.
. على موعد جديد ..
سكون مطبق، رغم الضجيج الذي يصدر من المارة ، على رصيف حديقة قد فاحت روائح أزهارها الندية بماء السقي.
وبينما الكل لاه بما يعتريه من حركة وسكون وكلام ونظرات تترامى هنا وهناك، جاء باعوامه التي تجاوزت الخمسين وهو يحمل كتابا بين يديه.
بحث عن مكان ناء وأكثر هدوءا ، فجال بعينيه حتى وقع بصره على مقعد بعيد ومهشم تحت شجرة أعطت من نظارتها حتى يبست أغصانها منذ زمن.
فأسرع واتجه نحوه وما أن وصل وجلس وراح يتصفح الكتاب وبدأ بالقراءة حتى غاب بفكره عن الوجود.
ومر الوقت، ولم يعده إلى أرض الواقع سوى صوت دافيء يقول ..
_ عفوا ..
رفع رأسه مستغربا ثم قال ..
- نعم ؟!!
فأبتسمت بوجهه وأكملت ..
_ ألست الأستاذ م معلم مادة الرياضيات ؟؟!!
فأجاب ..
_ نعم ؟!!
ولازالت علامات الإستفهام مرسومة على وجهه ..
فبادرت هي قائلة ..
_ أنا نون كنت تلميذة لديك ..
وراح يسترجع في ذاكرته الأشكال والأسماء وهي لا تزال تعينه على أن يستذكرها ، حتى صاح ..
_ آه. أنت الفتاة التي رصعتها كفا ذات يوم لشقاوتها وعدم أنصاتها في الدرس ..
فضحكت بخجل وقالت ..
_ لازال وقعه إلى الآن يرن في أذني ..
فتبسم ضاحكا وقال ..
_ أما زلت كما أنت ، شقية ومشاكسة تملأين الكون بهجة بضحكاتك الطفولية العفوية ، ولم أختفيت بعد ذلك اليوم ؟؟!!!
فأجابت وهي مكتسية الحياء والخجل ..
_ صفعتك أستاذ كانت مفترق طرق بالنسبة لي ، أوعتني بشكل مبكر، وأنا الآن أدرس مادة الرياضيات ..
ورسمت إبتسامة على شفتيها رق لها قلبه. واجابها مستبشرا ..
_ أها جيد ..
ساد الصمت للحظات ، ثم حاولت أن تلقي تحية الوداع ، لكن سبقها أستاذها وهو يفجر عن مكنونات صدره التي أدخرها لأعوام وقد عاد البريق إلى عينيه ..
_ أتعلمين ، ليتني لم أضربك ليتها شلت يدي ولم أحرم تلك الضحكات البريئات التي كانت تصيبني بالجنون ما إن أسمعها
لقد نسيتك منذ زمن ؟!! ما الذي جاء بك ؟ ! من أين أتيت ؟ ! !
وقفت مشدوهة كالصنم تنظر إليه ، وكأن سهما من نور ونار إخترق قلبها ، وانعقد لسانها فلم تعرف بما ترد أو تجيب
وأطرقت خجلا للحظات ، فعاد الأستاذ وكسر ذلك السكون وقد أخرج من جيبه قلما وراح يدون بعض الحروف والأرقام على صفحة كتابه .
ثم طوى الكتاب وراح ينظر لها مجددا وهو يقدم لها الكتاب قائلا ..
_ إذا أردت أن نقف هنا ، فلا تأخذيه ..
تراجعت خطوة إلى الخلف وهي في حيرة من أمرها، وعيناها شاخصة على الكتاب ، عندها وبلحظة شجاعة سرقتها من بين التردد والخوف والحياء، مدت يدها وأخذت كتابه وضمته إلى صدرها بين ذراعيها، وعلى محياها بسمة فرح وخجل ونظرات ببريق الحب متبادلة بينهما حتى ودع كل منهما الآخر ،
على موعد جديد *
حنان الموسوي *
. على موعد جديد ..
سكون مطبق، رغم الضجيج الذي يصدر من المارة ، على رصيف حديقة قد فاحت روائح أزهارها الندية بماء السقي.
وبينما الكل لاه بما يعتريه من حركة وسكون وكلام ونظرات تترامى هنا وهناك، جاء باعوامه التي تجاوزت الخمسين وهو يحمل كتابا بين يديه.
بحث عن مكان ناء وأكثر هدوءا ، فجال بعينيه حتى وقع بصره على مقعد بعيد ومهشم تحت شجرة أعطت من نظارتها حتى يبست أغصانها منذ زمن.
فأسرع واتجه نحوه وما أن وصل وجلس وراح يتصفح الكتاب وبدأ بالقراءة حتى غاب بفكره عن الوجود.
ومر الوقت، ولم يعده إلى أرض الواقع سوى صوت دافيء يقول ..
_ عفوا ..
رفع رأسه مستغربا ثم قال ..
- نعم ؟!!
فأبتسمت بوجهه وأكملت ..
_ ألست الأستاذ م معلم مادة الرياضيات ؟؟!!
فأجاب ..
_ نعم ؟!!
ولازالت علامات الإستفهام مرسومة على وجهه ..
فبادرت هي قائلة ..
_ أنا نون كنت تلميذة لديك ..
وراح يسترجع في ذاكرته الأشكال والأسماء وهي لا تزال تعينه على أن يستذكرها ، حتى صاح ..
_ آه. أنت الفتاة التي رصعتها كفا ذات يوم لشقاوتها وعدم أنصاتها في الدرس ..
فضحكت بخجل وقالت ..
_ لازال وقعه إلى الآن يرن في أذني ..
فتبسم ضاحكا وقال ..
_ أما زلت كما أنت ، شقية ومشاكسة تملأين الكون بهجة بضحكاتك الطفولية العفوية ، ولم أختفيت بعد ذلك اليوم ؟؟!!!
فأجابت وهي مكتسية الحياء والخجل ..
_ صفعتك أستاذ كانت مفترق طرق بالنسبة لي ، أوعتني بشكل مبكر، وأنا الآن أدرس مادة الرياضيات ..
ورسمت إبتسامة على شفتيها رق لها قلبه. واجابها مستبشرا ..
_ أها جيد ..
ساد الصمت للحظات ، ثم حاولت أن تلقي تحية الوداع ، لكن سبقها أستاذها وهو يفجر عن مكنونات صدره التي أدخرها لأعوام وقد عاد البريق إلى عينيه ..
_ أتعلمين ، ليتني لم أضربك ليتها شلت يدي ولم أحرم تلك الضحكات البريئات التي كانت تصيبني بالجنون ما إن أسمعها
لقد نسيتك منذ زمن ؟!! ما الذي جاء بك ؟ ! من أين أتيت ؟ ! !
وقفت مشدوهة كالصنم تنظر إليه ، وكأن سهما من نور ونار إخترق قلبها ، وانعقد لسانها فلم تعرف بما ترد أو تجيب
وأطرقت خجلا للحظات ، فعاد الأستاذ وكسر ذلك السكون وقد أخرج من جيبه قلما وراح يدون بعض الحروف والأرقام على صفحة كتابه .
ثم طوى الكتاب وراح ينظر لها مجددا وهو يقدم لها الكتاب قائلا ..
_ إذا أردت أن نقف هنا ، فلا تأخذيه ..
تراجعت خطوة إلى الخلف وهي في حيرة من أمرها، وعيناها شاخصة على الكتاب ، عندها وبلحظة شجاعة سرقتها من بين التردد والخوف والحياء، مدت يدها وأخذت كتابه وضمته إلى صدرها بين ذراعيها، وعلى محياها بسمة فرح وخجل ونظرات ببريق الحب متبادلة بينهما حتى ودع كل منهما الآخر ،
على موعد جديد *
حنان الموسوي *
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق