الأربعاء، 5 نوفمبر 2014

قراءه أولية لقصيدة(احتمالات) للشاعر المصرية القديرة شيماء ابراهيم بقلم :- ناظم ناصر

قراءه أولية لقصيدة(احتمالات) للشاعر المصرية القديرة شيماء ابراهيم
بقلمي :- ناظم ناصر
5\11\2014
شاعرة من حلم و الحلم احتمالات من أول الضوء الى نهاية المساء تتأمل الأفق وتحاول أن تتوحد مع الطبيعة وتعود الى الأصول الأولى فتراها شجرة تلتقط حبات المطر أو زهرة تبتسم للنسيم تسمع همس النجيمات وهي تتكلم عن القمر فتأوي الى الضفاف لتغازل موجات النهر هذه هي شاعرتنا الرقيقة شيماء ابراهيم
فالشاعرة تستلهم الحلم وتحوله الى واقع وتمضي بارادتها لتحقيقه , و تتأمل حلمها وهو يتحقق وتنشطر الى نصفين فهي في الحلم و في نفس الوقت خارج الحلم ترى ماذا يحدث لاحتمالاته وتحولاته وهذا ما سنلاحظه في قصيدتها احتمالات والتي سنتناولها كمتذوقين للشعر
والقصيدة متكونة من أربعة أجزاء مرتبطة مع بعضها في المعنى و الغاية والهدف وتبدأ بجزاء الأول وبكلمة ربما وهذا احتمال ربما يكون او لا يكون وهو الحلم والعودة الى الطبيعة والتوحد معها من خلال التأمل والذهاب بعيدا في هذه الغاية و الاحساس بدفء الأرض الأم التي أتينا منها واليها عائدون .
فهاهي الشاعرة تتخيل أن الأرض تبتلعها و هي تتوحد معها وتستجيب لها بلذة ونشوة تتنفس مع الصخور و تستسلم للرمال
وتنتقل بنا من مرحلة البصر الى الشعور وكثافة الاحساس فهي تتوحد مع الأرض باحساسها هذا ليس الموت بل حياة جديدة فهذا غص شجرة كانت ميتة يقوم برحلة عبثية فوق خلاياها لتمنحه الحياة وهي تبتسم أنها لذة البداية من جديد و شريانها يتحول الى النسغ الصاعد والنازل في هذه الشجرة التي كانت ميتة و الان هي الشاعرة على شكل شجرة لتزهر و تبدأ من جديد
(1)
ربما
سَتَبْتَلِعُني الأرضُ هذه الليلةَ
هذه القشرةُ صلبةٌ جدا
وأنا لا وقتَ عندي
لإزالةِ تلك الطبقات
لا بأسَ أن تمتصَّني الأرضُ
وأن أتركَ نفسي
في لذةِ التسليمِ لها
هذه الرمالُ ناعمةٌ وباردة
ودفءُ أنفاسِ الصخورِ
يبادلُني التنفسَ
أتحسسُ عنقي ..
عينايَ ثقيلتانِ
أكادُ لا أميز
بين الشعورِ وبين البصر
وغصنٌ صغيرٌ هاربٌ
مِن شجرةٍ كانت ميتة
يقومُ برحلتِه العبثيةِ
فوق خلاياي
أخبَرني شرياني
أنه آنَ له التوقفُ
بعد ما انفجرتْ كلُّ الطرقاتِ
المؤديةِ إليه
أخبَرني أيضا أن كلَّ
مَن امتصَّتهم الأرضُ
لم يعودوا أبدا
كسابقِ عهدِهم ..!
و بعد أن تحولت الشاعرة الى شجرة و أثمرت والشاعرة امرأة وهي ثمرة سواء كان ذلك مجازا أو حقيقة فهي تتسأل ضمن احتمالاته هل ستتناولني على الافطار أو تدخر مني قليلا لساعة الحاجة ويبدأ الحوار اليومي فالمرأة هي الحضارة والخصوبة و استمرار الحياة وهي العطاء الدائم وهبة الله سبحانه وتعالى الى أبينا ادم عليه السلام وهي السكن والمودة والرحمة فهل سنفهمها كما هي عبارة عن نقاء وعطاء ام نستهلك حياتنا اليومية ولحظاتنا الجميلة بهذا الرتم العقيم للعلاقات التي لا نهاية لها سوى الانهيار و هذا ضمن الاحتمالات وربما
(2)
ربما
ستتناولُني على الإفطارِ
أو تَدَّخِرُ قليلاً مِنِّي
لساعةِ الحاجةِ
أو تُلِحُّ عليَّ ألا أَهْجُرَ
تلك الأشياء
أو تهمِسُ في أُذُني
" كم كان جميلاً ما أعددتِ "
ستخبرني أنكَ ستغيبُ كثيرا
بعد الإفطار
أو ربما أنكَ لن تأكلَ
كلُّ هذا مُعَرَّضٌ للاحتمال ..!
و ندخل في حلم أخر يتأمل احتمالات أخرى في هذه المتوالية من الاحتمالات و الحلم هنا حقيقي من خلال التأمل فتخيل انك تستلقي وتنظر الى غرفتك من الأسفل الألوان تختلف والضوء النافر يرفض النزول للأسفل وعندما تحاول أن تصغي لصوت الجيران يتهامسون عن همهم اليومي وربما ذكرى خطرت على بالهم آو أمل يتطلعون أليه في فجرا جديد غسل عينيه في الضياء او النمل في أنفاقهم تسمع دبيبهم وهم يحاولون الاستمرار في الحياة لكن لا تصغي إلا لأصوات في عقلك هل هو نداء لاحتمال جديد و هل هو ما تود ان تسمعه الشاعرة ربما و يبقى الاحتمال
(3)
ربما
لن أحلُمَ هذه الليلةَ
سأستلقي وأنظرُ من أسفل
إلى غرفتي
مِن هنا تختلفُ قليلا
ألوانُ الجدرانِ
يرفضُ ضوءُ المصباحِ
أن ينزلَ للأسفلِ
سأسلِّم أُذُني لأفواهِ الأرضِ
يمْكِنُ أن أسمعَ أصواتَ الجيرانِ
وهُم يتجادلونَ
أو أَسمعَ أصواتَ النملِ
في أنفاقِهم الضيقةِ
لكني لم أسمعْ إلا أصواتا
تهتفُ في عقلي ..!
المرآة هي تاريخ الوهم لا تعكس إلا الصورة والصورة قد تكون وهم فالمرآة إلا تنقل الشعور و الاحساس والشاعرة المرأة عندما تتحول الى أحساس شفاف كالحلم رقيق وعذب لا تظهر صورتها في المرآة فهي لا تنقل لأحلام ولا تعشق إلا صورتها فهي لا ذاكره لها سو الوهم وترفض أن تحلم ولا تستجيب للحلم الذي في خيال الشاعرة وهل هي تسال المرآة ام تسال نفسها ربما يكون احتمال
(4)
لماذا
لم تُبْصِرْني مِرآتي هذه الليلة؟
لم تَستدعِ ألواني وأضوائي؟
لماذا لم تخبرني
عن هذه التفاصيلِ الدقيقةِ عني؟
ولم تتحسسْ يدُها ملامحي؟
تخاصِمُني هذه الليلةُ
وكأنَّ الليلةَ لم تُطِل
على شرفةِ حالاتٍ حالمةٍ
مِرآتي عكفتْ أن تجلسَ جامدةً
ترفضُ أن تحلُمَ
أن تحمِلَني لحالةِ عشقٍ
تتحللُ أركاني فيه
مِرآتي ترفضُ أن تعشق ..!!
وهكذا سافرنا سفر الاحتمالات في سفينة التأمل شراعها الأحلام لشاعرة تحاول دائما أن تجد عوالم جديدة وتكتشف وتخلق صور تغني القصيدة , فهي لا تسعى لاكتشاف الشيء ونقيضه لتخلق منه لغة الأضداد و أنما لتصهره فتخلق منه جمالا يضاهي فكرها الخلاق وخيالها الخصب فهي تحول النشاط الديناميكي للكلمات الى صور اخاذه وتجعلها حقيقة مرئية وتدعوك الى الاشتراك معها في هذا الحلم لتتذوق القصيدة
وبذلك تجعل الحوار الداخلي في القصيدة الى شيء ملموس وهذه هي نقطة الابداع التي ترتكز عليها الشاعرة شيماء وتنطلق منها لتتجاوز بقصيدتها حدود قصيدة النثر الى القصيدة المطلقة
وفي الأخير أود أن اقو ل أن القصيدة لا تكتسب ميزتها و أهميتها مهما كانت صياغتها و لغتها ما لم تجيد التأثير في المتلقي من خلال ايحائاتها وانفعالاتها ومن هنا تأخذ القصيدة شخصيتها وميزتها الأساسية
النص
• احتمالات
(1)
ربما
سَتَبْتَلِعُني الأرضُ هذه الليلةَ
هذه القشرةُ صلبةٌ جدا
وأنا لا وقتَ عندي
لإزالةِ تلك الطبقات
لا بأسَ أن تمتصَّني الأرضُ
وأن أتركَ نفسي
في لذةِ التسليمِ لها
هذه الرمالُ ناعمةٌ وباردة
ودفءُ أنفاسِ الصخورِ
يبادلُني التنفسَ
أتحسسُ عنقي ..
عينايَ ثقيلتانِ
أكادُ لا أميز
بين الشعورِ وبين البصر
وغصنٌ صغيرٌ هاربٌ
مِن شجرةٍ كانت ميتة
يقومُ برحلتِه العبثيةِ
فوق خلاياي
أخبَرني شرياني
أنه آنَ له التوقفُ
بعد ما انفجرتْ كلُّ الطرقاتِ
المؤديةِ إليه
أخبَرني أيضا أن كلَّ
مَن امتصَّتهم الأرضُ
لم يعودوا أبدا
كسابقِ عهدِهم ..!
(2)
ربما
ستتناولُني على الإفطارِ
أو تَدَّخِرُ قليلاً مِنِّي
لساعةِ الحاجةِ
أو تُلِحُّ عليَّ ألا أَهْجُرَ
تلك الأشياء
أو تهمِسُ في أُذُني
" كم كان جميلاً ما أعددتِ "
ستخبرني أنكَ ستغيبُ كثيرا
بعد الإفطار
أو ربما أنكَ لن تأكلَ
كلُّ هذا مُعَرَّضٌ للاحتمال ..!
(3)
ربما
لن أحلُمَ هذه الليلةَ
سأستلقي وأنظرُ من أسفل
إلى غرفتي
مِن هنا تختلفُ قليلا
ألوانُ الجدرانِ
يرفضُ ضوءُ المصباحِ
أن ينزلَ للأسفلِ
سأسلِّم أُذُني لأفواهِ الأرضِ
يمْكِنُ أن أسمعَ أصواتَ الجيرانِ
وهُم يتجادلونَ
أو أَسمعَ أصواتَ النملِ
في أنفاقِهم الضيقةِ
لكني لم أسمعْ إلا أصواتا
تهتفُ في عقلي ..!
(4)
لماذا
لم تُبْصِرْني مِرآتي هذه الليلة؟
لم تَستدعِ ألواني وأضوائي؟
لماذا لم تخبرني
عن هذه التفاصيلِ الدقيقةِ عني؟
ولم تتحسسْ يدُها ملامحي؟
تخاصِمُني هذه الليلةُ
وكأنَّ الليلةَ لم تُطِل
على شرفةِ حالاتٍ حالمةٍ
مِرآتي عكفتْ أن تجلسَ جامدةً
ترفضُ أن تحلُمَ
أن تحمِلَني لحالةِ عشقٍ
تتحللُ أركاني فيه
مِرآتي ترفضُ أن تعشق ..!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق