الأربعاء، 21 سبتمبر 2016

"مَولاتي "/ حسن عيسى / العراق ,..

"مَولاتي "
مَولاتي ما سِرُّ الأَسى لا يَبرَحُ
وَحَسرَةُ الجَنبَيْنِ عادَت تَسرَحُ
في غُصَّةٍ باتَت سِجالاً تَجرَحُ

لَمْ يَبقَ في قَلبي سِوى ما يُسفَحُ
مِنْ مُهجَةٍفي عِزِِّها ما يُمنَحُ
*****
في الوَصلِ أَخشى مِنْ نَفاذٍ في الوِصالْ
وَخِشيَةِ التَّفريقِ مِنْ قُربِ الجمالْ
بَينَ البِعادِ وَقُربِ ذَيَّاكَ الجَلالْ
حالَ اصطباري تَسالياً عِندَ الدَّلالْ
يَلهو بِسَوطٍ للهوى ما يلفَحُ
*****
أُفديكِ بالنَّفسِ الّتي أَمسَت لكِ
مُلكا ً ولِلأَسيرِ في ما يَشتَكي
رفقاً بهِ وَالرِّفقُ زَينُ المالك وَلَيسَ لِلمَملوكِ غيرُ المالكِ
وَعُذرُهُ الوِدادُ في ما يَنضَحُ
*****
سِرُّ المَعيشَةِ ما قَد يُقتنى
وبدون حُبٍّ خُرِّبَت تلكَ الدّنى
الدِّينُ حُبٌّ وَالبُنى ما قَد بَنى
وَقُدرَةُ المُقدارِ ما قَد دَنا
مِنْ رَوضَةِ الحُبِّ فَيضاً يَنفَحُ
*****

مَولاتي إِنسانٌ وَحُبٌّ تَوأَمانْ
بصُحبَةٍ قيامُها لا يَبغِيانْ
بِهِما بِلوغِ المَجدِ لِلْعَنانْ
تَذوبُ أَحقادٌ وَتَمضي لِلْحَنانْ
وَتَقرَعُ الأَجراسُ سَعداً تَصدَحُ
*****
أَلحُبُّ مَعقودُ اللّوا عِندَ السَّلامْ
حَيثُ الحياةُ وَكُنهها طيبُ المَقامْ
تَحلو الحياةُ بِوَصفِها عِزُّ الأَنامْ
تِلكَ أَنسنَةُ النُّهى صَوبُ الأَمامْ
حَتّى قديمُ الخَلقِ باتَت تَفصَحُ
*****
قَد أَكرمَ الرَّحمنُ في خَلقِ النُّهى
بهنَ حَدُّ اللهِ حَدَّاً في الورى
يَقضينَ أَمرَ النَّفسِ في نَوعِ القِرى
فَهوَ الحُسامُ عِندَ أَشباهِ الهوى
وَفاصِلُ الأَمرَينِ رأيٌ أَرجَحُ
*****
مَولاتي أَيَّامُ الخَوالي قَد مَضَتْ
في خَيرِها أَو شَرِّها إِلاّ خَلَتْ
أَنَعيشُ رَجعاً مِنهُ نَفسٌ قَد ثَوَتْ
ما هكَذا الإِنصافُ لَو دامَتْ ذَوَتْ
وَلَجالَ مَوتٌ في الورى لا يُكبَحُ
*****
يا لَيتَ في التّأْريخِ قَوَّالٌ صَريحْ
لا زَبرَ مُنتَصِرٍ ولا طَعنَ الجَريحْ
لكنَّ أَهواءاً تَبارتْ مِنْ كَسيحْ
فَكنتَ يا تأريخَنا أَنتَ الذَّبيحْ
وَنَحنُ بالأَعقابِ كُنَّا نُذبَحُ
*****
يا لَيتَ شِعري هَلْ لِماضينا نِتاجْ
وَهَلْ هَناءُ الرَّيِّ مِنْ ماءٍ أُجاجْ
وَتِلكَ عَينُ العَذبِ مِشكاةٌ زُجاجْ
أَثَرٌ بلا عَينٍ يَجوبُ الفِجاجْ
وَيَفوتنا التَّجديدُ فيما يُطمَحُ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق