السبت، 17 سبتمبر 2016

جرح السنابل/ حسناء وفاء الجلاصي / تونس ...

جرح السنابل
......
كم مرّةً جرحتْنِي السّنابلُ والماءُ 
كم مرّةً غرستْ أشواكَهَا بجلدِي

لتشربَ دمِي الممزوجَ بالعوسجِ
وتتوضّأَ بدمعِي المسكوبِ على الجرحِ
أعُدُّ الجرحَ جرحًا جرحًا
ثم أسافرُ بي بعيدًا إلى مدينةِ الغبراءِ
كم مرّةً أُصْلبُ ولمْ أَزَلْ أحيَا
كم مرّةً تُسافرُ بي الأحلامُ إلى بلادِ الحروبِ
فتَنْثُرُني الرّيحُ على الوديانِ والساحاتِ
ثم تجمعُني وتعيدُ تشكيلي طلاسمَ أنثَى متمرّدةٍ
.
.
.
قلتً للأحلامِ دعِيني في المتاهِ وامضِي
فوراءَ التّلالِ يطلعُ العيدُ
يُطلُّ من نافذةِ الحياةِ فلا تتأخّرْ
يُوزّعُ الوردَ للخدي النّديِّ
ويسقِي الشهدَ للثغرِ الطريِّ
فلا تتأخّرْ
سأقتسِمُ الفُتاتَ مع النّمْلِ
وأحتفلُ بالموتِ حبًّا
سأقيمُ صلاةَ الغيابِ
وأوزِّعُ الوردَ والسّكرَ
سأنزعُ عنّي فستانَ الرّثاءِ
وارتدِي ثوبًا أحمرً
سأطعمُ النوارسَ جرحَ الرّمادِ المسكوبِ فوقَ جلدِي
سأسافرُ في هدأةِ الليلِ وحدِي
أداعبُ الطيرَ
وأغازلَ الشجرَ
سيقولونَ عنّي ما ليس فِيَّ
و سيقولونَ أنّي فعلتُ ما لمْ يفعلْ
وحدَها الروحُ تشقَى
ووحدهَا المرايَا تشيخً ولا تكبًرً
وأنا أسمعً ....
وعلى ناصيةِ الورقِ وُزّعَتْ ألوانِي
ولا أحزنُ
فقد صار قلبي أوسعَ
منحنِي أجنحةً أكبرَ
لأطيرَ إلى مدينةِ الصقيعِ ولا أبردُ
......
حسناء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق