الثلاثاء، 20 سبتمبر 2016

طلب غريب / فاطمة الشيري / المغرب..

طلب غريب
متثاقل الخطوات، دخل متجر الأثاث العتيق، متأبطا قطعة ملفوفة بثوب مخمل قديم.
رحب به صاحب المتجر قائلا:
تفضل عمي مرحبا، و قدم له كرسيا؛
لاحظ التاجر تلاحق أنفاسه، والتعب البادي عليه. 
حاول الكلام لكن الحروف تلعثمت على لسانه تأثرا
ساعده صاحب المكان قائلا:
اهلا بك ، نورت المكان، أظنك تحمل لي تحفة؟
نعم؛ وبدأ يزيح عنها الثوب الذي كان يسترها عن العيون كأنه يزيح ضمادا عن جرح يخاف عليه من النزيف.
بدت التحفة، تنهد... ثم استرسل في الكلام إنها تمثل لي الكثير وأغلى من أن تقدر بثمن
لكن في البيت رفضوا تواجدها بعدما أفرغوها من الحلي وتقاسموه
ففكرت أن أحملها لك لتضعها ضمن تحفك ،
شرط ألا تباع مادمت حيا.
فرحة كبيرة بدت على وجه الشيخ لما رد التاجر
أعدك عمي، سأعتبرها أمانة عندي
لقد أدرك وفاءه لصاحبة صندوق المجوهرات وذكراها...
في يوم ،سمع التاجر أن العم أقعده المرض ولم يعد قادرا على الحركة
ذهب لعيادته فرح به قبل أن يسأله عن قطعته وضعها بين يدييه ضمها لصدره قبلها واغمض عينيه...
فاطمة الشيري المغرب

هناك تعليق واحد:

  1. الشكر الجزيل لمؤسسة فنون الثقافية العربية على اهتمامكم ونشركم لنصي

    ردحذف