ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ/ باسم الفضلي ـ العراق
( فنتازيا الذات المتجلية عند الشاعرة السورية مرشدة جاويش ) / الجزء الأول
لكي تقرأ وتفهم مرشدة ..يجب أن تستحضر عوالم تشايكوفسكي وبيزيه وفاردي ... فبين بحيرة البجع وكارمن و..عايده ، تقبع نبضات مشاعرها ... انه تماهٍ مذهل بين نفثات ( جراحها الغائرة ) المترجَمَةِ حروفُ وبين .. أنغامٍ تتراقص في مخيلة البشرية الباحثة عن .. فضاء محبةٍ ابيضَ غيرِ ملوثة بالخذلان و الخديعة ..تُراها تريد أن تعبّد ( صراطاً ) .،.غيرَ معفّرٍ بالاختبارات المافوق عقلية ، بين اللوعة و... القُبلةِ البريئة على جبين ( الانا )
لكن ... هنا علينا ان نتوقف .. فهناك جذور مممتدة الى اعماق الاعماق / جذورٌ انتمائيةٌ لوطن ( وهي المهاجرة قسراً ) ... وطنٌ اضاعَها ولم تُصِعْهُ ( هنا المفارقة ) ... الإستغراق في البحث عن دلالات مدلولات مرشدة المباشرة ( الظاهرية ) خادع .. فهي تتحدى وعي القارئ ، ان لم اقل تخدعه ..، ( وهذا شأنها كشاعرة حرة المقاصد ) ، وعلى القارئ ان يكون ذكياً ( شأنه كمتلقٍ ) ، وإلّا فعليه أن يتبع مرشدة فيما تقول
فلاكلمةَ في لغتها إعتباطيةُ الإختيار ، أو كيفيّةُ الإنتقاء ،فهيَ تقُدُّ مفرداتها من أعماق ذاتها الواعية بقصديةٍ إشاراتيةٍ ( دلالة / رمز / مجاز .. إلخ ) غايةٌ في الحذاقة والإحترافية ، , وإن أحاطت كلَّ هذا بمسحةٍ رومانسة الصوَر ، فنتازية الخيال ،وبإنسيابيةٍ وتدفُّقِ تعبيريٍّ ، لايتعثَّر أو يتوقف لغايةٍ تقاطعية ( تقاطع الفكرة مع الشعور ) ، أو تباعدية ( تباعد الدال عن مدلوله المحدد القصد ) ،وبشكلٍ يشدُّ الفارئ منذ أول وهلةٍ يطالعه فيها أولُ حرف في نصها ( وهذه مَزِيةٌ أُسلوبيةٌ مُرشديةٌ تتميز بها دون غيرها من الشاعر ) ، فكأن القارئ يقف أمامَ لوحةٍ فنيةِ أدواتها ( الصوَرُ المُتمَوسِقةُ ) ، وفضاءُها مدياتٌ واسعةٌ من .... التحرُّرِ من واقعيةِ الحدَثِ المُعاشِ ، ومحدودية اللغةِ الأُحاديةِ المُرسَل ( اعني حصرها بمفهوم : الكلمة / معناها ) ، مما ينتزع القارئُ من حولياتِهِ ( المكازمانية) ،.. ليسرقَهُ ، بل يخطفَه ، من حيث لا يدري ، كي يُدخلَهُ ذلك الفضاءَ الملوَّنَ بالدهشةِ وعذوبةِ الإنعتاقِ الحر ، من روتينية المألوف من المعاني الحياتيةِ المستهلَكةِ ، إنعتاقٌ يحتضنُ المدى ، بأجنحةٍ ضوئيةِ الرفيف ، وبعد أن يستغرق القارئ في لذَّةِ نصٍ راح يراقصُهُ إنتشاءاً ، إذاه يصطدمُ بعلاماتِ ( الكفِّ و التوقف ..) كأنها علاماتٌ ناقوسيةُ الوقع ، كابحةُ المنع ، عن الإسترسال في أحلامه ، و تُجبرُهُ ( اعني تلك العلامات ) ، على الإنتباه ، والتفكُّرِ ،في المقاصدِ المتواريةِ وراءَ ، جماليات وإلتذاذاتِ، ذلك العالم الشهيِّ النداءات ، ( وهذه مزيةٌ مرشدية ثانية ) ، فكلمةٌ واحدة ، أو علامة تعجب ، أو نقاطٌ تُباعدُ بين المفردات ، أو توحي بإنفتاحية الجملة ، تكون ذاك الناقوس ، أو الكابح ، فيشعرَ القارئُ حينها ، أنَّ عليه أن يعيدَ قراءةَ النص ، بوعيهِ هذه المرة ... ، فما الذي تريده مرشدة ....؟؟ ، تراها تتقصد التلاعبَ بالمتلقي ؟؟ ، أم أنها تتعامل معه بإعتباره ( آخر ) يجب تأهيلهِ ، تهيئتهِ ( نفس / فكرياً ) ، كي يكونَ لائقاً بولوجِ عوالم نصوصها ..؟؟ ، أنا أعتقد أن الشاعر من حقه إختيار قُرّائه ، وإستفزازهم ( ومن انواع الاستفزاز التلاعب بهم ) ، بل مبارزتُهُم في ( ميدان ) النص ،وهذا مردُّهُ ، في قناعتي في الأقل ، أن مرشدة تحترم قراءَها ، فلا تقدِّمُ لهم نصاً إستهلاكياً مسطّحاً ، بل تقدم ما يسبرُ أغوارَ ( مداركهم / مشاعرهم ) ، فهي بتلك التوليفةِ ( الصورية / الموسيقية) ، تبغي إستقطابَ مشاعر القارئ ، من أجل خلقِ حالةٍ من( القطيعة ) مع ذاتويته الخاصةِ بكل تراكماتها الإنفعالية ، كيما يتهيّأ ( للإنفعال البِكر / غير المسبوق ) مع نصوصها ، وبعد إدخالها تلك الكوابح ، تقوم بتنبيهِ عقلهِ ، ليقومَ بإعادة القراءة وقد تملَّكتْهُ هذه ( الإنفعالية غير المسبوقة ) ، وليس تلك الإنفعالات التي إستوطنت وجدانه ، فلهذهِ إسقاطاتها القرائيةُ التي كثرما شوهت فعل ( القراءة الأدبية الحداثوية ) ، نحن إذاً نقرأُ لفيلسوفةٍ لا مجرد شاعرة ، فيلسوفةٌ خَبَرَتْ معنى الذات والوعي العربيينِ ، وكيف أنهما خاضعان لما ورائيات ثقافيةٍ ( في معظمها تقادم عليها الزمن ولا تزال سطوته متحكمةً بالفكر العربي مهيمنة عليه بإسم المقدَس ) ، وهنا سأحاول قراءة بعض نصوص هذه الفيلسوفة التي ألبستْ فكرَها الحُرَّ لبوسَ اللغة الادبية المتجردة من قيود الماقبليات ، فجاءت بأروعِ النصوص المحفزةِ للوعي العربي .. شريطةَ أن يكون حرَّ التعاطي مع أدق تفاصيل الحياة ، مما يجعلني مؤمناً بأنها سيدة الشعرية النسائي العربي ، هذه قراءتي على المستوى الاسلوبي فقط ، أما قراءتي الأدَواتية للغتها فستتضمنها تفكيكاتي لنصوصها الثلاث الآتية
وهنا قراءة لنص الشاعرة الاول ( شَرَرُ سَفَرٍ دائم )
تتجسّد في عنوان النص ( الصورة المتموسقة ) ، وببنائية فنية لغوية محكمة الصنعة ، ويتجلى قصد مرشدةَ المُناغي لمشاعر القارئ بقصدِ ( إستدراجه ) لولوج عالم نصها ،
فالتناغم الإيقاعي بين ( شَرَرُ / فَعَلن ) و (سَفَرٍ / فَعَلن ) ، يخلبُ عواطفَه بنسقِ موسيقي ممتعِ الوقْع ، عَذْب اللذة ، وقد كان بمقدور الشاعرة الإستغناءُ عن الصفة ( دائم ) اتماماً لحالة النشوة التي يعيشها القارئ مع تلك القطعة ( الصورية / الموسيقية : شرر سفر ) لكنها لم تشأْ له الإسترسالَ في عَومه في عالمِ ماوراءَ واقعي ، زائف ، فلجأتْ الى تلك الصفة ( دائم ) / ككابح ، يعيده الى صحوته ووعيه ، وتحمله على التفكير وإعمالِ عقله ، ليفككَ ( عنوان / عتبة ) النص ، بعقلانيةٍ ، تخاطبهُا مرشدةُ في الأساس ، وتنشدها فيمن يقرأ لها ، فهي صاحبة رسالة ( أدب / فكرية ) ، لامجرد شاعرة تسعى لإرضاء المتلقي لينعمَ عليها بالرضا والإعجاب ، إنَّ الصورةَ الشعرية الحداثوية تعتمد ( الغرائبية ) ، وجمع المتناقضات ( الظاهرية ) لخلق ( معنى ) منسجم الدلالةِ ( معنى تحتاني / غير ظاهر ) ،..فـ(شررُ ) لاصلةً ظاهريةً ( معجمياً أو بلاغياً ) بـ ( سفر ) ،فالأولى جمع ( شرارة ) ، وهي نتاج فعل إحتكاكٍ جسمَينِ ماديينِ ببعضهما ( كحجارتين مثلاً ألخ ) ، أما السفر فهو فعل إنتقالٍ زماني ، بين موضعَين ، وهو معنوي مقرون بتغير المكان ( هنا تكمن غرائبية علاقة المضاف / شرر ، بالمضاف اليه / سفر ) ، لكن هذا تفسير ظاهري قاصر ، فالمعنى ( التحتاني / الباطني ) يذهب بنا الى أن هناك مزاوجة بين ( قصد قصد الشرر / الإحتراق / النيران ) ، و بعض معاني السفر ( الغربة )، الذي دعَّمتهُ الصفة ( دائم ) ، فالسفر الدائم لايعرف محطات الإستراحة ، ولا نهاية له ، فالشرر هنا هو إحتراق المسافر ، الذي لانهاية لسفره ( أي انه غريب الغاية والمستقر ) ، هو المهاجر الحامل غربته كغايةٍ بذاتها ،لأنه مجبرعليها بسبب( مُنَفِّرِ / طاردِ ) ما من مكانه أو وطنه أو من أهله أو ربما من ذاته، لأسباب سياسية أو أمنية أو آيديولوجية ، أو وجودية ،دون أن تكون هناك نهاية لسفره الدائم ( غربته ) فهو شرر المسافر ( إحتراقه ) لا السفر ، هذه هي الصورة الشعرية الحداثوية بأروع رسمها ، إذاً فإن القراءة التفكيكية لعنوان ( عتبة ) النص تكون كالآتي :
إحتراق ـــــــــــــ غربة ـــــــــ بلا نهاية ـــــــــ ( صورة غرائبية الظاهر / منطقية الباطن )
والعتبة ( العنوان ) مقدمة تهيّءُ ذهنَ القارئ لفهم مضمون النص ، ومرشدة بهذا انما ارادت له ذلك ، قبل دخوله الى عالم نصها الذي تصطبغ فيه الغربة الوجودية ، بألوان البسيط من المفردات ،لكن عليه أن يكون على حذر ، فهناك مفردات ( مُلغَّمة )، قد تصادفه ، فتعصف بما يفسّره ( يأوّلُه ) على عجالةٍ من معانٍ ، فإذاه خارج النص
( فنتازيا الذات المتجلية عند الشاعرة السورية مرشدة جاويش ) / الجزء الأول
لكي تقرأ وتفهم مرشدة ..يجب أن تستحضر عوالم تشايكوفسكي وبيزيه وفاردي ... فبين بحيرة البجع وكارمن و..عايده ، تقبع نبضات مشاعرها ... انه تماهٍ مذهل بين نفثات ( جراحها الغائرة ) المترجَمَةِ حروفُ وبين .. أنغامٍ تتراقص في مخيلة البشرية الباحثة عن .. فضاء محبةٍ ابيضَ غيرِ ملوثة بالخذلان و الخديعة ..تُراها تريد أن تعبّد ( صراطاً ) .،.غيرَ معفّرٍ بالاختبارات المافوق عقلية ، بين اللوعة و... القُبلةِ البريئة على جبين ( الانا )
لكن ... هنا علينا ان نتوقف .. فهناك جذور مممتدة الى اعماق الاعماق / جذورٌ انتمائيةٌ لوطن ( وهي المهاجرة قسراً ) ... وطنٌ اضاعَها ولم تُصِعْهُ ( هنا المفارقة ) ... الإستغراق في البحث عن دلالات مدلولات مرشدة المباشرة ( الظاهرية ) خادع .. فهي تتحدى وعي القارئ ، ان لم اقل تخدعه ..، ( وهذا شأنها كشاعرة حرة المقاصد ) ، وعلى القارئ ان يكون ذكياً ( شأنه كمتلقٍ ) ، وإلّا فعليه أن يتبع مرشدة فيما تقول
فلاكلمةَ في لغتها إعتباطيةُ الإختيار ، أو كيفيّةُ الإنتقاء ،فهيَ تقُدُّ مفرداتها من أعماق ذاتها الواعية بقصديةٍ إشاراتيةٍ ( دلالة / رمز / مجاز .. إلخ ) غايةٌ في الحذاقة والإحترافية ، , وإن أحاطت كلَّ هذا بمسحةٍ رومانسة الصوَر ، فنتازية الخيال ،وبإنسيابيةٍ وتدفُّقِ تعبيريٍّ ، لايتعثَّر أو يتوقف لغايةٍ تقاطعية ( تقاطع الفكرة مع الشعور ) ، أو تباعدية ( تباعد الدال عن مدلوله المحدد القصد ) ،وبشكلٍ يشدُّ الفارئ منذ أول وهلةٍ يطالعه فيها أولُ حرف في نصها ( وهذه مَزِيةٌ أُسلوبيةٌ مُرشديةٌ تتميز بها دون غيرها من الشاعر ) ، فكأن القارئ يقف أمامَ لوحةٍ فنيةِ أدواتها ( الصوَرُ المُتمَوسِقةُ ) ، وفضاءُها مدياتٌ واسعةٌ من .... التحرُّرِ من واقعيةِ الحدَثِ المُعاشِ ، ومحدودية اللغةِ الأُحاديةِ المُرسَل ( اعني حصرها بمفهوم : الكلمة / معناها ) ، مما ينتزع القارئُ من حولياتِهِ ( المكازمانية) ،.. ليسرقَهُ ، بل يخطفَه ، من حيث لا يدري ، كي يُدخلَهُ ذلك الفضاءَ الملوَّنَ بالدهشةِ وعذوبةِ الإنعتاقِ الحر ، من روتينية المألوف من المعاني الحياتيةِ المستهلَكةِ ، إنعتاقٌ يحتضنُ المدى ، بأجنحةٍ ضوئيةِ الرفيف ، وبعد أن يستغرق القارئ في لذَّةِ نصٍ راح يراقصُهُ إنتشاءاً ، إذاه يصطدمُ بعلاماتِ ( الكفِّ و التوقف ..) كأنها علاماتٌ ناقوسيةُ الوقع ، كابحةُ المنع ، عن الإسترسال في أحلامه ، و تُجبرُهُ ( اعني تلك العلامات ) ، على الإنتباه ، والتفكُّرِ ،في المقاصدِ المتواريةِ وراءَ ، جماليات وإلتذاذاتِ، ذلك العالم الشهيِّ النداءات ، ( وهذه مزيةٌ مرشدية ثانية ) ، فكلمةٌ واحدة ، أو علامة تعجب ، أو نقاطٌ تُباعدُ بين المفردات ، أو توحي بإنفتاحية الجملة ، تكون ذاك الناقوس ، أو الكابح ، فيشعرَ القارئُ حينها ، أنَّ عليه أن يعيدَ قراءةَ النص ، بوعيهِ هذه المرة ... ، فما الذي تريده مرشدة ....؟؟ ، تراها تتقصد التلاعبَ بالمتلقي ؟؟ ، أم أنها تتعامل معه بإعتباره ( آخر ) يجب تأهيلهِ ، تهيئتهِ ( نفس / فكرياً ) ، كي يكونَ لائقاً بولوجِ عوالم نصوصها ..؟؟ ، أنا أعتقد أن الشاعر من حقه إختيار قُرّائه ، وإستفزازهم ( ومن انواع الاستفزاز التلاعب بهم ) ، بل مبارزتُهُم في ( ميدان ) النص ،وهذا مردُّهُ ، في قناعتي في الأقل ، أن مرشدة تحترم قراءَها ، فلا تقدِّمُ لهم نصاً إستهلاكياً مسطّحاً ، بل تقدم ما يسبرُ أغوارَ ( مداركهم / مشاعرهم ) ، فهي بتلك التوليفةِ ( الصورية / الموسيقية) ، تبغي إستقطابَ مشاعر القارئ ، من أجل خلقِ حالةٍ من( القطيعة ) مع ذاتويته الخاصةِ بكل تراكماتها الإنفعالية ، كيما يتهيّأ ( للإنفعال البِكر / غير المسبوق ) مع نصوصها ، وبعد إدخالها تلك الكوابح ، تقوم بتنبيهِ عقلهِ ، ليقومَ بإعادة القراءة وقد تملَّكتْهُ هذه ( الإنفعالية غير المسبوقة ) ، وليس تلك الإنفعالات التي إستوطنت وجدانه ، فلهذهِ إسقاطاتها القرائيةُ التي كثرما شوهت فعل ( القراءة الأدبية الحداثوية ) ، نحن إذاً نقرأُ لفيلسوفةٍ لا مجرد شاعرة ، فيلسوفةٌ خَبَرَتْ معنى الذات والوعي العربيينِ ، وكيف أنهما خاضعان لما ورائيات ثقافيةٍ ( في معظمها تقادم عليها الزمن ولا تزال سطوته متحكمةً بالفكر العربي مهيمنة عليه بإسم المقدَس ) ، وهنا سأحاول قراءة بعض نصوص هذه الفيلسوفة التي ألبستْ فكرَها الحُرَّ لبوسَ اللغة الادبية المتجردة من قيود الماقبليات ، فجاءت بأروعِ النصوص المحفزةِ للوعي العربي .. شريطةَ أن يكون حرَّ التعاطي مع أدق تفاصيل الحياة ، مما يجعلني مؤمناً بأنها سيدة الشعرية النسائي العربي ، هذه قراءتي على المستوى الاسلوبي فقط ، أما قراءتي الأدَواتية للغتها فستتضمنها تفكيكاتي لنصوصها الثلاث الآتية
وهنا قراءة لنص الشاعرة الاول ( شَرَرُ سَفَرٍ دائم )
تتجسّد في عنوان النص ( الصورة المتموسقة ) ، وببنائية فنية لغوية محكمة الصنعة ، ويتجلى قصد مرشدةَ المُناغي لمشاعر القارئ بقصدِ ( إستدراجه ) لولوج عالم نصها ،
فالتناغم الإيقاعي بين ( شَرَرُ / فَعَلن ) و (سَفَرٍ / فَعَلن ) ، يخلبُ عواطفَه بنسقِ موسيقي ممتعِ الوقْع ، عَذْب اللذة ، وقد كان بمقدور الشاعرة الإستغناءُ عن الصفة ( دائم ) اتماماً لحالة النشوة التي يعيشها القارئ مع تلك القطعة ( الصورية / الموسيقية : شرر سفر ) لكنها لم تشأْ له الإسترسالَ في عَومه في عالمِ ماوراءَ واقعي ، زائف ، فلجأتْ الى تلك الصفة ( دائم ) / ككابح ، يعيده الى صحوته ووعيه ، وتحمله على التفكير وإعمالِ عقله ، ليفككَ ( عنوان / عتبة ) النص ، بعقلانيةٍ ، تخاطبهُا مرشدةُ في الأساس ، وتنشدها فيمن يقرأ لها ، فهي صاحبة رسالة ( أدب / فكرية ) ، لامجرد شاعرة تسعى لإرضاء المتلقي لينعمَ عليها بالرضا والإعجاب ، إنَّ الصورةَ الشعرية الحداثوية تعتمد ( الغرائبية ) ، وجمع المتناقضات ( الظاهرية ) لخلق ( معنى ) منسجم الدلالةِ ( معنى تحتاني / غير ظاهر ) ،..فـ(شررُ ) لاصلةً ظاهريةً ( معجمياً أو بلاغياً ) بـ ( سفر ) ،فالأولى جمع ( شرارة ) ، وهي نتاج فعل إحتكاكٍ جسمَينِ ماديينِ ببعضهما ( كحجارتين مثلاً ألخ ) ، أما السفر فهو فعل إنتقالٍ زماني ، بين موضعَين ، وهو معنوي مقرون بتغير المكان ( هنا تكمن غرائبية علاقة المضاف / شرر ، بالمضاف اليه / سفر ) ، لكن هذا تفسير ظاهري قاصر ، فالمعنى ( التحتاني / الباطني ) يذهب بنا الى أن هناك مزاوجة بين ( قصد قصد الشرر / الإحتراق / النيران ) ، و بعض معاني السفر ( الغربة )، الذي دعَّمتهُ الصفة ( دائم ) ، فالسفر الدائم لايعرف محطات الإستراحة ، ولا نهاية له ، فالشرر هنا هو إحتراق المسافر ، الذي لانهاية لسفره ( أي انه غريب الغاية والمستقر ) ، هو المهاجر الحامل غربته كغايةٍ بذاتها ،لأنه مجبرعليها بسبب( مُنَفِّرِ / طاردِ ) ما من مكانه أو وطنه أو من أهله أو ربما من ذاته، لأسباب سياسية أو أمنية أو آيديولوجية ، أو وجودية ،دون أن تكون هناك نهاية لسفره الدائم ( غربته ) فهو شرر المسافر ( إحتراقه ) لا السفر ، هذه هي الصورة الشعرية الحداثوية بأروع رسمها ، إذاً فإن القراءة التفكيكية لعنوان ( عتبة ) النص تكون كالآتي :
إحتراق ـــــــــــــ غربة ـــــــــ بلا نهاية ـــــــــ ( صورة غرائبية الظاهر / منطقية الباطن )
والعتبة ( العنوان ) مقدمة تهيّءُ ذهنَ القارئ لفهم مضمون النص ، ومرشدة بهذا انما ارادت له ذلك ، قبل دخوله الى عالم نصها الذي تصطبغ فيه الغربة الوجودية ، بألوان البسيط من المفردات ،لكن عليه أن يكون على حذر ، فهناك مفردات ( مُلغَّمة )، قد تصادفه ، فتعصف بما يفسّره ( يأوّلُه ) على عجالةٍ من معانٍ ، فإذاه خارج النص
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق