومتفاعلا ً مع ما يدور على خشبة المسرح بحيث يكون مسلوبا ً للأرادة متماشيا ً مع ما يريد قولة مخرج ومؤلف المسرحية. من خلال هذه ِ المقدمة فأننا يمكننا القول بأن هناك فوارق جوهرية بين المسرح الملحمي والمسرح الأرسطي ومن تلك الفوارق هي أن المسرح الملحمي لا يقوم بتمثيل الحدث كما هو في المسرح ألأرسطي وأنما يقوم بسرد الأحداث. وهنا يحتاج المسرح الملحمي ألى قاص أو محدث لكي يقرب الأحداث ألى المشاهد. وكذلك فأن المَشاهد {ونعني هنا جمع مشهد } منفصلة الواحدة عن الأخرى وليس مكملة الواحدة للاخرى كما هو الحال في المسرح الأرسطي بحيث تكون الأحداث مرتبطة ارتباطا قويا ً بعضها ببعض. ومن الأمور الجوهرية ونقاط الأختلاف المهمة هي أن المسرح الملحمي لا يبرز الأشخاص أو الأبطال وأنما يركز على الأحداث وكذلك فأن هذه ِ الأحداث تكون محط تحليل وتقييم من قبل المشاهد ألذي يتابع الأحداث بعقلية الناقد و ليس بعقلية المشاهد . ومن خلال هذا الفهم والتفسير والتحليل للاحداث من قبل المشاهد فأننا قد وصلنا ألي مرحلة أن يكون المسرح الملحمي مسرحا ً تعليميا ً بالنسبة للمشاهد. لذا فأن المسرح الملحمي استطاع أن يجعل المشاهد يتابع بوعي كامل ما يطرح على خشبة المسرح دون الأنغماس وراء المشاعر والأحاسيس الملتهبة. . كما ينبغي على المشاهد التعلم مما يدور امامه على خشبة المسرح وهذا يأتي من خلال ايقاف المشهد فجأة ويبدأ الممثل بالتحدث مع الجمهور وأشراكهم في العملية المسرحية من خلال طرح الأسئلة عليهم والأستسفار منهم عن النهاية المتوقعة للحدث، أو هل أن المشاهد استطاع استيعاب الحدث والأستفادة منه ومن ثم التعلم كيف بأمكانه { أي مشاهد} أن يضع الحلول والتوقعات للأحداث ومن ثم تحليلها ونقدها. كما أن المسرح الملحمي لا يضع نهايات محددة للمسرحية وأمنا يترك دائما ً هذه ِ النهايات مفتوحة لكي تكون للمشاهد الحرية التامة والكاملة في النقد والأستنتاج والتحليل.
كما أستطاع بريشت من توظيف كل عناصر الأنتاج المسرحي توظيفا ً جيدا ً داخل المسرح الملحمي حيثُ ادخل الموروث الشعبي بشكل موسع وأستخدام الأغاني والرقصات الشعبية. ونجد في الغالب في الكثير من مسرحياته وجود مغني بالاضافة ألى شخص أخر محوري يقوم بدور الراوي أو القاص للاحداث .
كما أستخدم برتولد بريشت الأسلوب الكوميدي الهادف الى معالجة الكثير من القضايا حيث كان يتناول الحدث بأسلوب لا يخلو من السخرية الهادفة. وكان برتولد بريشت يهدف من كل هذا الى جعل المشاهد يمتلك التصور الكامل لما ستؤول اليه المسرحية. وكان بريشت يسعى ألي تدريب المشاهد على عملية النقد المباشر للحدث بحيث يتمكن المشاهد من تكوين صورة نقدية سواء للحدث أم للشخصية على حد سواء. لذا فأن عملية المشاهدة في المسرح الملحمي لم تكن عملية مجردة وأنما كانت هدف لفهم قضية ما ومحاولة فك رموز تلك القضية ووضع تفاسير ملائمة لها .
أن الزج بكل هذه العناصر في العرض المسرحي ونقصد بها الموروث الشعبي وأستخدام الأغاني ووجود الشخص الذي يأخذ على عاتقة سرد الأحداث والبدء بالحوار المباشر مع الجمهور .......الخ من هذه ِ العناصر وكان الهدف منه عند بريشت هو خلق حالة التغريب في المسرح Verfremdung
أن اولى المسرحيات ألتي كانت تحمل الطابع الملحمي و طابع التغريب عند برتولد بريشت هي مسرحية دائرة الطباشير القوقازية. حيث كان الطابع الملحمي واضحا ً في أستخدام الموسيقى وكذ لك وجود المغني والشخص ألذي يقوم بدور القاص أو الذي يقوم بسرد الأحداث. ويمكن أعتبار هذه ِ المسرحية بمثابة مسرحية تعلمية من خلال دور المغني وكذلك دور الراوي وكذلك الأعلاانات.
وتندرج هذه ِ العناصر للوصول آلي حالة التغريب التي كان ينشدها بريشت. ختاما ً يمكننا القول بأن ما أنجزه بريشت من خلال المسرح الملحمي هو محاولة القيام ومن خلال المسرح باحداث تغيرات سياسية واجتماعية من خلال ربط المسرح بالواقع ومحاولة جعل المسرح أو بصورة ادق خشبة المسرح انعكاسا ً حقيقيا ً لما يدور في الحياة بصورة يومية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق