الثلاثاء، 30 ديسمبر 2014

نص الرجل الذي فقد فراشاته للشاعر العراقي كريم عبد الله

الرجلُ الذي فقدَ فراشاتهُ
السماءُ بعيدةٌ وهذا الوالي يقضمُ ضلعي ../ الشتاءُ فارغٌ إلاّ منْ بقايا أجنحةِ فراشاتي ../ وفي السماءِ السابعةِ تبقى الصحفُ مطويّةً
مشتاقُ أنْ أجلس للكركراتِ الراقدة ../ في إناءِ السلطةِ المعجونةِ برداءِالبراءةِ .../ في سنواتٍ كانتْ تتثاءبُ ببطىءٍ قادم
مشتاقٌ أنْ أدثّرَ القمرَ ببطانيّةٍ تبعثُ الأمل ../ أجمّعُ هذا الكرزَ المسفوك على وجهِ الصباحِ العائم ../ والمسافر بعيداُ على أجنحةِ الغروب خائفاً منْ ليلٍ مفجوع
الفتاوى منقوعة بكوابيسٍ تولدُ حقيقة ../ وتفلية العقولِ وزرعِ القشّ تحتَ طاقيةِ المشورةِ ../ يُزهقُ قوسَ قزحٍ يتوسّدُ أحضانَ قهقهةِ الحياة
الربُّ الجديد يسرقُ الفراشات في بيوتِ الله ../ والأرغفةَ المدمّسة بضحكةِ شيطانٍ معلّقةً كالمفاتيحِ ../ على واجهات المحاربين الجدد تعلّقُ الحور العين نياشينهنَّ
الشتاءُ القديم لمْ يأتي بدفءِ المواقدِ ../ ضغطةٌ واحدةٌ على خاصرةِ الرواة ../ تشرئبُ الأغصانُ الخضرَ في ساحةِ الرجم
الشائعاتُ والحقائق على ألسنةِ القرابين تندلقُ ../ رفقاء الامس صفّقوا لصوتِ المذيع وهوَ يبصقُ ../ كلٌّ يُشهرُ بيضاً فاسداً بأحلامِ مبرمجة
لماذا الربيعُ يسرقُ الفراشاتَ ويُربكُ الجاذبية ../ ينزعُ رحيقَ الفساتين ويدحرجُ الألوانَ المبلّلة ../ في حضرةِ السلطان تتدحرجُ العقول ... ؟
منْ يعيدُ الأراجيحُ لحدائقِ فراشاتي ../ منْ يقوّمُ سطوةَ السيفِ في ظلعي المعوّجَ ../ منْ يعيدُ للفراشاتِ أجنحتها إذا تذكّرت الحقول ... ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق